رغبة متزايدة لدى دول الشرق الأوسط للتدخل في الدول الغارقة في العنف
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن دعوة مصر لعملية عسكرية بدعم من الأمم المتحدة في ليبيا بعد إعدام عدد من مواطنيها على يد داعش هناك، يدل على الرغبة المتزايدة لبعض الحكومات في ال
رغبة متزايدة لدى دول الشرق الأوسط للتدخل في الدول الغارقة في العنف
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن دعوة مصر لعملية عسكرية بدعم من الأمم المتحدة في ليبيا بعد إعدام عدد من مواطنيها على يد داعش هناك، يدل على الرغبة المتزايدة لبعض الحكومات في الشرق الأوسط على التدخل في الدول المجاورة الغارقة في العنف. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات الرئيس السيسي لمحطة إذاعية فرنسية، والتي قال فيها إنه لم يكن هناك خيار آخر سوى التحرك في ليبيا، التي وصف الاضطراب فيها بأنه تهديد للسلم والأمن الدولي. وذكرت الصحيفة بأن الأردن كان قد وجه عدة ضربات جوية في سوريا في وقت مبكر هذا الشهر بعدما أحرق تنظيم داعش طيارها معاذ الكساسبة حيا. وشاركت كل من الإمارات والسعودية أيضا في ضربات ضد داعش. ونقلت واشنطن بوست عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية قوله، إن الهجمات التي تشنها جيوش المنطقة توضح الجدية التي تتعامل بها دول أخرى ودول عربية مع هذا التهديد، لافتا إلى أن الحكومة المصرية لم تقدم لواشنطن تحذيرا مسبقا بتلك الهجمات. وكانت الولايات المتحدة وخمس دول أخرى وهي فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا، قد أصدرت بيانا مشتركا أمس الاول الثلاثاء، تدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا من خلال المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة. وتابعت الصحيفة قائلة إن المسؤولين المصريين لم يقدموا أي تفاصيل حول نوع القوى العسكرية الدولية التي قد يسعون لتشكيلها، إلا أن مسؤولين ومحللين حذروا من أن أي معركة متسرعة من قبل القوات المصرية أو العربية في الصراع الليبيي يتجدد بتفاقم العنف وتقويض جهود الأمم المتحدة الحالية للتوسط بين الفصائل الليبية. وقال المسؤول الأمريكي الذي رفض الكشف عن هويته، إنه بدون معلومات وخطط دقيقة، فإن مثل هذه التحركات العسكرية يمكن أن تؤدي إلى عواقب خطيرة غير مقصودة بشكل سريع للغاية. من جانبه، قال صفوت الزيات، اللواء المتقاعد بالجيش المصري، إن المسلحين في ليبيا قد ينظرون للقوات المسلحة المصرية كقوى محتلة وربما ينتقمون بشكل ما. وأضاف أن الجيش المصري، وهو قوة تقليدية، ليس معتادا على قتال متمردين حضريين مدربين جيدا مثل هؤلاء المسلحين في ليبيا. وتمضي الصحيفة في القول إنه مع توتر العلاقات المصرية الأمريكية، وتعدد الصراعات في المنطقة، فإن المحللين يقولون إن الدول العربية ستقوم بدور قيادي في الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في الدول المجاورة. ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي هشام قاسم قوله، إنه مع انسحاب الأمريكيين الآن من المنطقة سواء من العراق أو ترددهم في التدخل في سوريا، فإنه سيتعين على "مستهلكي الأمن أن يصبحوا مقدمي الأمن"، مشيرا إلى الدول العربية التي اشترت أسلحة متقدمة بمليارات الدولارات لجيوش لم تحارب أبدا. وأضاف قاسم أنه يعتقد أن الأشهر القادمة ستشهد لعب الجيش المصري دور نقطة الارتكاز في نظام أمني إقليمي. لكن حتى بعض القيادات العسكرية المصرية السابقة تعترف بمخاطر الخوض في المستنقع الليبي، حيث يوجد الكثير من الجماعات الإسلامية لا تمثل جميعها تهديدا لمصر. وقال اللواء المتقاعد طلعت طنطاوي، الذي عمل في مكافحة الإرهاب بالجيش المصري، إن الوضع السياسي معقد للغاية، ومن الصعب التنبؤ بمدى تأثير دور مصر على الوضع . وأضاف أن هدفنا في النهاية حماية حدودنا ومواطنينا، لكننا لدينا عدو مشترك وهو المليشيات الإسلامية.
«داعش» يخطط لاستخدام ليبيا كبوابة للحرب على أوروبا
ذكرت صحيفة «تليجراف» البريطانية، الأربعاء، أن خطابات من قبل أنصار تنظيم «داعش» كشفت عن أن «التنظيم يخطط لاستخدام ليبيا كبوابة لشن حرب في شتى أنحاء جنوب أوروبا».
وأشارت إلى أن «المسلحون يأملون في إغراق ليبيا بميليشيات من سوريا والعراق، الذين سوف يبحرون عبر البحر المتوسط، متظاهرين بأنهم مهاجرون غير شرعيين عن طريق المهربين»، وفقا لخطط اطلعت عليها مجموعة مكافحة التشدد البريطانية، «كويليام».
وأضافت «تليغراف» نقلا عن خطابات لأحد المروجين الداعمين لـ«داعش»، والذي يعتبر مجندا مهما لجذب المقاتلين لليبيا، أن «المقاتلين سيعيثون فسادا في المدن الأوروبية الجنوبية، قبل شن هجمات على صناعة الشحن البحري أيضا»، وأضافت: «ليبيا لديها ساحل طويل مطل على الدول الصليبية الجنوبية، التي يمكن الوصول إليها بسهولة حتى من خلال قارب بدائي».
وتابع: «عدد الرحلات المعروفة باسم الهجرة غير الشرعية من هذا الساحل ضخم جدا، إذ تم استغلال ذلك بشكل استراتيجي يمكن أن يُحدث هرجا ومرجا في دول جنوب أوروبا، ومن الممكن أيضا أن يكون هناك إغلاق لخطوط الشحن واستهداف السفن والناقلات الصليبية».
وقالت الصحيفة: «يمتلك المسلحون كميات كبيرة من الأسلحة التي حصلوا عليها إبان الحرب الأهلية عند سقوط نظام القذافي والاستيلاء على مستودعات الأسلحة، ومن بينها أسلحة جاءت من بريطانيا التي زودت القذافي بأسلحة رشاشة وبنادق قنص وذخيرة خلال سنواته الأخيرة في السلطة».
