الاهتمام بقصيدة النثر وتطورها، بات الهمّ الاول للشعراء اليوم، عادّين إياها أصل حداثة الشعر وتطوره. وضمن محاولات مبذولة لشعراء العراق المتجسدين بنادي السرد في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، وجدت جلسة نادي الشعر في كل سبت من كل اسبوع هي الأهم
الاهتمام بقصيدة النثر وتطورها، بات الهمّ الاول للشعراء اليوم، عادّين إياها أصل حداثة الشعر وتطوره. وضمن محاولات مبذولة لشعراء العراق المتجسدين بنادي السرد في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، وجدت جلسة نادي الشعر في كل سبت من كل اسبوع هي الأهم للبحث والحديث ومناقشة الوضع العام، والنقاط الخاصة للقصيدة العراقية، وتطويرها..
حين نتحدث عن قصيدة النثر الفتية أو الشابة، فلابد من الاشارة لشعراء معينين ومعروفين أمثال علي محمود خضير، الذي عرف بأنه يشبه دائما ما يقول ويكتب من قصائد، فقصيدته تبحث عن الحنين وتميل للهدوء الذي يعلن ثورته في أية لحظة، ناعسة كلماته على السطور، وتبحث دائما عن ذاتها في مدينة تسكنها روحه ولا يسكنها جسده.
وعن ديوان علي محمود خضير الذي يحمل عنوان "سليل الغيمة" أقام نادي الشعر في اتحاد الادباء جلسة خاصة ضيّف خلالها الشاعر ليتحدث عن تجربته بصورتها العامة وعن الديوان بشكل خاص.
مقدم الجلسة الشاعر علي وجيه يذكر أن " خضير شاعر ذو نبرة خافتة تشبه خرير المياه، فهو يجري بهدوء شديد تحت الصخور حتى يتسبب فجأة بتفجرها وتحطيمها."
ويؤكد وجيه " أن احتفاءنا اليوم بعلي محمود خضير ما هو إلا احتفاء بالمشغل الشعري العراقي، الذي يكتب به خضير، ويتوجه دائما بكتاب شعري يجمع فيه قصائده."
لم يكتب على محمود خضير مواليده، فقصائده دائما ما تعبر عن وجع كهل في جسد شاب، اصدر مجموعتين شعريتين سبقتا "سليل الغيمة" وكانت من ضمنهما مجموعة "الحياة بالنيابة" وقد عُرفت قصائده بأنها تناقش دائما قضية المدينة بكل صراعاتها.
الشاعر الذي ارتبط بعمق بمدينة بغداد يعبر عن مدى السعادة التي تغمره بتواجده فيها اليوم، ويقول "سعادات كثيرة تغمرني اليوم خلال هذه الجلسة، أولها المكان والمدينة، والشخوص الذين تكبدوا عناء الحضور، إضافة الى القاعة التي تحمل اسم شاعر كبير وهو الجواهري."
يعبر خضير عن أنه في كتابته للقصيدة كأنه يقود حرباً ضد الحرف، ويصف أن هذه الحرب هي من اصعب الحروب التي يخوضها الانسان ذاكراً أن "الحديث عن التجربة يوحي بنوع من ترف النهايات لدى الشاعر، ولهذا أنا حذر من اقامة اي جلسة ادبية تخص ما اقدم، لأنني ارى أن النهاية لم تحن بعد لما قدمته من عطاءات."
أما عن تجربته الكتابية فيقول علي محمود خضير " إن اي تجربة كتابية لابد أنها تكون قادمة من الطفولة بكل انغلاقاتها، وقوقعتها، وصراعاتها الداخلية، فالكتابة هي جذر غامض قادم من طفولتي، لقد تربيت بمزاج الصغار، ولم يكن الكبار يقابلون كلماتي او تصرفاتي إلا بالسخرية والتوبيخ وهذا ما دفعني الى الانطواء بكل ما بي من خيبات في روح طفولتي، للتفجر بعد حين الى حروف."
الجلسة لم تخلُ من قصائد الشاعر التي بات يتلوها على الحاضرين، واحدة تلو الاخرى، لم تخلُ كذلك من مداخلات شعراء ونقاد للحديث عن قصيدة علي محمود خضير بصورتها الخاصة، وعن قصيدة النثر بشكل عام، حيث يقول الناقد علي فواز في مداخلة له "إن للقصيدة لذة خاصة، فهي تجربة تتشكل ببطء دقيق لكنه واضح."
حين يكون الشاعر وحيدا سيكون نافرا ومتمردا، وهذا ما يراه الفواز في شاعرية علي محمود خضر فيقول "شاعر مثل خضير ممكن له ان يكون جيلا من الشعراء ويعبر عنهم لذلك بعد 20 عاما يمكن لنا ان نتحدث عن شاعرية هؤلاء الشعراء المتمثلين بعلي محمود خضير والذين يمكن أن نعدهم من فرسان الشعر العراقي."
وختم الفواز حديثه قائلاً "أدرك بأن لعبة الشعر هي لعبة فرسان مع مجموعة من الشعراء الشباب ويجب أن ندير هذه اللعبة بشكل جيد، فالشعر ما هو إلا صناعة لذة وادراك، لا صناعة مواقف."