عُرف بأنه الناقد الاول في مجال الادب العراقي حالياً، فله من الآراء النقدية ما أهله ليكون في هذا الموقع الذي قد يضيف إليه المزيد من المسؤولية، وهذا ما دفع رابطة الثقافة الشعبية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق إلى استضافة الشاعر والناقد د.ما
عُرف بأنه الناقد الاول في مجال الادب العراقي حالياً، فله من الآراء النقدية ما أهله ليكون في هذا الموقع الذي قد يضيف إليه المزيد من المسؤولية، وهذا ما دفع رابطة الثقافة الشعبية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق إلى استضافة الشاعر والناقد د.مالك المطلبي ضمن جلسة خاصة لقراءة كتابه ( ذاكرة الكتابة ـ حفريات في اللاوعي المهمل )، والذي قدم له الناقد والباحث ناجح المعموري..
الجلسة التي أدارها الناقد د. علي حداد تضمنت تقديم المطلبي، حيث قال حداد "لا حاجة لأن اتحدث عن من هو المطلبي، فهو يتحدث عن ذاته من خلال ما يقدم، ولكني سأتحدث عن كتابه الذي تتمحور جلسة اليوم حوله." مشيراً "استغرق الكتاب 153 صفحة ، وهي مقالات انسانية ذات اسلوب ادبي ومحتويات تتوزع بين تجمعات مثقفي بغداد في المقاهي، وبعض مظاهر الانثربولوجيا العامة في ريف من ارياف الجنوب العراقي (حول مدينة العمارة) وعادات السكن في فندق بغدادي متواضع اثناء خمسينات القرن العشرين، وشيء من الذكريات الشخصية التي تمحورت في تجربة من تجارب الطفولة ذات التطلعات والفضول، العناد والنكوص."
بدوره، يذكر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الدكتور ناجح المعموري صاحب الورقة النقدية الأهم في قراءة هذا الكتاب أن "يمكن لمن ينتهي من قراءة كتاب مالك المطلبي (ذاكرة الكتابة – حفريات في اللاوعي المهمل)، ان يصنفه ضمن الانطباعات التي تتكفل بها ذاكرة الكاتب، وهي ذاكرة لم يكن قادرا على طمسها بل عمد الى ايقاظها لغويا، مهما كانت اللغة زائفة ،كما يقول، مقارنة بالاشخاص والعلامات، وبالاثار الثقافية والسياسية التي عايش الكاتب نموها منذ بداية خمسينات القرن الماضي وحتى عام 2003 ."
وأضاف المعموري "فاللاوعي الذي كان قبل ان تحفره الكتابة مهملا، باشر كلامه بلغة ثانوية (الكتابة)ولكنها مشبعة بنضج الكاتب وتملصه، الى حد كبير، من ضغط الرقابة البروتوكولية، اذا جاز هذا الوصف، فحين ياخذ الطفل (الذي هو الكاتب لا غيره) بالمغامرة في تجهيز بنطلون عشوائي، مع والده والخياط، وفي ارتداء السروال الكاريكاتيري، في المدرسة الابتدائية الجنوبية يكون المظهر حدثا يتمادى في كونه اضحوكة تعجيبية، لا يستطيع الطفل السيطرة على معناها. وفي الكتابة بعد عقود من الحادثة.. امكنه اعادتها الى جوها.. باسلوب يكاد يطابق الواقعة. ليس هو المرح ولكنه الضحك الذي يمتلئ به كيان قارئ يمتلك خيالات طفل."
ويبين المعموري أن "في الكتاب، ايضا، وصف لواحدة من الاختلاطات التي لا تنفك عن عدم الوضوح بين الحياة العامة المشتركة بين المسلمين والصابئة وبين الانفصال العقائدي في الحياة الشخصية، حين يشرب الطفل المسلم ماءً من خزان خاص بالطلبة الصابئة، فكل شيء يثور ويضطرب في هذا الطفل ابتداءً من جوفه وانتهاء بعائلته وعادات التطهير الديني بالماء الجاري وفي مثل هذه الحادثة تصيرللعقائد صياغتها الجنينية. ان القطعة الاخيرة في الكتاب، المسماة "الرقص العام" يمكن ان تكون تأملا طويلا، بسيكولوجية الجماعات بعد 1958 ." مؤكدا ان"المطلبي يشير في كتابه الى ان الخسائر المادية والمعنوية تتشارك مع المعاملات الشرعية بكل حيلها، وتخفف من آلام الزمن الماضي، لانه مضى.. هكذا ببساطة..على انّ آثاره.. لا تستطيع ان تمحو نفسها وتدلف وراء ظرفها الزمني ."
بدورة، يذكر ضيف الجلسة الناقد مالك المطلبي "أن المجتمع العراقي ذو نزعة لا ارشيفية حتى على صعيد الافراد، أما فيما يخص الشفاهية التي تنتقل الى الكتابة، فهذا يعود الى الذاكرة، فكما وجدت الذاكرة توجد الشفاهية وتوجد الطاقة الحسية داخل الانسان فالطاقة الحسية هي مستودع رهيب للذاكرة والأرشفة، ونحن لا نملك العقل الذي يذهب للمستودعات مع الاسف."