TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > رسائل: إلى رئيس مجلس الوزراء

رسائل: إلى رئيس مجلس الوزراء

نشر في: 18 فبراير, 2015: 07:26 ص

حسناً كان تفكيركم الهادف الى تعزيز الهوية السلمية الذاتية لمنطقة الكرادة الشرقية أولاً ، من ثم تكرار قراركم بإضافة مناطق الكاظمية والاعظمية والمنصور بجعلها جميعاً )منزوعة السلاح( للحد من غرائز العنف الموجودة لدى بعض (الأفراد) أو (الجهات) مما يعكر صفو

حسناً كان تفكيركم الهادف الى تعزيز الهوية السلمية الذاتية لمنطقة الكرادة الشرقية أولاً ، من ثم تكرار قراركم بإضافة مناطق الكاظمية والاعظمية والمنصور بجعلها جميعاً )منزوعة السلاح( للحد من غرائز العنف الموجودة لدى بعض (الأفراد) أو (الجهات) مما يعكر صفو الامن والسلم الاجتماعي .
ما صدر عنكم أيها السيد الرئيس يعتبر خطاباً توجيهياً أو أمراً واجب التنفيذ، مما يوجب على الجهات المعنية ، في مقدمتها وزارتا الدفاع والداخلية، تحديد الآليات الضرورية لوضع خطابكم أو قراركم موضع التنفيذ الفعلي، بقصد تفكيك واقع التسليح، خارج نطاق الدولة، الموجود في الكرادة الشرقية وفي كل انحاء العاصمة بغداد.
اسمحوا لي، سيادة الرئيس، بإثارة الانتباه إلى أن هذا (القرار) أو (الخطاب) سيكون بلا معنى إذا حُجب عن التطبيق الفعلي، واسمحوا لي بالقول إن التحكم بهذا القرار ،وتفاصيله ، وعلاقاته، أمر في غاية الصعوبة، خاصة وأن وزارة الداخلية كانت قد قررت منح (اجازات التسليح) للمواطن البغدادي قبل اسبوعين فقط من صدور قراركم حول (نزع السلاح).
في واقع الحال ،ربما من دون قصد، صارت المؤسسة العسكرية ببغداد أمام قرارين: قراركم بنزع السلاح ،وقرار وزارة الداخلية بإجازة تسليح المواطنين!
من نتائج الاختلاف بين اهداف القرارين يجعل احتمال انفلات آليات ضبط السلاح شيئاً واقعياً. فإما يُفقِد هوية قراركم في أن يكون وسيلة لتجاوز سلطة القانون والدولة، وإما يكون قرار الداخلية وسيلة للحماية الذاتية للمواطنين ضد العنف والارهاب.
لا بد من الاشارة، أيها السيد الرئيس ، إلى أن مفهوم (نزع السلاح) ليس شيئاً طقسياً ،بل هو ناتج حالة من حالات ايقاف (تسليح الدول) بموجب قرارات مؤتمر لاهاي عام 1899 الذي حرّم على الدول زيادة قوتها العسكرية في وقت السلم ،حتى أصبح هذا الهدف موضع الاهتمام في منظمة الامم المتحدة في العالم المعاصر ،وصولا إلى المفاوضات الدولية المضطربة حالياً مع ايران حول مساعيها النووية.
لقد برز مفهوم (نزع السلاح) أولاً على التكنولوجيا العسكرية النووية ، ثم انتشر هذا المفهوم على ابقاء القارة القطبية، ومنطقة الفضاء الخارجي ،وامريكا اللاتينية ،ومنطقة قاع البحار، وارض البحار، جميعها تكون منزوعة السلاح . كما ان عمليات نزع السلاح عن مناطق معينة هو مفهوم ومدلول ينبغي ان يتم بين طرفين، بين دولتين، أو بين مجموعتين، كي يتم الاتفاق بينهما على اقامة منطقة ذات حدود معينة ،خالية من السلاح بموجب اتفاق او معاهدة تحت الرعاية الدولية.
لذلك توجد حاجة فعلية في ان يتفضل سيادتكم بتقديم تفسير نظيراً لقراركم حول نزع السلاح في الكرادة ليكون وجوده في ميدان التطبيق الفعلي واضحاً بترتيبات واجراءات ضرورية تتكيّف مع اجراءات الأجهزة الامنية كافة، بالارتباط مع خططها وسلوكياتها في مكافحة الخلايا الارهابية وجماعات الجريمة المنظمة وغيرها من عناصر تمارس العنف في السرقات وفي اغتصاب النساء وخطف الاطفال وغير ذلك من فعاليات الارهاب المهووسة بالسلاح والعنف.
الامل معقود عليكم يا سيادة الرئيس في انفتاح خطابكم ليكون تفسيراً واضحاً في إجراءات ضرورية يكون قبولها واعياً ومصادقتها مقبولة من الجماهير ومن مجالس بلديات المناطق والاجهزة الامنية فيها او حولها ،كي لا تكون هناك تفسيرات متنوعة لمفهوم (نزع السلاح) وكي لا يفقد قراركم معناه وهدفه وكي يكون اجراؤكم وقراركم وخطابكم اصلاحياً، لنشر ثقافة السلم والمحبة بين الناس في مناطق بغداد كلها ، بالتفاعل مع أي اجراء اصلاحي آخر ، كي تحظى ايقاعاتها الواضحة المفهومة تسانداً فعلياً من الجماهير الشعبية.
لا ادري هل وجد قراركم، ايها السيد الرئيس، صداه الحقيقي في الكرادة الشرقية او في ارجاء العاصمة كافة منذ صدوره حتى الآن.. هل قام احد او جهة او منظمة او مكتب بنزع سلاحه من بيته او حزبه او مكتبه..؟ لا بد ان حادثة اغتيال الشيخ قاسم سويدان الجنابي وابنه واختطاف النائب زيد الجنابي قد شغلتكم كثيرا وسيطرت على تفكيركم ،لأنها انهت عمليا المفهوم العسكري والنفسي لقضية (نزع السلاح) .
كما تعرفون يا سيادة الرئيس أن الانتقال من (حالة التسلح) الى (حالة نزع السلاح) يستلزم تقويماً اجتماعياً – عسكرياً شاملاً، ويحتاج الى احترام ثقافة السلم .. يحتاج الى استجابة مكتسبة لكل الدعوات الاصلاحية، فهل اعاد المسلحون في الكرادة الشرقية أو في غيرها من المناطق النظر الفعلي لترويض سلاحهم ومنع سلوك العنف وإعادة الصلة بين العقل الوطني والسلاح الوطني ليكونا موجهين نحو الارهابيين والخارجين على القانون فحسب..؟
أتوقع منكم يا سيادة الرئيس ان تستعيدوا مسؤولية نزع السلاح بصورة تعيدون فيها تفاصيل ضرورية ليكون قراركم فاعلا لمحصلة افكاركم الاصلاحية وما تعنيه من رغبات وأهداف وحاجات ، ومن دون ذلك فإن فكرتكم الجيدة ستظل جيدة من دون تطبيق مع الأسف .
في الختام إليكم مني السلام أيها السيد الرئيس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram