TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > علي فرزات: القلم يحارب سيف الأسد

علي فرزات: القلم يحارب سيف الأسد

نشر في: 30 أكتوبر, 2012: 11:00 م

الرسومات (الكاريكاتيرية) لعلي فرزات عن الأوضاع السياسية في سوريا أدت الى تعرضه للضرب من قبل الميليشيات التابعة للنظام السوري، ولكن ذلك الأمر لم يوقفه عن الرسم ولم يجعله يصمت.
ويعتبر علي فرزات من أشهر الرسامين في مجال (الكاريكاتير) بسوريا، وقد أصبحت أعماله رمزاً للحركة الثورية، وقد سخرت اعماله من الاضطهاد والفساد في الشرق الأوسط، ورفع المتظاهرون في خلال (مسيرات الربيع العربي) اعماله في معركتهم من اجل الحرية.
واليوم وهو مستقر في محترف جديد في الكويت، لم يصمت ولم يتم إسكاته، وقد تم هذا اللقاء معه في فندق ببروكسل، ويقول فرزات للغارديان، (إن الرسومات التي أنشرها عن الفساد والاضطهاد الذي يمارسه النظام السوري، كانت الاكثر جرأة من بين اعمالي، وعندما أرسم، أحس ان صوتاً يصرخ في اعماقي، وفي بداية الاحتجاجات أحسست وكأن مسّاً في داخلي، وكأنني لا استطيع السيطرة على جسدي مطلقاً، كان الصوت الداخلي اقوى من أي وقت مضى.
ويبلغ فرزات اليوم الـ 61 من عمره، وقد طبع حتى اليوم اكثر من 15،000 رسماً في الصحف العربية في خلال العقود السابقة من الزمن، وفي زيارته الاخيرة لبروكسل، منح علي فرزات جائزة (ساخاروف) لحرية الفكر، من قبل البرلمان الأوروبي والذي سمّاه بواحد من الشخصيات القيادية في (الربيع العربي).
وقال بعد تسلمه الجائزة، (ان الثورة هي تقدير وإدراك للانسانية ونضال من اجل الحرية و الديمقراطية).
وفيما سخرت رسوماته من الاسد قبل اعوام بشكل غير مباشر، فانها بعد الثورة اخذت منحى المباشرة، منذ آذار 2011، مع بدء الاحتجاجات ضد الاسد ونظامه. ان مشاعر فرزات باستمرار كانت مع الكفاح من أجل الحرية بشكل عام وحرية التعبير بشكل خاص.
ويقول:  (لقد بدأت ارسم وأنا في سن الخامسة، لم أكن ادرك ما الذي أرسم، ولكنني احسست بميل قوي نحو السخرية، كانت وجهة نظري ساخرة لكافة الاشياء).
وفرزات كجزء من الطبقة المثقفة، كان على مرّ الاعوام بارزاً في مجال المناداة بالحرية، خلال حكم حافظ الاسد.
وعندما جاء بشار الاسد للحكم خلفاً لوالده عام 2000، أحس فرزات بشيء من التفاؤل، ولقب حكمه بـ(ربيع دمشق)، وخاصة في الاعوام الاولى من تسلمّه الحكم.
وفي عام 2001، وبتشجيع من الاسد أسس علي فرزات (الدومري) (الذي يوقد القناديل)، صحيفة أول مطبوع مستقل يطبعه منذ اغلاق الاخير في عام 1963 (كان زمن التفاؤل آنذاك).
وفجأة وكما يقول، اعترضت الحكومة على لهجتنا النقدية واغلقت المطبوع، والمجموعة من المصلحين الذين اسسوا (الدومري) هربوا من البلاد أو تم سجنهم.
وفي عام 2007، رأى فرزات أن (أزمة كبيرة) في انتظار سوريا، ان مضى حزب البعث في سياسته، (حرمان المجموعات الوطنية الاخرى من مشاركة حقيقية وفعالة).
وقد جاءت تلك الأزمة في العام الماضي، عندما ادت مظاهرات الشوارع الى صراع عسكري ما بين الثوار والجيش السوري، والى مقتل اكثر من 30،000 منذ الانتفاضة التي بدأت قبل 19 شهراً.
ومع كل ذلك فان ايمان علي فرزات بالثورة لم يتذبذب، انه على اقتناع تام من ان النظام ضعيف ومدعوم من قوى خارجية.
ويتساءل فرزات: من الذي يقف خلف النظام السوري؟
إن النظام قد انتهى –انه وهم. إن الثورة تقف ضد القوى الخارجية: الصين، روسيا، إيران وحزب الله، ولو كان الأسد وحده، لكان قد سقط خلال شهرين فقط).
ويضيف أيضاً: (إن الفائدة الوحيدة من هذا الصراع الدموي، هي ان الكفاح ضد الاضطهاد قد وصل الى نقطة لا تراجع عنها)، ويقول ايضاً: (لقد انتصرت الثورة قبل 18 شهراً، عندما تهدم جدار الخوف، ولن نعود مطلقاً الى دولة الخوف والارهاب).
ويختم حديثه قائلاً: (لعدة أعوام، اعاقت حكومة الأسد تشكيل احزاب معارضة ونجد اليوم ان كل مواطن اصبح ثائراً، وكل واحد هو ضحية الاستبداد، اما الذي نشاهده في هذه الايام فهو جائزة علينا منحها للحرية).
عن الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بوتين: الشرق الأوسط على شفا حرب شاملة

"تراجع مرتبة واحدة".. منتخبنا الوطني يحتل المركز 56 في تصنيف الـ"فيفا"

نينوى الأقل بمعدل الجرائم الجنائية بالنسبة لباقي المحافظات

السوداني يعلن انطلاق مشروع لتهيئة أراضٍ سكنية بأسعار رمزية

العمل تشمل ذوي الإعاقة وسكنة المناطق النائية بالقروض الميسرة

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

لينا رشاد أحد أبرز وجوه المسرح في واسط: الفن يحتاج شجاعة وإيمان برسالة

خطوة جريئة: ممثلون موصليون شباب ينتجون فيلم أكشن

في معرضه الجديد فائق العبودي يستحضر الحضارات القديمة

بائع ورود متنقل يزين شوارع نينوى ببدلته الرسمية

أمتار تفصل مئذنة الحدباء عن الاكتمال.. الموصليون يحتفلون بتقدم البناء

مقالات ذات صلة

ورشة وحيدة تحيي صناعة الدف التقليدي في الموصل

ورشة وحيدة تحيي صناعة الدف التقليدي في الموصل

الموصل / سيف الدين العبيدي في قلب الموصل، وفي ورشة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار، يواصل عبدالحق السنجري إحياء فن صناعة الدف التقليدي، ليكون الوحيد في المدينة الذي يمتهن هذه الحرفة النادرة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram