ali.H@almadapaper.net
يتطلّب قراءة أخبار العراق ، التعود على تناول الحبوب المهدّئة ، ومعرفة لابأس بها في علم النفس ، من أجل أن نعرف هل سياسيّينا يعيشون حالة انفصال عن الواقع ، ولا يدركون أين وصل بنا الحال . فقد فاجأنا السيد عمار الحكيم بتسويته التاريخية ، وكنا نعتقد قبل ظهوره الأخير في البرلمان أنّ ثمة إصراراً على نسيان الماضي ، وفتح صفحة جديدة ، لامكان فيها للصوت العالي .
إلى أين إذن سيسير بنا الساسة ، البعض يقول إنّ لدى السيدة عتاب الدوري " أُم حاتم " خطة لإحلال السلام في مناطق الانبار لو تمكن السيد " أبو حاتم " من قيادة المحافظة ، وتتذكرون ان السيدة النائبة السابقة أصرت في الانتخابات الاخيرة على أن تضع صورة " أبو حاتم " جنباً إلى جنب صورها مع عبارة لطيفة وخفيفة " انتخبوا أبو حاتم " الذي سيعمل معها -حسب قولها- على نصرة المظلومين والأيتام والأرامل، ولم تنس السيدة عتاب ان تبشّرنا، بأنها و"أبو حاتم" بعد أن ينتهيا من مشروعهما الإنساني سيلتفتان إلى جعل العراق أفضل وأجمل ، نداء الواجب التالي جاء من النائب أحمد الأسدي الذي طالبنا بأن نقدّم آلاف الضحايا من أجل نصرة العملية السياسية ، فماذا يهمّ موت المئات والآلاف مادام البرلمان سالماً غانماً ، والعملية السياسية بين كرّ وفرّ ، ولهذا علينا أن نعدّ العدة لتجهيز عشرات آلاف من العراقيين ، يعملون على نصرة العملية السياسية ، وإذا كانوا ملايين فذلك أكثر نفعاً .
غريب أن تكون جميع مظاهر التفاهم بين الفرقاء السياسيين لها رسالة واحدة هي " هذا لي وهذا لك " . ولهذا أنا ضدّ مؤتمرات المصالحة في العراق ، لسببين : فهي إما مزيّفة وتنتهي إلى عودة مبدأ " التوازن " في المنافع والمصالح ، وإما خادعة أصحابها يحاولون ان يقضوا وقتا طريفا مع العراقيين ، لكنهم في المقابل يكرهون الديمقراطية والحريات ويعتبرونها اختراعاً إمبريالياً.
لماذا ندعو الناس إلى تسوية تاريخية ، ونحن نتربص في الظلام لمن يختلفون معنا في الرأي ، ؟ هل من أجل أن تُسلَّم السلطة إلى من يفهمها على أنها تسخيف للدولة وإعادة مسيرة العراق إلى عصور الفتنة والصراعات وتقديم الطائفة على الوطن ؟ ماذا حدث بعد ثلاثة عشر عاما من ممارسة الديمقراطية في العراق ؟ حدث أنّ زعماء الطوائف قرروا أن يحوّلوا البلاد الى مقاطعات مذهبية وعرقية ، كأنما هذه ليست الدولة المدنية التي أسسها فيصل الاول ، وقدّمها إلى العالم، كنموذج للدول التي استحقت ان تكون من مؤسسي عصبة الأُمم .
برلمان يُصفّق لمحمود الحسن ، ويفهم الأغلبية على أنها سيف مسلَّط على رقاب الضعفاء ، أو يعرض بعض النواب في مؤتمراتهم مدى ولائهم لدول الجوار بحجّة أنهم يريدون تذكيرالعراقيين بأنهم شعب تابع . لا أذكر عرضاً أكثر إساءة لتاريخ العراق ، من تلك المسخرة القليلة الرأفة بمشاعر العراقيين التي نشاهدها من على الفضائيات تحت قبّة بناية تُسمّى " مجلس النوّاب العراقي "
جميع التعليقات 2
د عادل على
على مر السنين الماضيه نسمع او نرى حدوث مؤتمرات المصالحه والنتائج كانت صفرا ---ادا حدثت الحرب بين بلدين فالطريق بعد سفك الدماء وتهديم المنازل والمؤسسات المفاوضات و حربنا نحن العراقيين حرب الاخوة ولدا كان واجبا على الحكومة دعوة المسلحين فى غرب البلاد ا
شكيب يوسف
انته متخاف تحجي على قاضي القضاة محمود الحسن .... ليش حاقد على منحزاته الحضارية جا مو وزع اراضي من جيس الخلفه ومنع العرق الزحلاوي لو انته تريد دولة مدنية ديمغراطية فاسقة مثل انريكا وبريطانيا وتخلي الناس تشرب عرق وتمسه ربه بس شاكول ان الشجرة المثمرة بالفراو