ali.H@almadapaper.net
ثمّة أشياء علينا نحن الكتّاب أن نُذكِّر الناس بها مرّة ومرّتين وعشراً ، ولهذا تجدني مضطراً لأكرّر الأسئلة نفسها بين الحين والآخر، ولا شيء يتغير سوى إجابات أصحاب الفخامة والمعالي.
قبل أكثر من خمسين عاماً قرّر عبد الكريم قاسم أن يتّخذ موقفاً متميّزاً من المرأة، ما هي أولويات هذا الموقف؟ إنها المساواة. هكذا أثبتت لنا تجربة ثورة 14 تموز حين أصرّ القائمون عليها على إصدار قانون للأحوال الشخصية يمنع استغلال المرأة، ويرفع من شأنها، في ذلك الحين كانت نزيهة الدليمي تؤكد في كل اجتماعات مجلس الوزراء ، أنّ المساواة لا تعني فقط التعليم والحصول على فرص العمل، لكنها تغيير النظرة القاصرة التي ينظرها المجتمع الى المرأة، باعتبارها ناقصة عقل ودين .
بالأمس تذكرت حيرة عبد الكريم قاسم ومحنة نزيهة الدليمي وأنا أقرأ سيل الشتائم والتعليقات البذيئة ، وشعار " تقبلها لاختك ؟" التي أطلقها عدد من دعاة الفضيلة والحشمة ورافعي شعار " المرأة عورة " ، ليتحوّلوا من مستخدمي وسائل أنتجتها " الإمبريالية " ، إلى شرطة بأفواج النهي عن المنكر، وهذا المنكر في نظرهم ، هو أن تجرؤ فتاة على قيادة دراجة في بلد يرفع لواء الفضيلة ، وقادته يذهبون إلى الحج كلّ عام ، لكنهم في الطريق يستولون على أموال اليتامى والأرامل ، ويسهمون في نشر ثقافة الكواتم .
إليك هذه المعلومة إذا أردتَ أن تعرف ، لماذا وصلنا الى هذا الخراب ، اقرأ فاصل الشتائم الذي كتبه " جناب " الملحق العسكري لدولة العراق في واشنطن حسين سمير ، حيث طالب " سيادته " بأن تعاقب الفتيات اللواتي ركبنَ الدراجات ، السيد الملحق العسكري هو ابن المنطق الذي يطارد فتاة في الشارع، فهو طامع فيها، ولكن قبل ذلك يقوم بتعريتها من حقها ويمارس عليها رقابة أخلاقية تضعها في خانة " الإثارة الجنسيّة " ولهذا يحق عليها عقاب: التحرش والمضايقة كنوع من ممارسة سلطة تمنع النساء من حقّ الحرية والأمان في الشارع. يمكن للمتحرِّش أن يرى كلّ النساء عاريات في رأسه، هذه أمراض لا تتعلق بركوب الدرّاجات ولا نوع الملابس ، ولكنها تتعلق بنوع من التفكير يعبّر عنه السيد الملحق العسكري الذي ينتمي الى المجلس الأعلى الإسلامي، فهو تجسيد لهذه القيم عندما تصل إلى السلطة.
القيم المساندة للتحرّش وصلت إلى السلطة، وأصبحت في موقع المسؤولية ، وهذا هو الانقلاب الخطير، وبدلا من أن تجد تشريعات تحمي المرأة من هؤلاء الذئاب ، تجد من يقول إنّ راكبة الدراجة هي التي استفزّتهم.
سيادة الملحق .. أكمل عروضكِ، فأنتِ خير تمثيل لهذه النخبة السياسية .. أنتَ الكائن المثالي الذي صنعته هذه التجربة العراقية " العملاقة " التي أنتجت في النهاية نماذج متعددة لـ "أبو بكر البغدادي" .
جميع التعليقات 3
رمزي الحيدر
داعش تنظيم غير طائفي ، ممكن أن يكون الشخص سني أو شيعي أو كل شخص يُؤْمِن بالبرببرية والظلام وتخصيب الفيروسات السامة.
أبو أثير
بهذه المناسبة كنت أود ومعي غالبية من العراقيين الشرفاء بمعرفة السيد الملحق العسكري في واشنطن حسين سمير ... هل هو شخصية عسكرية مسلكية ... أي أنه خريج الكلية العسكرية مصنع ألأبطال ونال ألأركان من كلية ألأركان العراقية الراقية كما هو متعارف دبلوماسيا في شغل
حسين سمير
المعلومات الواردة عني في المقال معلومات كاذبة واحمل جريدة المدى والمؤلف كافة التبعات القانونية في حالة عدم اتخاذ الاجراء المناسب من قبلكم وهو محاولة لتعريض حياتي وحياة اهلي في بغداد للخطر .