TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الأمن النيابية.. شركة مساهمة

الأمن النيابية.. شركة مساهمة

نشر في: 29 ديسمبر, 2015: 09:01 م

ما زلت وللأسف الشديد مدمناً على متابعة  يوميات النائب حاكم الزاملي الذي اعتقد ان أحداً قد ورطه  حين  شجعه على  تولي رئاسة اللجنة الأمنية في البرلمان  ،  حاولت أن أشفى من هذا الداء العضال،  وأتحول لمشاهدة آخر ما انتجته قريحة النائب ظافر العاني ، لكن بلا فائدة، والسبب أن  السيد رئيس اللجنة الامنية  لا ينام سوى بضع ساعات في اليوم، ، ولهذا  يباغتنا كل يوم بتصريح ناري جديد ، فمرة يخبرنا  بأن"هناك وثائق وصوراً ومعلومات تؤكد أن طائرات التحالف تخرق السيادة العراقية والأعراف الدولية، لإطالة أمد الحرب مع داعش من خلال إلقاء المساعدات لعناصر التنظيم "، لماذا لا يكشف السيد النائب هذه الوثائق"المهمة"؟ يأتيك الجواب من النائبة  عالية نصيف  وهي تخبرنا بأن قائد القوات الاميركية إعترف لها شخصيا  بانهم " انهم يساعدون داعش "  ! وبعد ياعزيزتي  ، تقول لك ان"اوباما بشحمه ولحمه  فتح تحقيقاً بهذا الموضوع"ومثل تلميذ  مجتهد أبحث عبر غوغل والياهو عن تصريح للسفير الاميركي او عن خبر يحمل لي البشرى بأن وزارة الدفاع الاميركية تجري تحقيقا عن هذه الافعال"الدنيئة"فأجد ان  الحكومة العراقية  تصر على طلب العون من التحالف الدولي في معركتها ضد داعش  ، إذن من  نصدق  ياسادة؟ سيخرج علينا  حتما  مذيع منفعل ويقول انتم يامن تضيعون وقت الناس " بالهرطقات "  ألم تسمعوا ما كشفه رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية عن وجود قوات برية في الانبار تقدم الدعم اللوجستي لداعش ، وان هذه القوات موجودة بدون علم الحكومة العراقية "
 أعتذر منكم كلمة اللوجستي  ليست للعبد الفقير ، فأنا عاجز عن اصطياد مثل هذه الكلمات الرنانة  .
أذهب مرة أخرى لأبحث في موقع رئاسة الوزراء عسى ولعل ، أعثر على  دليل يدعم نظرية السيد الزاملي ، فأجد " العميل " اوباما يشيد بتحرير الرمادي ، وأقرأ تصريح  المتحدث باسم التحالف الدولي ، يقول فيه  ، إن "مشاركة التحالف الدولي في قتال تنظيم داعش في العراق جاء بطلب من الحكومة العراقية   ، وإن التحالف الدولي قدم الدعم للحكومة العراقية لتمكينها من قتال تنظيم داعش  وأن طائرات التحالف نفذت 630 ضربة جوية ضد التنظيم في الأنبار خلال المدة الماضية".
من حق الرأي العام على  السيد رئيس اللجنة الأمنية البرلمانية  أن يعرف لماذا يرى هو وحده القوات الاميركية ، ولماذا يحتفظ بالفديوهات والوثائق التي تدين المجرم اوباما.. وإلى متى تظل تقلبات الخطابة البرلمانية  في العراق  أشبه بالتقلبات الجوية في دولة لم تعرف بعد علم الأرصاد.
إن  اللجان البرلمانية  ليست ملكيات  خاصة لفصيل أو تيار سياسي  ، كما أنها لا تدار بمنطق الشركات المساهمة، وبالتالى لا يملك أحد المساهمين أن يصرح بمفرده ، وكيفما شاء وأراد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram