الأربعاء، 16 إبريل 2025

℃ 27
الرئيسية > أعمدة واراء > على المثقف: كلُّهم داعش

على المثقف: كلُّهم داعش

نشر في: 20 يناير, 2016: 09:01 م

في خبر تلفزيوني خاطف جاء فيه ان داعش مارس عمليات تصفية جسدية لمثقفي السُّنة في العراق. امر طبيعي جدا ومتوقع جدا. من يعتبر الغناء إثماً والآثار شُركاً وشعر المرأة عورةً، ماذا ننتظر منه؟  في قرارة نفس كل حزب ديني قنبلة ظلامية. سنياً كان ام شيعياً. كلهم داعش في المضمون وان اختلفوا في الشكل.
السؤال الذي انتصب امام عيني واقفاً: وهل المثقف الشيعي حيّ؟ الأحزاب الشيعية التي اتخذت الطائفية منهجاً وتسللت لسدة الحكم استهدف المثقفين روحيا وفي أحيان جسديا. ألم يهد زعرانهم على اتحاد الادباء الذي يُعد رمزا معنويا ثقافيا واشبعوا اعضاءه ضربا وتخويفا. ولا مرة ولا مرتين. ان يخاف المثقف في داره من عصابجي يتستر باسم الدين وبدعوى تطبيق الشريعة هل نعتبره حيّا؟ لا والله، فالموت هنا أهون.
ربما الدواعش أكثر وضوحا ويتعاملون مع أفكارهم واهدافهم من دون "تقية". اما صنوهم الداعشي المتستر على الضفة الأخرى فقد يكون اشد بطشا على المثقفين لكنه يفعلها من دون سيف او ترك أثر للدم: تعددت الأسباب والموت واحد.
أن تأتي بهمجي تسلمه امر التحكم بشبكة الاعلام العراقية، مثلا، وهي في حسابات الفعل الثقافي مؤسسة ثقافية، أليس اعتداءً إرهابياً لقتل الثقافة من الجذر. او تأتي بطبّال يتحكم بمصير الصحافة وتجعله نقيباً وتحت يديه ميزانيات مليونية أيقل هذا قهرا عما يمارسه الدواعش في الإرث والفعل الثقافيين أينما حلّوا؟
عندما يتسيّد المشهد الثقافي، استشارة او توجيهاً لدى حاكم اهوج، أنصاف متعلمين لم يستعمل بعضهم فرشة أسنان بحياته ووجهه داعشي بالفطرة، أليس القتل أرحم من رؤيته؟
عندما يحسب المثقف ألف حساب لصوته الحر حيث الميلشيات الهوجاء تراقب نفسه، أميتٌ أخونا أم حيّ؟ وحين يصبح البوح بما يئن به العقل في وطن جريمة او ارتداداً او رصفاً مع أصحاب يزيد، أوطنٌ هذا ام مقبرة؟
من حسناتِ الدواعش، انهم مكشوفون. والقتل المكشوف، كما العهر المكشوف، أفضل من المستور وقد يكون أرحم. ويظل خطر الحفر (من جوه ليجوه) تحت جسد الثقافة وروحها اشد كارثة من الحفر على الهواء!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. محمد سعيد

    كله مستور وهي ميزه خاصه لشعب روج له كذبا بانه شعب ذكي , لكنه والحق يقال ان معظمه من الغباء , حينما تمكن القتله والسراق , شراءه عبر ما اطلق عليه صناديق الانتخابات وبثمن بخس , ولقاء حفنه دنانير او بطانيه , او ربما زوجه ثالثه او فتوه في تحليل المتع

يحدث الآن

"يومياتهم 20 مليون دينار" .. 6 آلاف موظف في العراق يحتكرون ثلث الرواتب

مدراء المدارس يقدمون طلبات إعفاء جماعي.. والمعلمون يلوحون بمقاطعة أمرين!

السيد الصدر يوجه اتباعه بتحديث بطاقة الناخب!

العمود الثامن: روسو يتطلع إلى بغداد

قاعة الإبراهيمي تضيف معرضاً شخصياً للتشكيلي الرائد سعد الطائي

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

من يونيتاد الى المحكمة الجنائية الدولية..العدالة الدولية تحت المطرقة

سيكولوجية تجنيد العقول في الجماعات الارهابية الدينية

هلال العيد.. جدل متجدد بين الفقه والعلم وثقافة الاختلاف

قناطر: العالم يتوحش .. المخالبُ في لحمنا

العمود الثامن: قوات سحل الشعب

العمود الثامن: روسو يتطلع إلى بغداد

 علي حسين ظلّ الكتاب والمفكرون يضربون أخماساً بأسداس وهم يحاولون وضع تصور للدولة العادلة، لم يوفق أفلاطون في حل اللغز حتى وهو يخصص للموضوع كتابا بعنوان "الجمهورية" تاركا المهمة لتلميذه النجيب أرسطو الذي...
علي حسين

قناديل: مقالةٌ عن المقالة !!

 لطفية الدليمي لِما يزيدُ عن الخمس عشرة سنة وأنا مواظبةٌ على كتابة مقالة أسبوعية في (المدى). اليوم سأروي بعضاً من مسرّات وشجون كتابة المقالة. حتى عام 2009 كنتُ أكتبُ مقالاتٍ متفرّقة في موضوعات...
لطفية الدليمي

قناطر: أغنيةُ أبي

طالب عبد العزيز حزينٌ، لأنني ما زلتُ ألتذُّ بسماع الموسيقى القديمة، وأقرأُ الاجملَ في كتبي القديمة، وأشاهد الأفضل من الأفلام القديمة، وأتذكرُ الاحسنَ المتحضرَ من الأمكنة؛ والمدن القديمة، وحزينٌ جداً لأنَّ النظام السياسي –الديني-...
طالب عبد العزيز

العدالة الدولية تحت المطرقة (الجزء- 2)

حسن الجنابي انتقل القاضي الدولي كريم خان في عام 2021 الى منصب رفيع آخر هو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية (ICC)، وسيستمر في المنصب لمدة تسعة أعوام أي حتى عام 2030. وواضح أن الرجل...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram