ali.H@almadapaper.net
قبل سنوات كان وزير المصالحة الوطنية عامر الخزاعي يقف مبتسماً يشرح للعراقيين ما معنى التسامح ونسيان الماضي وفتح صفحة جديدة ، كان مبتهجاً وهو يخوض معركته الكلامية المقدسة من أجل بناء دولة القانون ويشيع في المكان طقساً مفرحاً حتى تحولت خطبه إلى أناشيد.
اليوم يريد منّا التحالف الوطني أن نبدأ معه مرحلة جديدة لـ "المصالحة "أطلق عليها اسماً براقاً "التسوية التاريخية " ، هذه الوثيقة الجديدة تطالبنا بمارسة فضيلة النسيان مع ثلاثة عشر عاماً من فقدان الأمن وغياب التسامح ، وضياع استقرار العراق ، بين تجهم المالكي وابتسامة طارق الهاشمي ودموع صالح المطلك و" قندرة " بهاء الأعرجي .
منذ عام 2003 والعراق لم يعد أكثر من موضوع يتصدر الفضائيات ، هرب أوباما في وضح النهار، لأنه اكتشف ان الموضوع أكبر من قدرته ، البعض أراد لنا أن نستقبل من المستقبل ، لأن الماضي أهم وأبقى ، فماذا يعني وجود خمسة ملايين مشرد ، ومئات آلاف من الضحايا ، ما دمنا أخيراً قرّرنا وبـ " التوافق " أن نضيف يوم الغدير ويوم السقيفة إلى عطلنا التي تجاوزت النصف عام ، كل شيء يسير في الطريق المرسوم له ، والسياسيون يبشروننا كل ساعة، أنه لابد من تسوية تاريخية ، لماذا ، ومع من ، تقارير الامم المتحدة تضعنا في قائمة الدول الاكثر بؤساً ! وساسة الغرف الدافئة مغرمون ، ومهتمون بتزويق الأحداث هرباً من الواقع الذي يقول ان ما صرف على مؤتمرات المصالحة يعادل ميزانية إحدى دول الجوار ، والنتيجة أن معظم العراقيين يسخرون حين يسمعون أن هذا العام سيكون الأخير في سلسلة " المصالحة الوطنية " . اليوم الجميع يتحدث عن العودة الى ما قبل 2005 ، أي من الصفر. انسوا ما مضى من نهب وسرقة وقتل باسم الدين مرة ، وباسم المظلومية مرة اخرى ، وباسم المقاومة مرات عدة ، وصفروا عدّاد العراق ، اسمحوا لهم ان يمتطوا ظهورنا من جديد. صفّروا العدّاد.
أصحاب دعوة تصفير العدّاد يريدون أن يوهموا الناس أن الحكاية في العراق صراع مذهبي ، مثلما خرج علينا أمس وكيل وزير الثقافة جابر الجابري ليخبرنا بصريح العبارة أن من لا ينتمي الى طائفته فهو إرهابي وقاطع رؤوس ، هكذا يريد السيد الجابري أن يصفِّر العراق من جميع الذين لاينتمون الى طائفته وقوميته .
كم ضحيّة قُتلت بسبب مثل هذه الخطابات ؟ لماذا لا يرى السيد الجابري أن الخطر الحقيقي الذي يواجه الشيعة كما يواجه السُّنّة، هم سياسيّو الصدفة الذين عاثوا فساداً في البلاد؟ وسرقوا أحلام وآمال الناس ومعها ثرواتهم وأمنهم واستقرارهم!
جميع التعليقات 1
د عادل على
ا لتسويه التاريخيةا عباره استعملها الايطاليون COMPROMISSO HISTORICO , ومعناه بالعربى الحل الوسط وعمليا كانت العبارة تستعمل كاسم لتحالف تاريخى بين الديمقراطيين المسيحيين والحزب الشيوعى الايطالى ولكن هدا لم تصبح حقيقه------- التفرقه المدهبيه ليست ب