اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كيف تصنع شعبا مطيعاً ؟

كيف تصنع شعبا مطيعاً ؟

نشر في: 2 يناير, 2016: 09:01 م

نقرأ في الاخبار ونشاهد في الفضائيات رئيس البرلمان العراقي  يطالبنا نحن المواطنين بالاندماج تحت عنوان واحد هو العراق ، ودعونا من خطاب نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي  مثلما تصر قناة آفاق  ، الذي أكتشف متاخرا ان سبب ازمتنا أننا لا نؤمن  بالآخر ونصر على الغائه ، أين قرأت مثل هذا الكلام ، حتما في خطب مانديلا ، الذي  ترك مرارة  الاضطهاد والسجن في زنزانة رطبة لأكثر من ربع قرن ، ليمد يده لمن ظلموه ، ان احداً منا نحن المستمعين والمشاهدين  لا يعرف ان كان صالح المطلك يسخر منا ، وهو يطالب العراقيين  بالاهتمام بقضية اللاجئين ومساعدتهم  ،  هل هناك أقوال أخرى ، بالتأكيد  ، نحتاج الى موقف آخر يخبرنا به هذه المرة السيد صدر الدين القبانجي ، الذي هاله ما حدث من جرم عظيم بحق هذا الشعب الصابر  ، لأن مضيفة طيران  قامت بخلع الحجاب ، لايذهب بكم الظن وتعتقدون انها من جمهورية العراق الإيمانية   لا ياسادة انهن مضيفة عربية  شاركت في مؤتمر لمناقشة الواقع السياحي في مدينة النجف ، هل نحن شعب  مضاد للفضيلة ،  ملقح ضد الاخلاق؟  يحتاج دوما الى مهرجانات كبرى  لـ " التكليف الشرعي "  بديلا  لصرعات التكنولوجيا " الكافرة " ومناهج التعليم " الاستعمارية"، ياسادة بصراحة  ، وان تكن مؤلمة  نحن شعب لايحب النصيحة  ، والا كنا أخذنا العبر من الستراتيجية " التوازنية " التي طرحها السيد اسامة النجيفي منذ سنوات .   
اين ومتى ستنتهي هذه الحملة من القصف العنيف على عقول العراقيين؟
إذا سألت عن رأيي، فأنا أيضا مثل ملايين المواطنين لا أعرف لماذا؟ وأيضا لا أدري سر هذه الاهتمام بالمصالحة  وبحجاب المضيفات ، وبالدعوة للتوازن التي ننام ونصحو عليها .
لكن ساستنا أناس طيبون، كما يبدون في حواراتهم التلفزيونية ، يعرفون مصلحة  العراق جيدا ، ويحلمون بانتقال هذه البلاد  إلى  دولة متسامحة ، لا فرق فيها بين سني وشيعي ، أما من لايؤمنون بالتوازن  ، فحالهم مثل المسيحيين  ، أبواب الهجرة مفتوحة  أمامهم.
سيقول قاريء عزيز حتماً ، أنتم دعاة الدولة المدنية  ، تصدعون رؤوسنا بشعارات صاخبة عن حق الإنسان في الحياة، وفي العدل والإنصاف..لكنكم تصمتون حين يتعلق الامر باعدام رجل دين ،  ذنبه الوحيد انه جاهر برأيه
ياعزيزي القاريء ما يجري في دولة خادم الحرمين ، لا يختلف كثيرا عما يجري في دولة خادم القانون  ، مسرحيات ساخرة اكثر من كونها محاكمات قضائية رصينة .
الدولة الحديثة أيها السادة الطيبون تقوم على العدل الكفاءات ، لا على مهرجانات التكليف الشرعي  ، وقطع الرؤوس ، الناس تحتاج لمن يؤشر لهم على من تسببوا بغياب العدل والأمان والنزاهة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. monsun

    تحية طيبة Idag vid 7.20 PM كيف تسرق الخطوط الجوية العراقية المواطنين العراقيين عندما اردت السفر الى العراق راجعت احد المكاتب الاهلية وبعد الاستفسار اخبرني بان ثمن البطاقة ذهاب فقط هو 350 دولار ففضلت ان ابحث في النت لعلي اجد سعرا اقل في صفحة الخطوط

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram