TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نكبتنا من حنان إلى حنان

نكبتنا من حنان إلى حنان

نشر في: 23 نوفمبر, 2016: 07:06 م

ali.H@almadapaper.net

حاولتُ منذ  سنوات أن أفهم ماذا تريد النائبة حنان الفتلاوي وهي تقفز من قناة فضائية إلى أخرى  . رأيتها في البداية تدافع عن الحكومة ، وتطالب العراقيين بالخروج للدعاء بطول العمر لرئيس الحكومة ، ثم خرج رئيس الوزراء وجاء آخر  ، فقررت أن تشتم الحكومة وتطالب بمحاسبة " ابن المدللة " حيدر العبادي ، وأعتذر عن التوصيف فهذا من تفانين النائبة الثائرة   . ولهذا لم أعد أفهم من هي حنان الفتلاوي ، وماذا تريد ، ولماذا تتغير بين ليلة وضحاها  !  وبدلاً  من أن تبقى  في وظيفتها المحددة ، تدافع عن مصالح الذين منحوها أصواتهم ، أراها توزّع اتهاماتها وشتائمها للجميع ، مؤكدة أنها تلعب دور المعارضة التي لايعجبها العجب ، ضاعت الأنبار وبعدها الموصل ، ثم تكريت ، فلزمت الصمت ، إيماناً منها بأنّ الحكومة لاتُخطئ ، وأن القائد العام للقوات المسلحة،  لايأتيه الباطل ، وعادت معظم  أجزاء الأنبار ومعها تكريت ، والقوات العراقية على مشارف الموصل تطارد عصابات داعش ، والنائبة تعتقد أنّ هذا نوع من الكاميرا الخفيّة ! فالذي حرّر الأنبار كنبر، والذي استرجع تكريت غيدان ، والذي يطارد الدواعش مهدي الغراوي ،والذي يشرف على النصر هو السيد نوري المالكي ، ماذا يهم التلفزيون موجود ، وهناك من هو مستعدّ لأن يقلب الحقائق ، من أجل أن يبقى صوت الزعيمة عالياً .
للأسف يتصرّف العديد من النواب حيال هذا الوطن  برتابة وبغياب متعمد للضمير ،  لم تقدّم لنا حنان الفتلاوي  أكثر مما قدّم صالح المطلك ، الذي ابتعد في الآونة الأخيرة عن الكلام المباح ،  تاركاً ذلك لمحمود الحسن . نائب يستخدم الصوت العالي ، ونائبة تبحث عن رماد الاشتعال الطائفي  ، وكلاهما يسعى لشلّ العراق ،  واتفقا على العمل لزيادة فظاعات العراق اليوميّة  .
أيّ برلمان تريد حنان الفتلاوي ،  عندما تقفز من مقعد الموالاة الى مقعد المعارضة ؟ من أجل عيون قائد الجمع ، وليس من أجل هموم العراق !
تنسلى السيدة النائبة او تتناسى عمداً ، ان المعارضة باب لتقويم الخلل الحكومي وليست سبباً لقيام خلل وطني. أما الصراخ والشتائم وقذف قناني المياه  فتعني، في كل مكان، حجب الحق، مثلما حاولت أن تحجب الحقيقة في قضية خميس الخنجر ، فقد اخبرتنا أمس أنها التقت الخنجر بداية عام 2010 ، لكي يصالحها مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي ، وفاتَ السيدة النائبة ، أنها في لقائها التلفزيوني عام 2012، قالت إنها التقت قبل أشهر مع خميس الخنجر ، وأن اللقاء لم يكن سياسياً ، وإنما جاء بالصدفة أثناء زيارة ترفيهية لها في عمّان ، والذي سيشاهد فديو اللقاء الذي يحتفظ لنا به السيد غوغول جزاه الله خيرا ، سيسمع قصيدة الغزل التي تغنّت بها السيدة النائبة عن خصال ووطنيّة وثقافة خميس الخنجر . ينسى البعض أن الظهور المتكرر في الفضائيات ، سيكشف للناس أن السياسي لايملك سوى بضاعة مزيّفة منتهية الصلاحية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    ياحنان الفتلاوى -راح صدام اجى الواوى-------------------الله يرحم المهداوى---اللى حكم البعثاوى----يا حنان البعثاوى ----يوم دعوه او يوم ماوى---------- منو يدفع هل كراوى -----والحجى كلة سنطاوى---- بارحه وحدة او حريه------- والرفاق كلهم بعثية -----فلتحية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram