TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تجربة ماركيز

تجربة ماركيز

نشر في: 16 مايو, 2016: 09:01 م

خطوة اللجنة الأولمبية بالتعاقد مع الإسباني تنتن ماركيز للعمل كمستشار فني للمنتخب الأولمبي الذي تنتظره مشاركة عالمية في نهائيات ريو دي جانيرو الأولمبية الصيف القادم حملت الكثير من التساؤلات عن مدى صوابها ووصفها البعض بالمفاجأة غير المتوقعة!
مبدئياً نبارك تلك الخطوة وفق رؤية وحسابات الاجتهاد والحرص على نجاح الأولمبي في مهمته الصعبة وكسر الروتين المعتاد في التخطيط والعمل الذي كان سائداً طوال السنوات الماضية في الإقرار على وسائل ونوعية الأدوات التي تساعد على تحقيق الإنجاز.
ولكون الإعلان جاء مباغتاً ، وفي وقت طويت كل دعوات التفكير بالملاكات التدريبية الأجنبية لقيادة المنتخبات الوطنية عطفاً على الوضع المالي المتأزم في البلاد على العموم نجد أنفسنا امام مشهد مرتبك وغامض عن حقيقة الضائقة المالية التي نسمع عنها بينما يُمنح ماركيز 50 الف دولار لثلاثة أشهر ولا نستطيع أن نحكم على قيمة ما سيقدمه من مشورة، وهل ستكون وصفة سحرية تستحق أن تخسر خزينة الأولمبية هذا المبلغ أم ستكون تجربة للنسيان؟!
الأمر الآخر المهم إن سجل المدرب المذكور لا يرتقي الى صفة الاستشارة وخاصة في المحافل الدولية وإن سنوات عمله وخبرته كانت ضمن نطاق الاندية المحلية كما انه لم يسبق له ان عمل في الساحة الكروية العربية وأتقن عملية تحليل اسلوب ونفسية اللاعب العربي وخاصة العراقي.
كان من الأجدر على اللجنة الأولمبية ان تشرح رؤيتها واسباب هذا الاختيار بلغة فنية لا تعتمد على الأمنيات وانما على أدلة تعزز  صحة لجوئهم الى معاقل الفكر الإسباني المحلي.
لقد كانت أمام اللجنة الأولمبية خيارات أكثر من رائعة يمكن ان تختصر لها الزمن والمال والجهد من خلال الاستعانة ببعض الأسماء اللامعة المحلية للعمل كمستشار فني يكون قريباً من المدرب عبدالغني شهد وفي مقدمتهم حارس محمد وكاظم الربيعي وجمال صالح وآخرون بدلاً من المجازفة بماركيز غير المضمونة سواء بحقيقة كفاءته على مستوى البطولات الكبرى أو انسجامه مع الملاك التدريبي وخاصة أن الاسماء المحلية المذكورة سبق وأن  نجحت في مهامها السابقة بامتياز وتمتلك من المهارة والفكر ما يمكن أن يحقق الغاية ويخدم أدوات المدرب شهد ويُعزز منظومة  الرصد والتحليل عند مواجهة المنتخبات المنافسة.
إن ما نطمح إليه هو أن نرتقي بالفكر الإداري الاحترافي الى مديات واسعة بعيداً عن العشوائية او محاولة ايجاد واجهات دعائية لكسب ود الجماهير، وعندما نصل بتفكيرنا الى مستوى الوثوقية بالتخطيط والحاجة الفنية ونخرج بدراسة دقيقة بالتنسيق مع الملاك التدريبي على مواصفات وكفاءة مَن سيحمل مهمة توظيف خبرته وحنكته لتدعيم أداء المنتخب الأولمبي في الميدان سواء كان أجنبياً بقيمة 50 الف دولار أم محلياً بدنانير معدودة ، عند ذلك سنقول إن  النجاحَ قادمٌ بالتأكيد.
باختصار..المنتخب الأولمبي كان محظوظاً في رحلة إعداده قبل التصفيات النهائية حينما توفرت له فترة إعداد جيدة وهو يمتلك من اللاعبين الموهبين وذوي الخبرة ما يجعله منتخباً متكاملاً وقادراً على تخطي الدور الأول على أقل تقدير.. ومن المعروف أن أحد أسباب تألقه هو حالة التفاهم والانسجام لملاكه الفني المحلي ولأجل أن تستمر تلك الميزة فإن من الأفضل أن تقام جلسات تشاور وتنسيق بين شهد والمستشار الإسباني الجديد لوضع أُطر عمل واضحة تجنباً لأية تقاطعات محتملة تُربك أداء الأسود في البرازيل!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

السحب المطرية تستعد لاقتحام العراق والأنواء تحذّر

استدعاء قائد حشد الأنبار للتحقيق بالتسجيلات الصوتية المسربة

تقرير فرنسي يتحدث عن مصير الحشد الشعبي و"إصرار إيراني" مقابل رسالة ترامب

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: طاعون الفشل

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: هلوسات مرشح خسران!!

العمود الثامن: رجاء اقرأوا التدوينة

قناديل: كفكف دموعك واتبع سيدوري

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

 علي حسين تستيقظُ صباحا، فتجد ان مسلسل الكيانات الطائفية يواصل عرض حلقاته بنجاح ، وكان آخرها الحلقة التي قام ببطولتها محمود المشهداني وفيها يعلن عن تشكيل كتلة سنية جديدة ، اتمنى ان تركز...
علي حسين

كلاكيت: "عن الآباء والأبناء"… وراثة العنف

 علاء المفرجي وجدت الأفلام الوثائقية، في بداية الثورة السورية، طريقها إلى التشكّل عنصراً مهمّاً في توثيقها منذ بدايتها. ساعَد على ذلك التطوّرُ التقني الذي لمع في سنوات الثورة. لم تعرف أماكن ساحات الاعتصام...
علاء المفرجي

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

غالب حسن الشابندر من الخطا التعامل مع موضوعة البحر الاحمر بلغة الدول المتشاطئة فحسب ، لأن الموضوع سياسي ، ولذلك التعامل ينبغي أن يكون بلغة (الجيوسياسي ) وليس الجغرافي ، وفي ضوء هذه النظرية...
غالب حسن الشابندر

المخطوطات..بين الموجود والمفقود

رشيد الخيون عندما نقرأ عن شغف الأقدمين، بجمع الكتب العربيَّة الإسلاميَّة، نعني المخطوطات، فكان ظهور آلة الطّباعة حداً بين المخطوط والمطبوع، وذلك خلال القرنين السَّادس عشر والسَّابع عشر. لذا، لم يسترعِ ما خُط بعدهما...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram