كانت أكبر مساهمة لماك سينيت، أبي الكوميديا السينمائية الصامتة، هي تكوين " شرطة حجر الأساس Keystone Kops "، و هم زمرة من الممثلين الهزليين " الملخبَطين " الذين صاروا شعبيين لا في الولايات المتحدة فقط بل و في أنحاء مختلفة من العالم أيضاً. و كان أن ألهم
كانت أكبر مساهمة لماك سينيت، أبي الكوميديا السينمائية الصامتة، هي تكوين " شرطة حجر الأساس Keystone Kops "، و هم زمرة من الممثلين الهزليين " الملخبَطين " الذين صاروا شعبيين لا في الولايات المتحدة فقط بل و في أنحاء مختلفة من العالم أيضاً. و كان أن ألهموا الكثير من الكوميديين الهنود مثل محمود، جوني ووكَر، و فاديفيلو. و كان هؤلاء الممثلون يقومون بأدوار رجال شرطة متخيَّلين تنقصهم الكفاءة المهنية في الأفلام الكوميدية الصامتة في أوائل القرن العشرين. و كان ينتجها ماك سينيت عن طريق شركته بين عامي 1912 و 1917، و أولها فيلم " ميراث هوفمِييَر Hoffmeyer's Legacy " 1912، لكن شعبيتها كبرت مع فيلم عام 1913 القصير " شرطة بانغيل "، الذي يمثّل فيه النجم المحبوب مابل نورماند.
و قد أصبح تعبير " شرطة حجر الأساس " على درجة كبيرة من الشهرة بحيث أن ذكره يرد في الكثير من القواميس الكلاسيكية للّغة الانكليزية. فنجد قاموس أوكسفورد الشهير، مثلاً، يتضمن فقرةً تقول : " Keystone Kops : شخصيات بوليسية مرتبكة التصرف في أفلام أنتجتها شركة كيستون، و هي شركة سينمائية أميركية شُكلت عام 1912، و تُذكر لأفلامها الكوميدية التهريجية الصامتة ". كما أن هناك ما يشبه ذلك في الموسوعة البريطانية و غيرها.
و من أولئك الممثلين المشهورين الذي ظهروا في تلك المجموعة " الملخبَطة " من شرطة التلويح بالعصا : روسكو " البدين " أربَكل، آل سانت جون، جيمس فينلَستون، فورد ستيرلنغ، بَستر كيتون، إدغار كينيدي، و شارلي شابلن. وكان روسكو أربكل، المعروف شعبياً بالبدين، أول نجم يظهر من تلك العصبة الشهيرة. و بالرغم من حجمه المتزايد، كان خفيف الحركة على نحوٍ استثنائي بجسمه و يديه. و كعيِّنة من ذلك : نراه في أحد الأفلام يتصرف كنادل. و هو يعطي ظهره للزبائن و يواجه رفاً عليه أطباق و صحون. و يرمي بشطيرة في صحن سيدة ثرية من دون أن ينظر إليه فيقع في منتصف الصحن تماماً وسط دهشة السيدة.
و كان أربكل الكوميدي الأول الذي أدخل رمي فطيرة القشطة على الوجوه التي صارت الآن لقطة تقليدية، و التي كانت فيما مضى " ضرورة " في أية وصلة تهريج أميركية. و كان خبيراً برمي الفطائر. و صار الكثير من الأفلام المنتجة خلال عهد هوليود الذهبي يتضمن رمي الفطائر كموضوعة لها، بما فيها فيلم لوريل وهاردي الأسطوري " معركة القرن ". ( و لسببٍ ما، لم يجد رمي الفطائر هذا استحساناً في السينما الهندية. فقد جربه مخرج معروف، فلم يتقبله الجمهور و لا النقاد. )
لقد ولد أربكل يوم 24 آذار 1887، في كانساس، و توفي و لم يتجاوز الـ 46 عاماً في نيويورك من أزمة قلبية. و كان السبب في وفاته المبكرة محاكمتين لجريمة قتل مزعومة، و التدمير اللاحق لحياته و عمله المهني. فمما يؤسف له أن أربكل تورط، و هو في قمة شهرته، في فضيحة جنسية هزت هوليود، و دمرت حياته بشكل كامل. إذ اتُّهم باغتصاب و قتل الممثلة فيرجينيا راب في غرفة في فندق. و قد وجده المحلَّفون غير مذنب، لكن الدمار قد حلّ و المقاطعة الاجتماعية المحتشمة له بدأت. و هكذا راحت شركات هوليود التي دفعت ثروةً لإنتاج أفلامه تسحبها من التداول، قاضيةً بذلك على عمله الفني. و كُتبت كتب كثيرة عن المحاكمتين و كيف أن الرأي العام الأميركي في عهد الاحتشام ذاك قد صلبه و أنزل به العذاب. فراح، توفيراً لأسباب الرزق، يُخرج أفلاماً هزلية رخيصة تحت اسم " Will B. Good ".
و ما يزال أربَكل البدين يذكره رواد السينما في الولايات المتحدة و العالم الغربي كواحد من الأساتذة العظام الذين يثيرون الضحك من دون التلفظ بكلمة واحدة.
عن/ The Hindu