TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا يكرهون الجيش ؟

لماذا يكرهون الجيش ؟

نشر في: 28 نوفمبر, 2016: 07:29 م

ali.H@almadapaper.net

أخبرنا نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي أنه كان وراء فكرة تأسيس ،  الحشد الشعبي ، وقال ومن خلال ظهور مكثف في برنامجين وعلى قناتين مختلفتي الاتجاهات والرؤى ، واحدة منها كان السيد المالكي يعتبرها " رجساً من عمل الشيطان " وفي زمنه أُغلقت وطوردت وطُبّق عليها قانون 4 إرهاب ، وأخبرنا حينها أنّ هذه القناة تنتمي للإعلام المضاد ، ومُنعت حتى من تغطية مباريات كرة القدم  !
ولكن ونحن نشاهد نائب الرئيس يبتسم لكادر القناة  ، شكرنا الله تعالى  على أنّ موضوعية  " فخامته " جعلته  ينسى أنه صاحب قرار الغلق والمطاردة !
ليس من الضروري إطلاقاً  أن نتذكر الماضي ، ولكن من المهم  أن نذكر باستمرار أن السيد المالكي قال عام 2012  :" إن الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية أقوى من هؤلاء  الإرهابيين  بكثير" ،  فما الذي حصل ليخبرنا السيد المالكي أمس ، أن هذا الجيش كان في طريقه إلى الحل في عام 2012  ؟!
تكررت في الأيام الأخيرة ظاهرة لا وجود لها إلا في هذه البلاد المغرقة في الخطابات والشعارات، تتلخّص في محاولة البعض أن يطمس دور الجيش في معارك التحرير ، بحيث أصرت بعض الفضائيّات  على أن تجعل من الجيش الرقم الثاني في المعركة.
وأعتذر للبعض الذين لايكفّون عن الكتابة ضد الجيش العراقي بألفاظ بالغة القسوة والإساءة ، لكن الجيش وسط هذه المعمعة السياسية ياسادة ، هو أفضل ما نملك، وأيضا يجب أن يكون أعزّ ما نملك، وإذا اضطرنا أن ننتقده ، فنأمل من أصحاب التعليقات أن لاينسوا ضحايا هذا الجيش ، لأنهم أبناء هذا الشعب وليسوا " بدون " !
لقد تعرّض الجيش العراقي إلى جروح كبيرة  من قبل الساسة الطائفيين أنفسهم  ، وقد اختار الكثير من مسؤولينا في السنوات السابقة  ،وأصروا  على أن يُفقدوه مكانه ومكانته  ، من دون أن يشرح أحد لنا، لماذا، وما هي المناسبة، ولماذا أعلنوا حلّه عام 2003  .
إنّ أسوأ ما فعله الساسة  أنهم ، أطاحوا  بالعسكرية العراقية ، فصار حديث الخبراء النواب عن أدقّ الأمور الستراتيجية أسهل كثيراً من الكلام في شؤون الطبخ  وآخر صيحات الأزياء.
اليوم لا يريد لنا المالكي أن نسأل لماذا هرب قادة الجيش في الموصل  ومن يحاسب مهدي الغراوي،  وهو يترك جنوده يواجهون مصيراً مأساوياً ، مثلما لايريد لنا النواب الـ 335 أن نسأل لماذا هم ليسوا بقادرين على تسمية وزير للدفاع ، ولماذا الإصرار على ان ينتمي وزير الدفاع الى جهة سياسية ، في وقت يتباهى فيه الجميع بخطاب الوطنية ، وأن المؤسسة العسكرية يجب ان تبقى بعيداً عن الصراعات والمنازعات،  وإذا بهم في الغرف المغلقة  يحشرون هذه المؤسسة في خلافاتهم ، لتُصبح  مثل أيّ مؤسسة   لها حصصها ، وتوازناتها الطائفية !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. شكيب يوسف

    نوري نورينه وين ميروح تخم القنفات وياه .. وشنو يعني ثلث العراق فدوة ما دام فخامة نائب الريس خشمه يشم الهوه، لان اذا راح من ادينه ابو سروره بعد منو يشرف على معسكر ابناء الامام الحسين ويبقون اولاد معسكر يزيد ياعبون شاطي باطي، وشي ثاني هو عنده ملفات يابو ملف

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram