اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إسألوا أردوغان عن مجزرة أنقرة!

إسألوا أردوغان عن مجزرة أنقرة!

نشر في: 11 أكتوبر, 2015: 09:01 م

من المُفترض ألا يطول الأمد بالسلطات التركية كيما تعرف بالضبط مَنْ كان وراء التفجيرين الإرهابيين الأخيرين في العاصمة أنقرة، إن لم تكن قد تعرّفت حتى الآن على الفاعل ولغرض في نفس يعقوب تمتنع عن الإفصاح عن هويته، فلتركيا أجهزة مخابرات وأمن كبيرة وقوية وذات خبرة وكفاءة مشهود لهما، وبتارخ قمعي عريق، ولن يصعب عليها الاهتداء إلى الجناة.
العمل الإرهابي الذي كانت ضحاياه بالمئات، قتلى ومصابين، ومعظمهم كرد من أنصار حزب الشعوب الديمقراطي، كانوا يتهيأون للانطلاق في مظاهرة من أجل السلام في البلاد وبخاصة في مناطق جنوب شرقي الأناضول الكردية... هذا العمل وجد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو فرصة لتوجيه الاتهامات إلى حزب العمال الكردستاني ( PKK) واليسار التركي المتطرف وداعش، وتوزيع دماء الضحايا عليهم جميعاً "بالعدل والقسطاس"، فيما المؤشرات تدلّ على أن داعش والمنظمات السلفية المتطرفة الأخرى هي المتهم الأول بتدبير المجزرة، بعدما اضطرت أنقرة إلى الخضوع للضغوط الدولية والانضمام إلى التحالف الدولي المناهض لداعش وإرهابه عابر الحدود. أما المتهم الثاني فالأجهزة السرية التركية، وهو اتهام يستند الى تاريخ حافل بالعمليات القذرة لهذه الأجهزة، وإلى استحقاق الانتخابات البرلمانية المبكرة التي دعا إليها أردوغان بأمل استعادة حزبه الأغلبية في البرلمان، ما يمكّنه من المضي قدماً في مشروعه السلطاني، بيد أن الاستطلاعات تشير إلى أن حزب أردوغان، العدالة والتنمية، مقبل على هزيمة مماثلة في الأقل لهزيمته في الانتخابات الأخيرة الجارية منذ بضعة أشهر، وهي هزيمة فشل معها هذا الحزب في إيجاد حلفاء له لتشكيل حكومة جديدة ما اضطره للدعوة إلى انتخابات جديدة.
أردوغان الحالم بتنصيبه سلطاناً لامبراطورية إسلامية تتجاوز جغرافيتها حدود تركيا الراهنة، ظلّ على مدى سنوات لا يكتفي بالتغاضي وغضّ النظر عن نشاطات المنظمات الإرهابية عبر الاراضي التركية، بل راح أيضاً يقدّم الدعم الحاسم لداعش وسائر التنظيمات المتطرفة الناشطة في سوريا والعراق. وفّر لها الملاذات الآمنة (فنادق ومحطات ترحيل واستراحة) داخل تركيا، ومهّد لها طرق الإمداد بالمال والسلاح والمجنّدين، وشاركها في المتاجرة بالنفط الخام المهرّب، وأقام لها معسكرات التدريب داخل الاراضي التركية.
في مقابل هذه الخدمات "الجليلة" قدّم داعش وسائر المنظمات الإرهابية لأردوغان الأمان، فلم تشهد بلاده تفجيرات إرهابية بخلاف سائر دول المنطقة، إلى أن غيّرت
أنقرة سياستها تحت وطأة الهراوة الأميركية – الأوروبية المرفوعة في وجهها للالتحاق بالتحالف الدولي المحارب لداعش.
أياً كان الذي خطّط للمجزرة في أنقرة ونفّذها فان أردوغان شريك له بفعل سياساته التي مكّنت داعش وسواه من منظمات الإرهاب من أن تتحول إلى قوة ضاربة مدمّرة، مستفيدة من المزايا والتسهيلات التي وفّرها لها الرئيس التركي المسكون بشيطان السلطنة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram