TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وافدو السينما الهيسبانيك هذه المرة

وافدو السينما الهيسبانيك هذه المرة

نشر في: 16 مارس, 2016: 09:01 م

كان احد اسباب صنع هوليوود بعد الحرب العالمية الاولى، اضافة الى اسباب مهمة اخرى هو استيراد المواهب الجديدة من اوروبا على وجه الخصوص في العشرينيات والتي كان لها الدور المهم في ان تتجه انظار رجال السينما وهواتها والمشاهدين نحو هوليوود، واصبح الرهان الاول هو ارضاء رغبة الجمهور، فما ان ظهر اعجاب الجمهور بنجمة العشرينات الالمانية بولا ينجري في فيلم (العاطفة) اسرعت هوليوود باحضارها، وعندما استحوذت الافلام السويدية على اهتمام الجمهور استقدمت هوليوود المخرج السويدي سيتلر وهذه المرة مع المع نجمات السينما على الاطلاق جريتا جاربو.. وعدد اخر من النجوم الذين منحوا هوليوود في ما بعد تألقها.
ويبدو انه وبعد مرور ما يقرب مئة عام على صناعة الفيلم وعلى يد هوليوود ما زالت الاخيرة ووفقا لمنطق السوق وانعاش الشباك تعمل بهذا المنهج، فنظرة فاحصة على ترشيحات الاوسكار.. تشير الى ان نسبة كبيرة لصناع الافلام من غير الامريكيين.
وبالتسليم ان الافلام المرشحة لهذه الجائزة هي صفوة الانتاج الهوليوودي الذي يتم الرهان عليه نرى مدى تمكن هوليوود على نجوم وافدين لادامة مجدها.. ففيلم (عقل جميل) يجسد بطولته ممثل استرالي هو راسل كرو، و(حديقة نمو سفورد) لمخرج انكليزي هو روبرت التمان، وفيلم (الطاحونة الحمراء) لمخرج فرنسي بوب مارشال ونجمة استرالية هي نيكول كيدمان.. وهكذا مع (ملك الخواتم) الذي صنعه كادر نيوزلندي، والامر ينطبق على جميع فروع الجائزة.
ابتداء من منتصف الخمسينيات (غزا) الايطاليون السينما الامريكية وطغوا بشكل كامل على اقرانهم من  الاوربيين ، بنجوم مثل صوفيا لورين وجينيا لولو بريجيدا ومارشيلو ماسترياني ودانيال دي دفيتو وغيرهم... ولم يكتفوا بنجومية البعض منهم، بل نقلوا ثقافتهم وانشغالاتهم وسلوكهم الى تفاصيل العمل في السينما وكانت الذروة مع فيلم المافيا الكبير بداية سبعينيات القرن المنصرم (العراب) باجزائه الثلاثة..
العقدان الأخيران شهدا منافسة حامية للاتينيين في معقل السينما هوليوود استطاعو ان يفرضوا وجودهم كنجوم بارزين .. والمفارقة ان هذه النجومية بدأت اول مرة على اكتاف الايطاليين فاندي غارسيا الكوبي قدم اول واهم ادواره في فيلم العراب الذي يتحدث عن مافيات العوائل الايطالية في نيويورك،  وكذا الحال مع  آرماندو اسانتي بابرز افلامه " غوتي " ( 1996 ) الذي مثل فيه دور زعيم مافيا ايطالي، كما فعل غارسيا... ونجوم آخرون مثل جنيفر لوبيز، وبينلوبي كروز، بينيشيو دل تورو، و لويس غوزمان، و يساي موراليس.. والقائمة تطول.
ويمكن بدء الحديث مع فلم " سكارفيس "، وكيف شد الإنتباه الى الشخصية اللاتينية ( الهيسبانيك، كما يدعونهم في أمريكا ) ودورها في الحياة الامريكية، وبالأخص في العالم السفلي، عالم الجريمة
قيل عن دور باتشينو في فلمي " سكارفيس " ( دور مهاجر كوبي ) و" كارليتوس وي " دور بورتوريكي، انه قتل الممثل اللاتيني في السينما الامريكية، من خلال تقمصه الروح اللاتينية في أدائه المعجز
وكان أهم عاملين في بروز الشخصية اللاتينية في السينما الامريكية : إستفحال الهجرة غير المشروعة، ثم الحرب على المخدرات التي أعلنها جورج بوش الأب في نهاية الثمانينات
ــ والحديث عن استهلاك موضوعة المافيا الايطالية التي لم تعد تتفق مع واقع الحياة، بعد التحول الاقتصادي في نهاية السبعينات، وكيف تحولت الى مجرد خيال أدبي، مقارنة مع المافيات الحقيقية على أرض الواقع : الصينية والروسية واللاتينية. والأهم، بزوغ نجم بابلو اسكوبار، في الثمانينات، وهو لورد المخدرات والزعيم الاسطوري للمافيا الكولومبية  وأحد من أبطال " خبر إختطاف " لماركيز.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram