شيء وحيد أحببته في قرار الحكومة، أو رئاسة الحكومة، تمديد عطلة عيد الأضحى وجعلها خمسة أيام بدلاً من أربعة وإعلان ذلك عند منتصف الليلة قبل الماضية، على أعتاب يوم التمديد.
بالطبع لم يكن لهذا التمديد ما يسوّغه، فعطلة أربعة أيام كافية للغاية وإن وقع فيها يوما عطلة نهاية الاسبوع (الجمعة والسبت)، خصوصاً ونحن أكثر البلدان والشعوب تمتّعاً بالعطلات والإجازات الرسمية وغير الرسمية، المعلنة والمستترة، الدينية والوطنية. وللمقارنة فقط فان بريطانيا (العظمى) ليس فيها أكثر من سبعة أيام عطلات وطنية ودينية في العام بأكمله، فيما نحن نتمتع بمثل هذا العدد في شهر واحد في بعض المناسبات!.. وللمقارنة أيضاً فانه سبق وأُحصي أن معدل عمل الموظف في الدولة العراقية لا يزيد عن 17 دقيقة في يوم العمل!!.. وبالتالي فان الموظف العراقي ليس في حاجة بالأساس الى العطلة لانه لا يعمل!
الشيء الوحيد الذي أحببته في قرار تمديد عطلة الأضحى أنه سقى روح النكتة والمرح لدى العراقيين بماء عذب (ليس ملوّثاً ومحمّلاً بجراثيم الكوليرا كمياه دجلة والفرات وشطوط العرب والحلة والهندية والغراف، ونهر ديالى والأهوار ومياه الإسالة) في هذه الأوقات الصعبة، الكئيبة والحزينة، بسبب ضياع ثلث مساحة البلاد في أيدي الإرهاب وعيش ملايين النازحين في ظروف لا تتوفر لهم فيها أدنى شروط العيش بكرامة، وخواء الموازنة العامة بسبب استشراء الفساد الإداري والمالي، وتفشّي الأوبئة والأمراض الفتّاكة كالكوليرا والسرطان.
مواقع التواصل الاجتماعي ضجّت في الحال، بعد الإعلان عن قرار تمديد العطلة، بنكات ومُزَح ومُلَح لاذعة ولمّاحة عكست قدرة العراقيين، مثل سائر شعوب العالم، على بناء عمارات الفرح والمرح فوق ركام الأحزان والآلام والمِحن.
أحد الزملاء، هو قاسم السنجري، عمّم صباح أمس "بوستاً" عبر موقع فيسبوك قال فيه:
"شغلتين البارحة فاتتني ما لحقت عليها؛ القمر الأحمر وإعلان عطلة اليوم الإثنين.. أريد أعرف منو رئيس الوزراء الخفر البارحة"!
أما الزميل مصطفى سعدون الذي تصادف يوم أمس ذكرى زواجه فأعلن: "بكرة عطلة رسمية بمناسبة عيد زواجي"!
الزميلة نرمين المفتي كتبت "أصبح اليوم نصف عطلة والسبب أن الكثيرين ممن ناموا مبكراً ليلة امس استعدادا للدوام، لم يدر في خلدهم أن إعلاناً عن تعطيل الدوام سيصدر بعد منتصف الليل، واستيقظوا مبكرين و بعضهم ذهب الى الدوام.. نحتاج خلية ازمة لتحديد ايام العطل قبل منتصف الليل و ما نريد نعرف السبب!!".
بعض المضحك مبك، وشرّ البلية ما يُضحك كما قيل، والمضحك المبكي جاء من النائبة حنان الفتلاوي التي كتبت: "عطلة بعد منتصف الليل .... عطلة مريبة وتفسيرها غير مقنع ووقت إعلانها غريب بعد منتصف الليل ولحظة مغادرة العبادي إلى نيويورك!! فما هو السر وراءها وما هو الهدف منها؟؟؟ مم كان خائفاً العبادي واعطى عطلة لضمان قلة حركة الناس؟؟؟
............
ورجاء "لحد يقول اصلاحات" .....!!
كلام الفتلاوي هذا يصحّ فيه ما جاء في مثلنا الشعبي "أحبّ واحكِ واكره واحكِ".. لو كان قرار تمديد عطلة الاضحى قد وقع في عهد الولاية الأولى أو الثانية للسيد نوري المالكي أو في عهد الولاية الثالثة التي كانت الفتلاوي ولم تزل تريدها بحماسة منقطعة النظير، لكان للنائبة رأي آخر بالطبع.
عيد متمدد!
[post-views]
نشر في: 28 سبتمبر, 2015: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
بغداد ترحب بـ"هدنة لبنان" والفصائل ترفض وقف التصعيد وتهدد واشنطن
تقرير امريكي يتحدث عن "السيناريو الأسوأ": جر العراق إلى "عين العاصفة الإقليمية"
المالية النيابية: تعديل الموازنة الاتحادية يفتح المجال لتغيير فقرات غير فعّالة
فرنسا تشهد أول محاكمة لدواعش من رعاياها اعتدوا على إيزيديين
مجلس الخدمة الاتحادي: نحتاج لأكثر من 5 مليارات دولار شهرياً لتمويل رواتب الموظفين
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 1
خليلو...
اوافقك أيها الأستاذ في كل ما كتبت إلا وضعك صفة العظمى بين قوسين ، هي كانت عظمى ولا تزال كذلك . فلو كانت قضية تحرير،، العراق بيد بريطانيا العظمى لما كان حالنا كما هو اليوم إرجع الى الوراء وانظر ما فعلت بريطانيا للعراق في تاريخه الحديث /تنويه لم يكن هذا