TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا.. يا أنصار الصدر؟

لماذا.. يا أنصار الصدر؟

نشر في: 3 أكتوبر, 2015: 09:01 م

أنصار التيار الصدري يُحدثون فرقاً إذ هم ينضمّون الى المظاهرات.. ما من شك في هذا، وقد أحدثوا فرقاً لافتاً عندما نزلوا الى ساحة التحرير أول من أمس.. كان فرقاً إيجابياً على صعيد العدد فالساحة والشوارع المؤدية إليها اكتظّت هذه المرة بالمتظاهرين، لكن نوعياً لم يكن الفرق كذلك.
هؤلاء الأنصار هم في الغالب من المحرومين والمّهمشين والمهملين والمنسيين والمسلوبة حقوقهم والمسروقة عائدات نفطهم، وهم بالتالي من أكثر الناس مصلحة في مكافحة الفساد الإداري والمالي وفي إجراء اصلاحات شاملة في العملية السياسية وفي نظام إدارة الدولة، وبخاصة لجهة إلغاء نظام المحاصصة غير الدستوري الذي يُزيد من غنى أغنياء العهد الجديد ويضاعف سلطتهم وسطوتهم واحتكارهم المال والنفوذ، ويزيد في المقابل من تهميش المهمشين ومن حرمان المحرومين ومن إملاق المسروقة أموالهم، وبينهم أنصار التيار الصدري.
من أجل هذا نزل مئات الآلاف من العراقيين الى ساحات التحرير في بغداد والعديد من المدن الأخرى على مدى الشهرين الماضيين.. وهؤلاء يتحدّرون من فئات وطبقات اجتماعية وقوى سياسية مختلفة، بينهم صدريون. وخلال هذه الفترة صدر توجيهان من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى أنصاره بدعم المظاهرات والمشاركة فيها، وهو ما حدث في بداية انطلاق المظاهرات ويوم الجمعة الأخير.
لم أشهد المظاهرة السابقة التي شارك فيها الصدريون بكثافة، لكن ما سمعته من شهادات وما اطّلعت عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي أعطاني الانطباع بأن أنصار التيار كانوا منضبطين وملتزمين بتوجيهات قيادتهم، بيد أن ما رأيته بأم العين في مظاهرة أول من أمس كان مختلفاً.. رأيت سلوكاً يتعارض مع توجيهات السيد الصدر ويتناقض مع مصالح هؤلاء الأنصار التي هي مصالح كل الذين واصلوا التظاهر طوال الشهرين الماضيين.
مجموعات المتظاهرين من أنصار الصدر لم يلتزموا بالتوجيه الذي حظر عليهم أي شكل من أشكال تمجيد الشخصيات، فطوال الوقت تقريباً كانوا يرددون "عالراس عالراس سيد مقتدى" أو "مشكور مشكور سيد مقتدى"، وسوى ذلك. كما انهم اتّبعوا تكتيكاً خاطئاً في التحرك داخل الساحة، فمجاميعهم كانت تخترق المجاميع الأخرى المتظاهرة في الساحة وتشوّش على هتافاتهم وشعاراتهم، فيما كانت لديهم الفسحة الكافية من المكان ليتجنبوا اختراق صفوف غيرهم.. إنهم ذكّروني بما كان يفعله أنصار رئيس الوزراء السابق نوري المالكي اثناء مظاهرات 2011 عندما راحت مجاميعهم حاملة "التواثي" تتعمد اختراق مجاميع المتظاهرين في مسعى لتفريقهم والتشويش على شعاراتهم.
الصدريون الذين تصرّفوا على هذا النحو في مظاهرة بغداد الأخيرة إنما أساءوا إلى أنفسهم وتيارهم وإلى القضية التي يواصل المتظاهرون من التيار المدني وسواه النزول الى ساحة التحرير كل أسبوع في سبيلها، وبخاصة قضية مكافحة الفساد الإداري والمالي، السبب الرئيس في إفقار الملايين من العراقيين وتهميشهم وإملاقهم، وبينهم الأغلبية العظمى من أنصار التيار الصدري نفسه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. خليلو...

    في احد الأيام كان ثلاثة يتناقشون في مسألة سياسية كان مدارها الكفاح المسلح في العراق فأورد أحدهم عبارة الخط الجيفاري وهو يحك رأسه فما كان من ثالث المتحاورين إلا أن يضيف عبارة طلعت به گمله إيه يا أستاذ عدنان فما علي اليوم إلا ان أقول: ماگدر أگولن بغلتي

  2. ام رشا

    حضرتك يا أستاذ عدنان تعرف كلش زين انه انت لن تلتقي مع هؤلاء بالرأي ابدا فانتم قوى غير متساويه بالعدد ومتعاكسه بالاتجاه أيضا أي ان ما تسعى اليه مختلف تماما عما يسعون اليه إذ انهم لا يريدون لا تغيير بالحكومة ولا بسياسة الحكومه ولا مصالحه ولا تغيير بالدستو

  3. خليلو...

    في احد الأيام كان ثلاثة يتناقشون في مسألة سياسية كان مدارها الكفاح المسلح في العراق فأورد أحدهم عبارة الخط الجيفاري وهو يحك رأسه فما كان من ثالث المتحاورين إلا أن يضيف عبارة طلعت به گمله إيه يا أستاذ عدنان فما علي اليوم إلا ان أقول: ماگدر أگولن بغلتي

  4. ام رشا

    حضرتك يا أستاذ عدنان تعرف كلش زين انه انت لن تلتقي مع هؤلاء بالرأي ابدا فانتم قوى غير متساويه بالعدد ومتعاكسه بالاتجاه أيضا أي ان ما تسعى اليه مختلف تماما عما يسعون اليه إذ انهم لا يريدون لا تغيير بالحكومة ولا بسياسة الحكومه ولا مصالحه ولا تغيير بالدستو

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram