حظر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على انصاره الاسبوع الماضي رفع صوره الشخصية وسائر آل الصدر في المؤسسات الحكومية، عادّاً مَنْ يقوم بذلك إنما "يريد استغلالها لمآربه الدنيوية"، وداعياً الى "استدعاء من يفعل ذلك والتحقيق معه".
هذه ليست المرة الاولى التي يعطي فيها السيد الصدر فتوى كهذه، ففي مرة سابقة أو أكثر أعطى فتوى مماثلة لم يجرِ الالتزام بها، ما دعاه الى تأكيدها هذه المرة. شخصياً أشك كثيراً في أن تكون النتيجة مختلفة هذه المرة، ذلك أن الذين يسعون لاستغلال رفع صور السياسيين ورجال الدين في المؤسسات الحكومية وخارجها في تحقيق "مآرب دنيوية" غير قليلين في عددهم، إن داخل التيار الصدري أو خارجه، وهو ما يفسّر هذا الفيض من صور السياسيين ورجال الدين وسواهم في الشوارع والدرابين والساحات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، بما فيها المدارس والمستشفيات.
هذا تقليد مُستنسخ ومتوارث من عهد نظام صدام.. الطغاة هم من يهتمون بالدعاية لأنفسهم وتمجيد أشخاصهم، ومنها بنشر صورهم في كل مكان، في الغالب لمعالجة عقدة النقص في شخصياتهم. وأكثر من برع في هذا التقليد الكريه صدام حسين الذي نشر في إحدى السنوات 15 مليون صورة له في طول البلاد وعرضها.. يومها (في ثمانينيات القرن الماضي) كتب مراسل أجنبي زار العراق أنه وجد أن سكان العراق قد بلغ تعدادهم 30 مليوناً، 15 مليون نسمة و15 مليون صورة لصدام.. وإلى جانب الصور حرص صدام على نصب عشرات التماثيل الضخمة له، لكنّ ذلك كله لم يزرع الحبّ في صدور العراقيين له.. بل ضاعف من كراهيتهم، ويوم حانت ساعة نظامه في التاسع من نيسان 2003 لم ينفع ذلك الفيض من الصور والتماثيل صداماً في شيء، فقد انهار نظامه وطار هو كما الريشة في مهب الريح.
الصور داخل المؤسسات الحكومية أو خارجها لن تجلب الحبّ لأحد، بل انها يمكن أن تكون سبباً في التذمر والكراهية، خصوصاً عندما تتشوه جدران المدن ببقايا الصور الممزقة وحائلة الألوان والمتكدسة فوق بعضها البعض.
السيد الصدر الذي سيحتاج الى أن يتابع بنفسه مدى التزام أنصاره بأمره هذا، كان سيصنع خيراً مضاعفاً لو شمل بحظره نشر الصور في الشوارع والساحات، ليكون ذلك خطوة ضرورية تشجّع أمانة بغداد ومجالس المحافظات على حظر نشر الصور جميعاً. الصور المنتشرة الآن في طول المدن وعرضها للمئات من رجال الدين والسياسيين وسواهم ( بمن فيهم المرشحون لانتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات)، إنما تسيء إلى أشخاصها عندما تتمزق وتتسخ ولا يجد عمال الأمانة والبلديات في أنفسهم القدرة على رفعها خوفاً من أنصار السياسيين ورجال الدين الذين يمكن أن يتجاوزوا القانون ويعتدوا على العمال.
يكذب مَنْ يقول إن هذه الصور تصنع الشعبية أو النجومية لطلابهما.. إنها تأـخذ من الرصيد اليوم بعد الآخر.
صور تسيء لأصحابها
[post-views]
نشر في: 21 سبتمبر, 2015: 09:01 م
يحدث الآن
بغداد ترحب بـ"هدنة لبنان" والفصائل ترفض وقف التصعيد وتهدد واشنطن
تقرير امريكي يتحدث عن "السيناريو الأسوأ": جر العراق إلى "عين العاصفة الإقليمية"
المالية النيابية: تعديل الموازنة الاتحادية يفتح المجال لتغيير فقرات غير فعّالة
فرنسا تشهد أول محاكمة لدواعش من رعاياها اعتدوا على إيزيديين
مجلس الخدمة الاتحادي: نحتاج لأكثر من 5 مليارات دولار شهرياً لتمويل رواتب الموظفين
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...