لو صحت الأخبار المتواترة الواردة عبر وسائل الإعلام العراقية بخصوص إعلان المفوضية العليا المسؤولة عن الإنتخابات حول إجازة ( ٣٠ ) حزبا سياسيا ، تمت المصادقة على آستيفاء شروط التأسيس ، وتعزز التصديق بإجازتها من قبل رئاسة الجمهورية — كما ينص الدستور — (!)، تلاه تصريح لنائب رئيس مجلس المفوضين ، إن العدد المذكور هو للأحزاب التي راجعت لغرض التسجيل وفقا لقانون رقم ٣٦ الذي أقرَّه مجلس النواب وصادق عليه رئيس الجمهورية ….. وبالإمكان الإتصال على الرقم ( ) لغرض الإطلاع على تفاصيل الإجراءات ، داعيا الأحزاب السياسية التي لم تراجع لإستثمار الفرصة (!) وتقديم الطلبات …. إلخ .. إلخ .
ثلاثون حزبا جديدا يا ارباب المنطق ، والدعوة للمزيد ؟ إضافة للعدد الوفير من الأحزاب والكتل القائمة المتواجدة على الساحة ، يغدو رقما يتجاوز السبعين حزبا وتشكيلا وكتلة !
…………..
هل يتحمّل العراق ، ذو الكثافة السكانية التي تقدر بـ ( ٣٦) مليون نسمة — بغياب عملية إحصاء رسمية معتمدة — آحزاباً بتلك الكثرة الكاثرة؟!
لو مددنا البصر قليلا خارج الحدود ، لرأينا اقطاراً ودولاً كبرى ، ديموقراطية للشغاف ، بكثافة سكانية تقدر بضعف او بضعفي عدد سكان العراق ، لا يزيد عدد الأحزاب فيها على عدد الأصابع ….
هذي بريطانيا التي كثافتها السكانية تقدّر بأكثر من (٦٣) مليون نسمة يتناطح فيها حزبان رئيسان : المحافظون والعمال ، مع حضور غير بالغ التآثير لحزب الأحرار ، ولعدد محدود من الأحزاب الصغيرة كحزب الخضر والإشتراكي .
وهذي فرنسا التي تعداد نفوسها بلغ ( ٦٦) مليون نسمة — حسب إحصائية عام ٢٠١٣— ليس فيها أحزابٌ مؤثرة فاعلة تتعدى اصابع اليـــد الواحدة .
وهذي المانيا ، بتعداد نفوسها البالغ نحو ( ٧٣ ) مليون نسمة ليس فيها اكثر من ثلاثة أحزاب كبرى رئيسة ، وعدد بسيط آخر من أحزاب محلية صغيرة محدودة التأثير في القرارات المصيرية !
و.. هذا العراق ، بكثافته السكانية المقدرة بآرقام تقريبية بـ ( ٣٤ ) مليون نسمة — حسبما أعلنته وزارة التخطيط مؤخرا — يُجاز فيه ثلاثون حزبا جديدا ، إضافة لما هو موجود على الساحة من أحزاب وكتل !!
…………
اللهم ليكن ثمة خطأ مُعلن في ما أعلنته وسائل الإعلام . اللهم ليكن ثمة خطأ غير معلن في ما يجري تحت سماوات العراق ، اللهم إمنح الهدي والهدى للحكماء ذوي البصيرة الذين يرون أبعد من الأنف ، اللهم……
ثلاثون والآتي أعظم
[post-views]
نشر في: 15 مايو, 2016: 09:01 م