صدرت عن دار " المدى " رواية بعنوان " المرفأ وبغداد" للأديب العراقي يحيي بابان (جيان) وهي امتداد لأصداء السيرة الذاتية التي بدأها الكاتب في روايته السابقة " دلمون" عن فترة فتوته العاصفة التي قضاها في البحرين بعد هروبه من أجهزة القمع في الع
صدرت عن دار " المدى " رواية بعنوان " المرفأ وبغداد" للأديب العراقي يحيي بابان (جيان)
وهي امتداد لأصداء السيرة الذاتية التي بدأها الكاتب في روايته السابقة " دلمون" عن فترة فتوته العاصفة التي قضاها في البحرين بعد هروبه من أجهزة القمع في العراق.
إن ابراهيم بطل رواية "المرفأ وبغداد" أبعدته السلطات من دلمون(البحرين) بسبب نشاطه الصحفي، ووصل البصرة بلا هوية او جواز سفر ، واحتال على رجال الأمن العراقيين في التسلل من السفينة البدائية ، والمجئ الى بيت أخته في البصرة ومن ثم انتقاله الى بغداد حيث والديه. ويقدم "جيان" وصفا جميلا لعمل ابراهيم في الصحراء حيث لا يتطلب التوظيف توفر " وثائق رسمية". وكان لابد له من العمل لأن " حرمان الانسان من حقه في العمل يجعله جائعاً وربما متسولاً" حسب قول أبيه. والانسان بحكم كونه انساناً يُمتّع بالحق في ألا يجوع ولا يظمأ ولا يتعرى ولا يمرض بسبب الفقر.
ويلتقي ابراهيم في مقهى عارف " الشلة" من الاصدقاء القدامى وبينهم بعض الطلاب من البحرين ورفيقه الخطاط في الصحف التي كان يكتب فيها ، وراح يواصل نشاطه في الكتابة " بالقطعة" في بعض الصحف. وينقلنا الكاتب الى عوالم تاريخ العراق القديم وحضارته العريقة المنسية الآن .
فيورد عبارات من رسائل صديقه الباريسي:" قبل اربعة الآف سنة او تزيد ابدع السومريون (القوس) بعد ان اهتدوا الى ثني عيدان القصب ، ثم اصبح القوس فيما بعد اساسا في معمارية بناء السقوف البالغة العلو ، ملزمة الانسان الواقف تحتها الى رفع رأسه نحو السماء ، نحو فضاء الكنائس والكاتدرائيات..في فرنسا واوروبا القرون الوسطى ..".
وفي موضع آخر يقول : واصلت شهرزاد حكاياتها ، فهل كانت هناك مقاومة لها ولبنات جنسها ضد قرار الحكم عليهن ، معمولا به جورا بهذا الشكل او آخر حتى الآن؟" ويظهر تفسير ابراهيم لها في انها تجسد استعلاء الحاكم على المحكومين عامة والنساء خاصة.
ان مثل هذه المواضيع تشكل لب الحوار بين شلة ابراهيم من اصدقاء الصبا لدى جلوسهم في احد مقاصف شارع (ابو نؤاس) حيث يطرح كل منهم فلسفته في الحياة ومواقفه من الاحداث الجارية في البلاد في اواخر الخمسينيات، مع شرب اقداح الجعة وتناول المازة.
كما ان السياسة تشغل حيزا كبيرا من صفحات الرواية. فإن علوي احد الابطال يصف طالبات وطلاب كليته ، الصيدلة في بغداد، بقوله " انهم ينقنقون بالسياسة مثل ضفادع البستان".