TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إنَّه الإرهاب

إنَّه الإرهاب

نشر في: 29 ديسمبر, 2015: 09:01 م

إن كانت قاعدة او نظرية "الغاية تبرر الوسيلة" عرضة للذم في كثير من الحالات، الا انها في محاربة الإرهاب مطلوبة ومرغوبة، بل يجب ان تكون قاعدة مطلقة. لو قلبتم سيئات الدنيا ومصائبها وكوارثها منذ آدم وحواء الى اليوم فلن تجدوا أسوأ من الإرهاب. سلوا من وقع تحت احتلال داعش ليخبركم نيابة عني، لذا انا واحد من عباد الله أصفق من رأسي حتى قدمي لكل مَن يُخلِّص فراشة ولا أقول انسانا من يـد إرهابي. لا يهمني لون او لغة او شكل او مذهب او دين او بلـد المُخلِّص. الإرهاب في اقل التشبيهات كما السرطان. فهل لو قدمنا علاجا ناجعا لمصاب بهذا المرض الخبيث سيسألنا عن الذي صنع العلاج او الدواء في احتمال أن يرفضه؟
ما ذكرته ليس من ضرب الخيال، انه من لبّـة الواقع. نعم هناك صنف من المخلوقات، وليس من البشر، أعدمت الطائفية ضمائرهم فصاروا يتاجرون ببيع البطولات والمواقف برأس الذين رماهم أغبياء العصر تحت رحمة الإرهابيين. هؤلاء التجار اغلبهم من سياسيي السُّنة والشيعة خاصة الإسلاميين. لم اسمع ولا أتوقع ان اسمع من مواطن سُنِّي عراقي يئـن تحت سياط داعش وقد قُتل ولده وسبيت داره انك لو عرضت عليه فكرة ان يخلصه شيعي سيرفض. وكذلك الشيعي لن يرفض السُني لو كان بالموقف ذاته.  هذه شغلة المخابيل من الطائفيين المنعّمين في الفنادق الغالية او القصور العالية!
ولندخل من باب "طك ابطك": أتحداكم أن تأتوني بتسجيل موثق واحد لعراقية سُنية ذبح الدواعش ابنها وترفض ان يأتيها الحشد الشعبي ليأخذ لها حقها من المجرمين. وبالمقابل اذهبوا الى أم شيعية ثكلها الدواعش بولدها في مجزرة سبايكر وقولوا لها ان شابا سُنيا من الرمادي ذهب للثأر من قتلة ولدك. فهل يا أيها العاقلون ستقول لكم لا والله لا أُريد إلا شيعيا يأخذ بثأر ولدي؟
هذا انا ولا أتكلم نيابة عن أحد أقول: اني ما شاهدت طائفيا سُنيا على شاشة يرفض تخليص السُّنة من يـد الدواعش على يـد الشيعة، أو شيعيا طائفيا يقول للسُّني المظلوم تحت يـد داعش إما أن أُخلصك أنا او لتذهب الى الجحيم، إلا و(دلزته) على الكصة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    ما يقوله الاستاد هاشم العقابى اندار خطير لكل العراقيين--------لم اتصور ابدا ان الكراهيه الطائفيه وصلت لهدا الحد--------وهدا لابد ان يحلل اولا لمادا وثانيا تعيين طريقة الحل لهده الظاهره الباتولوجيه والا سوف نستمر فى كراهيتنا المتبادلة وخوفنا الواحد من ال

  2. محمد فريد

    تحياتي للأخ العقابي لسعة صدره وتحمله ... اقول للأخ العقابي وهل بقى المتهور الفاسد المالكي مجالاً رمادياً في فن الكراهية التي تجاوزت الشر والخير معاً هزت الشيعي من اعماق داخله قبل السني المستهدف في كيانه... فهذا هو السبب الحقيقي للخوف ولاسيما أستاذ ال

يحدث الآن

القصة الكاملة لـ"العفو العام" من تعريف الإرهابي إلى "تبييض السجون"

الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية والفنية

شركات نفط تباشر بالمرحلة الثانية من مشروع تطوير حقل غرب القرنة

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: لماذا لا نثق بهم؟

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

العمود الثامن: رئيستهم ورئيسنا !!

كيف يمكنناالاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

 علي حسين أعرف جيداً أن البعض من الأعزاء يجدون في حديثي عمّا يجري في بلدان العالم نوعاً من البطر لا يهم المواطن المشغول باجتماعات الكتل السياسية التي دائما ما تطابنا بـ " رص...
علي حسين

قناطر: الربيع الأمريكي المُذِل

طالب عبد العزيز هل نحن بانتظار ربيع أمريكي قادم؟ على الرغم من كل ما حدث، وقد يحدث في الشرق الأوسط، نعم، وكم هو مؤسف أن تتحرك دفة التغيير بيد القبطان الأمريكي الحقير، وكم قبيح...
طالب عبد العزيز

تضارب المصالح بين إسرائيل وتركيا في سوريا وعواقبه

د. فالح الحمـــراني كما بات معروفاً، أن وزير الدفاع الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو*، خلال لقاء حول موضوع الوجود التركي في سوريا، طرحا مقترحاً لـ"تقسيم سوريا إلى مناطق مقاطعات (الكانتونات)". وذكرت صحيفة إسرائيل هايوم عن خطة...
د. فالح الحمراني

النظام السياسي في العراق بين الخوف من التغيير وسؤال الشرعية

أحمد حسن لفهم حالة القلق التي تخيم على النخبة السياسية في العراق مع كل تغيير داخلي أو إقليمي، لا بد من تحليل عميق يرتكز على أسس واضحة ومنطقية. فالشرعية السياسية، التي تعد الركيزة الأساسية...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram