الأربعاء، 16 إبريل 2025

℃ 11
الرئيسية > أعمدة واراء > الموصل.. ضحية الثقافة المسلحة

الموصل.. ضحية الثقافة المسلحة

نشر في: 1 فبراير, 2016: 09:01 م

جاء في كتاب بعنوان "الموصل بين احتلالين 2003 - 2014" لمؤلفه "مواطن عراقي" لم يشأ ذكر اسمه الحقيقي لأسباب أمنية، تصدى الموصليون "في أول تظاهرة عفوية لمشعان الجبوري، عندما أنزل العلم العراقي من مبنى المحافظة ورفع بدلاً منه العلم الأمريكي، في الأيام الأولى للاحتلال الأمريكي عام 2003، ليعلن نفسه محافظاً للمدينة فقابله المواطنون بهتافات مناهضة لسلوكه ورموه بالأحذية والحجارة وأحرقوا احدى سياراته فولى هارباً تحت حماية الأمريكان".وإذ تنشط مجموعات "المقاومة" للاحتلال وسط ترحيب غير معلن من قبل الأهالي، أول الأمر، كما يقول المؤلف، سرعان ما تراجع هذا الترحيب، بعد أن اتضحت الهوية الدينية الطائفية لا الوطنية لـ "المقاومين" ثم مسلسل تشكيل الإدارة الرسمية للمدينة والتباسات العلاقة مع الحكومة المركزية ببغداد، خصوصاً عند تسلم العقيد في الجيش السابق دريد كشمولة منصب المحافظ حتى عام 2009، وبقية الحكاية المعروفة إثر فوز قائمة "الحدباء" بقيادة أثيل النجيفي، وما أعقب ذلك من صراعات داخلية بين الأجهزة الأمنية والحكومة المحلية، وحراك جماهيري واسع عام 2012 للمطالبة بإسقاط العملية وقطع الطريق الدولي بين العراق والأردن وسوريا ورفع المتظاهرون علم العراق القديم بدل الجديد.وإذ يوثق المؤلف لمجريات الصراع، في محافظة سادها العنف والصراع على السلطة المحلية، وتوتر العلاقة بين كردستان وبغداد من جهة وبينها وقيادات الموصل من جهة ثانية، حتى بلغ التدهور الأمني أقصاه، ما ولد حساً شعبياً، يقول الكاتب، بأن أحداثاً خطيرة على وشك الحدوث: احتلال مدينة الرمادي ونصف الفلوجة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ولم تعد الموصل بعيدة عن تقدم "داعش" مطلع عام 2014، فتم له، لاحقاً، احتلال المدينة والمحافظة (نينوى) وسط رعب السكان وصدمتهم، بينما صمت الإعلام الحكومي عما يجري.
.. ويستمر الصراع بمنهج وأدوات طائفية مسلحة بين مختلف أطراف الصراع، والموقف المتحفظ إزاء القوات المسلحة الرديفة للجيش العراقي بشأن مشاركتها في تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة (داعش).
ملاحظة 1: تكمن أهمية هذا الكتاب في توثيقه للأحداث بروح الراصد المستقل "إلى حد كبير" وأضعها بين قويسات  بسبب تجنبه دور البعث المنحل وما تبقى من قادته العسكريين والمدنيين في العنف المستمر حتى اليوم.
ملاحظة 2:توفر الكتاب/ الشهادة على جانب مهم من المعلومات والوقائع التي تؤشر إلى ثقافة الفكرة المسلحة، دينية أو طائفية أو قومية، وهي في أشد حالاتها تطرفاً وعنفاً في حل معضلات السياسة العراقية بعد 2003.
ملاحظة 3: تشكل طائفية الدولة العراقية الحالية، عبر مختلف مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، أس الأزمة المستعصية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، ما يمنح الأطراف المعارضة مبررات تكوين هيآتها الحزبية وخطابها السياسي ببعدها الطائفي المضاد.
ملاحظة 4: عدم الثقة والخوف من الآخر بين أسباب غياب الشفافية وعدم الوضوح وتجنب تسمية الأشياء بأسمائها، في بيئة اجتماعية وسياسية متوترة جراء العنف المنفلت وسطوة المليشيات والعصابات المتحكمة داخل بنية الدولة ومؤسساتها، كسلطة داخل السلطة، أو حتى دولة داخل الدولة.
ملاحظة 5: المواطن العراقي ليس بريئاً مما يجري، فهو لم يتمكن من تحقيق وجوده مواطناً مدنياً، متصدياً لعنف الجماعات المسلحة وظاهرة الفساد العريضة التي باتت تمثل ثقافة أمر واقع في حياة الناس.
ملاحظة 6:تتحمل الإدارة الأمريكية التي أمرت بـ وقادت عملية الاحتلال المسؤولية الكبرى، سواء من حيث المبررات التي سوغت عملية الاحتلال (أسلحة الدمار الشامل) أو طريقة الاحتلال في إدارة البلد وإقامة سلطاته الجديدة، فلم ينتج الاحتلال غير ثقافة مسلحة في مجتمع مضطرب تقوده دولة فاشلة عبر حكومة من الفاسدين والطائفيين والعملاء، عبر عنها أقطاب في العملية السياسية نفسها، ومن من مشاهير الفاسدين، وإن تجنبوا ذكر أسماء شركائهم وهي معروفة للقاصي والداني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تقارب طهران وواشنطن بوابة لحل أزمات العراق الاقتصادية

النساء يتحدن ضد تعديل الأحوال الشخصية والقضاء يتفاعل والمحكمة تحسم في أيار

عطلة رسمية للمسيحيين في 20 و21 نيسان

الأونروا: مخازننا فارغة والمجاعة تفتك بسكان غزة

كردستان تعطل الدوام غداً احتفالاً برأس السنة الإيزيدية

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

كلاكيت: "ندم" وعودة الفيلم الجماهيري

الحاكم بمنظور إمام سلطة الحق

العمود الثامن: اربيل تقرأ

مرور نصف عقد على رحيل رفعة الجادرجي 10 نيسان 2020

العدالة الدولية تحت المطرقة (الجزء- 2)

العمود الثامن: المتشائل

 علي حسين أعترف أنّ الكتابة اليومية تتطلب من صاحبها جهداً كبيراً، فصاحب النافذة اليومية مطلوب منه أن يُقدِّم شيئاً يتجاوز ما اطلعت عليه الناس في الأخبار، وشاهدته من خلال الفضائيات، فالعبور إلى جسر...
علي حسين

(50) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياةً بين قذيفتين

زهير الجزائري 2 بين القتال والهدنةً القصيرة تغيرت الحياة الاجتماعية. لقد قضى الناس أياماً طوالًا في الملاجئ. نساء ورجال حشروا في مكان ضيق. شبان لم يعرفوا السياسة و ما أرادوا أن يعرفوها انفصلوا عن...
زهير الجزائري

اشكالية السياسة والتعصب تحليل سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح المفهوم الشائع عند العراقيين بمن فيهم الكثير من المثقفين ، ان المتدينين يكونون متعصبين والمثقفين متحررين وغير متعصبين ، فهل هذا صحيح ام فيه رأي آخر ؟ لنبدأ بتحديد المفهوم...
د.قاسم حسين صالح

باليت المدى: كرسي مكسور الساق

 ستار كاووش عندَ لقائي ببعض الناس أفاجئ ببعض التفاصيل الصغيرة التي تُشير الى نوع من الكسل واللامبالاة وعدم إيجاد الحلول حتى وأن كانت صغيرة. فرغم إنغماس أحدهم بتعديلِ صُوَرِهِ ببرامج الفوتو شوب كي...
ستار كاووش
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram