TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تحديث الحركة الاحتجاجية.. ضرورة

تحديث الحركة الاحتجاجية.. ضرورة

نشر في: 4 أكتوبر, 2015: 09:01 م

النمطية قاتلة.. والحركة الاحتجاجية المتواصلة منذ شهرين ونيف يمكن أن تقتلها النمطية البادية على جزئها الحيوي الجاري في ساحة التحرير ببغداد. التظاهر ليس مقصوداً لذاته ولا هو بالغاية المستهدفة بعينها.. إنه وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي، لن تكون مجدية إن لم تجدد أو تعزز بوسائل وأشكال أخرى للتعبير.
مشهد المظاهرة الأسبوعية في ساحة التحرير أصبح مكرراً، والتكرار يبعث على الملل عادة، والملل يولد الوهن. ومع التردد أو التلكؤ الواضح في إقدام الحكومة وسائر مؤسسات الدولة المعنية في تحقيق الإصلاحات التي يطالب بها متظاهرو ساحات التحرير في معظم محافظات البلاد، يمكن أن يطول المقام بالمتظاهرين في هذه الساحات إن كان قرارهم الوحيد مواصلة التظاهر حتى تحقيق آخر هذه المطالب. وهذا في حد ذاته يفرض على نشطاء المظاهرات، وبخاصة في بغداد، التفكير بإغناء مشهد التظاهر بتفصيلات متعددة ومختلفة، درءاً للملل والوهن، وبالتالي استنفاد طاقة التظاهر، وهو ما يرغب فيه ويعمل له بحماسة المناهضون للحركة الاحتجاجية، وهم عدد غفير من مسؤولي الدولة النافذين، الغاطسين حتى آذانهم وأنوفهم في مستنقعات الفساد الإداري والمالي.
بعد تسعة أسابيع، صار من اللازم إدخال فقرات فنية ورياضية وأدبية، وحتى إلقاء بيانات موجزة وكلمات قصيرة لشخصيات مرموقة، إلى جانب الفقرات المتكررة أسبوعياً (الهتافات والشعارات المطلبية)، فمن شأن فقرات من هذا النوع إضفاء المزيد من الحيوية على الحركة الاحتجاجية واجتذاب المزيد من المتظاهرين إلى ساحات التحرير.
شخصياً أؤمن بجدوى استمرار الحركة الاحتجاجية، لكن لابدّ من تنويعها وتدعيمها بفعاليات أخرى، أي تحديثها. ومن هذه الفعاليات تنظيم ندوات عامة ومؤتمرات صحفية وإيفاد ممثلين عن المتظاهرين إلى رؤساء مؤسسات الدولة صاحبة الشأن والقرار، وإلى المؤسسات الاجتماعية الفاعلة ( النقابات والجمعيات والاتحادات المهنية)، وإلى الشخصيات الدينية والاجتماعية المرموقة، ولابدّ أن يكون هذا مسبوقاً باختيار قيادة، أو هيئة تنسيقية وطنية وهيئات محلية لقيادة وتنظيم هذا العمل الجبار.
مع هذا فإنني أرى الآن أن يجري تحديد يوم معين لمظاهرة كبرى تسمى "مظاهرة الإنذار الأخير"، يتوقف بعدها التظاهر لمدة محددة ( مئة يوم مثلاً) بعد توجيه إنذار إلى الحكومة والبرلمان والقضاء بلزوم وضع خطط الإصلاح المُعلن عنها والمُتعهد بها موضع التنفيذ، وبخلافه سيجري استئناف الحركة الاحتجاجية بقوة أكبر، على أن تتواصل الحركة الاحتجاجية في صيغة الندوات والمؤتمرات الصحفية والوفود والنشاطات الثقافية والرياضية.
أظن أن هذا الخيار أفضل من أن تتواصل المظاهرات بنمطيتها الحالية، فيتسرب المتظاهرون تدريجياً من الساحات، وتتلاشى معهم الآمال في تحقيق الإصلاح، فتكون النتيجة شيوع الشعور بالإحباط واليأس.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. abdulhadi thamer

    اعتقد ان هناك ضرورة وضورة ملحة لتنويع وتنشيط حركة الاحتجاجات والمظاهرات واقترح ان يتم التظاهر والاحتجاج امام مقرات الدول الكبرى والامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان الدولية ففي كل جمعة يتغير الموقع ويقوم ممثلي التنسيقية بتقديم رسالة تعكس المطالب الاساسية ل

  2. abdulhadi thamer

    اعتقد ان هناك ضرورة وضورة ملحة لتنويع وتنشيط حركة الاحتجاجات والمظاهرات واقترح ان يتم التظاهر والاحتجاج امام مقرات الدول الكبرى والامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان الدولية ففي كل جمعة يتغير الموقع ويقوم ممثلي التنسيقية بتقديم رسالة تعكس المطالب الاساسية ل

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram