ali.H@almadapaper.net
أسوأ ما يحدث للكاتب ، أن يضرب أمثلة بأشخاص كان قبل سنوات يهتف بسقوطهم ، ويضعهم في خانة الأعداء ، ماذا يحصل لنا ، ونحن نرى العالم يتغير بين ليلة وضحاها ، من أوباما المتردد الذي سلّم العراق " لمعالي " نوري المالكي في احتفال مهيب في البيت الابيض وتجاهل، بلا تردد استفحال النزعات الطائفية عند سكان المنطقة الخضراء ، إلى ترامب الذي يريد ان يحوّل العالم إلى عرض ممتع للمصارحة الحرّة .
عندما عُيّن هنري كسينجر مستشاراً للأمن القومي ثم وزيراً للخارجية الأميركية بدا الأمر مفاجئاً للجميع، فليس من السهل أن يعطى هذا المنصب، لرجل مولود في ألمانيا ، لكن هذا الرجل القصير استطاع ان يلمع في العالم فقفز من مجرّد صحفي يعمل في صحيفة أُسبوعية الى واحد من أهم رجالات السياسة الامريكية، يجلس في مكتبه لتمر من أمامه كل الاوراق المتصلة بالشؤون العسكرية والداخلية والخارجية، واضعا ضوابط سياسة صارمة، تذكرت كسينجر هذه الايام وأنا أقرا وصيته لترامب ان يحافظ على النسيج الاميركي ، الرجل الالماني الاصل يدافع عن اميركا واحدة ، فيما ساستنا الافاضل يدافعون عن جنسياتهم المكتسبة ، في مذكراته يخبرنا كسينجر بان الراقصة نجوى فؤاد أجمل شيء في العالم العربي
قبل ايام ظهر كسينجر من جديد وهو الذي تجاوز التسعين من عمره ، وهذه المرة من خلال وصية ، طالب فيها السلطة الجديدة الاعتماد على المثقفين المستقلين غير البيرقراطيين ، الذين قد تكون آراؤهم جديدة ومتنافرة مع ماتعوّد عليه الساسة ولكنها تخدم اكثر مصالح الدولة ، وكسينجر يوضح في رسالته ان الازمة التي يجب ان تعبرها أمريكا ، هي ازمة مشاركة الجميع بلا استثناء ، وينتقد كسينجر هذه البيروقراطية غير الخلاقة، ويلاحظ ان الطريقة الامريكية في السياسة تعتمد على سرعة البديهة، وسرعة الرد والاستجابة، وقد لاتكون المشكلة بحاجة الى سرعة بديهة بل تحتاج الى تعمق هادئ وتحليل، وبذلك ينتقد الادارة الامريكية لانها اعطت فرصة للسياسي البليغ وحجبت الفرصة عن السياسي العميق. يقول كسينجر ان الدولة القوية تقود لاتقاد، وان الزعيم السياسي الحقيقي لايستحق لقب الزعيم مالم يستطع التمتع بنكران للذات، قوة وحكمة في مواجهة العواصف السياسية، ان يكون قريبا من رجال مثقفين لا بيروقراطيين.
قبل ايام تذكرت كسينجر ووصيته وانا اشاهد حوارا مع نجوى فؤاد على احدى الفضائيات المصرية ، قالت فيه أن هنري كسنجير ، أقترح عليها الزواج خلال احدى زيارته للقاهرة في عام 1974 . واضافت أن كسنجير وقع في حبها من النظرة الاولى ، لكن لسوء حظه كانت نجوى فؤاد متزوجة في ذلك الوقت . البركة في السيدة ترامب فهي تستطيع ان تأخذ مكانة نجوى فؤاد في السياسة الاميركية وبجدارة.
جميع التعليقات 2
أبو أثير
من سوء حظ العراق والعراقيين من أن يحكمه شخص بمواصفات نوري المالكي ... الذي جل ما كان يحلم به عند عودته للعراق بعد سنين من الغربة التي أرادها ... هو في أن يكون مدير مدرسة في قريته الذي نشأ فيها ... ولكن المحتل ألأمريكي وبرايمر وجد ضالته السياسية به فأنتزعه
بغداد
أستاذ علي حسين استلمت بوستر عن طريق الفايبر يحتوي على صورة زوجة اوباما وجنبها صورة زوجة ترامب وفوقها تعليق بعد انقطاع الكهرباء ٨ أعوام في أمريكا عاد الكهرباء من جديد ؟! بدون تعليق !