يحتفظ تاريخ السينما الممتد الى أكثر من مئة عام بعدد من الأفلام التي كانت صناعتها بمثابة علامة فاصلة في تاريخها ، وليس المهم أن يكون هذا الحدث متعلقاً بتقنيات صناعة هذا الفيلم او بطريقة تنفيذه، قدر علاقته بأسلوبه او تأثيرها الكبير.
فعلى الرغم من التحديات التي واجهت هذا الفن على امتداد تاريخه والتي راهنت على شعبيتها او أثرها المتجدد إلا أن السينما كانت سرعان ما تقدم ما يؤكد خطل هذا الرأي ، فكان اختراع التلفزيون التحدي الأبرز الذي واجه السينما والذي ذهب الكثير الى الاعتقاد أن هذا الفن سينزوي فاسحاً المجال لهذا الاختراع الجديد ،حيث ان السينما ستكون في متناول اليــد والحاجة.
فالسينما وتاريخها هو تسجيل لمحاولات المخرجين تجربة استغلال الابتكارات والاختراعات الجديدة وايجاد افلام تجلب المتعة للمتفرج .. فلا سينما كاختراع كانت بحاجة الى خيال مُبدع ليستخدمها استخداما فعالا، فأدخل هؤلاء وسائل جديدة لمزج لقطاتهم، ووظائف جديدة للممثل وللديكور وللصوت، وكان هذا من شأنه ان يُغيـِّر السينما، بل ويجعلها في تطور مضطرد.
وعندما جرّب صُناع السينما الصمت وخلقوا وسائل غنية ومعبرة تعبيرا قويا الى درجة التغلب على (صمت السينما) ، كان هناك الفيلم الناطق ، وهكذا مع اللون ، والفيلم المجسم ، وصولا الى الشاشة العريضة ، ووصولا إلى الثورة الرقمية التي استفاد منها فــن السينما استفادة كبرى .. كل ذلك جربته السينما وعملت به من أجل خلق إحساس بالواقع طريق نقله بالكاميرا.
فقوة السيما وتجددها مرهون بيـد الجمهور الذي يرى ادولف زوكور "انه لا يُخطئ أبداً".. فهو لم يُخطئ في الصور المتحركة كما لم يُخطئ بما أدخله غريفث من تقدم فني ، مثلما لم يكن مخطئاً باعترافه بنظام النجوم . فتحمس لنطق السينما ، وأقبل على السينيراما والسينما سكوب وكذلك على الابتكار الرقمي وغيرها.
لذلك فان الافلام التي شكّلت علامة فاصلة هي (مولد أمه) لجريفث الذي فضلا عن امتلاكه أهمية تاريخية كبيرة، كونه أول فيلم سينمائي طويل في العالم، طور فيه المونتاج من مجرد تجميع بدائي للقطات غير متناسقة الى توليف فني واعٍ... ثم فيلم مُغني الجاز اول فيلم ناطق قبله كانت الأفلام صامتة برغم اعتمادها على الخلفية الموسيقية المناسبة للحدث، من هذا المنطلق، تم التوصل لطرق إضافة الصوت وضبطه مع الصورة، وبهذا الفيلم الذي أخرجه آلان جروسلان، تغير شكل صناعة السينما في العالم لتختفي الأفلام الصامتة تماماً أمام هذه الثورة السينمائية المذهلة في ذلك الوقت. وكذلك مع رائعة اورسن ويلز (المواطن كين) وغيرها من الافلام التي شكّلت اضافة الى السينما.
ودخل فيلم مشرروع السحر بلير التاريخ لا بكونه فيلما موضوعا او الإيهام في الزمن ، بل من تكاليف انتاجه التي لم تتجاوز البضعة آلاف من الدولارات، والإيرادات القياسية التي حققها والتي وصلت الى اكثر من مئة مليون دولار .
ولا نريد ان نذكر الأفلام التي استفادت من المنجز الرقمي الذي اجتاح التكنلوجيا ، والذي شمل صناعة السينما بكل تفاصيلها من التنفيذ مرورا بالمؤثرات الصورية وليس بطريقة العرض ، بل وصلت الى توزيع الفيلم نفسه.
رهان السينما
[post-views]
نشر في: 4 مايو, 2016: 09:01 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...