بحضور جمهور متميز ومتذوق للشعر، من الأدباء والأكاديميين ورجال الدين، والمثقفين من التجار وأفراد القوات الأمنية، ضيفت جريدة (دليل النجف) الشاعر الكبير موفق محمد في قراءات شعرية، مع متابعة نقدية للشاعر والأكاديمي صادق الطريحي، وذلك في "قاعة نقوش" في فن
بحضور جمهور متميز ومتذوق للشعر، من الأدباء والأكاديميين ورجال الدين، والمثقفين من التجار وأفراد القوات الأمنية، ضيفت جريدة (دليل النجف) الشاعر الكبير موفق محمد في قراءات شعرية، مع متابعة نقدية للشاعر والأكاديمي صادق الطريحي، وذلك في "قاعة نقوش" في فندق قصر الوركاء، عصر الجمعة الفائت الثالث من الشهر الجاري. بدأت الجلسة التي أدارها بمحبة غامرة الشاعر مهدي هادي الشعلان، بكلمة ترحيبية للدكتور حيدر نزار السيد سلمان رئيس تحرير الجريدة، رحب فيها بالجميع، وخص الضيوف الذين حضروا من مدينة الديوانية لأجل الاستماع إلى موفق محمد، ومؤكداً فيها على أهمية شعره، وفنيته المتميزة، وتأثيره الواضح في المتلقين؛ لأنه يمثل هموم الطبقات المسحوقة من الناس. بعدها قرأ الشاعر آخر قصيدة نشرها في جريدة "المدى"، ثم تحدث بعده الشاعر والأكاديمي صادق الطريحي، وقرأ قسماً من ورقة نقدية بعنوان (موفق محمد الشاعر والانسان) متحدثاً أولاً عن سيرته، بوصفه مدرساً للغة العربية، ومشيراً إلى الأساليب والطرائق التي يتبعها موفق محمد من أجل إيصال المعلومات إلى الطلبة، وتنمية قدراتهم الأدبية، كاستخدامه الأمثلة الشعبية، والأبيات الشعرية المبدعة، وإعراب الآيات القرآنية، وأساليب طريفة اخرى، وأشار الناقد إلى عفّة ومهنية موفق محمد؛ لأنه لم يأخذ الدروس الخصوصية في أشد سنوات الحصار، واضطر إلى بيع الشاي في شارع أربعين في الحلة، (ولم يأكل السحت ، رزقنا الله الجنة معه، وسقانا من خمرها المختوم...) ثم عاد بعدها الشاعر إلى القراءة، فقرأ بناءً على طلب الجمهور مقاطع من ديوانه (جنائن سعدي الحلي) وقصائد أخرى من مجموعته الشعرية الكاملة، وعاد بعدها الناقد صادق الطريحي ليتحدث عن بعض الخصائص الفنية في شعر موفق محمد، قائلاً (لكنني أقرن موفق محمد مع الشاعر الإسباني العظيم لوركا، فقد وصف بأنه (شاعر شعبي) لأنه يمثل التراث الشعري لغرناطة وأغاني التروبادور، وترنيمات الأطفال، وضمّنها في شعره، فضلاً عن صلته المباشرة بمتلقيه ... وموفق محمد يشبه لوركا تماماً، يتدفق بشحنة من الرقة الكهربائية والفتنة، وقد تمثل في قصائده، القرآن الكريم، والشعر العربي، والفولكلور الشعبي، وفنون الشعر الشعبي كالأبوذية، وله مجموعة شعرية، وظف بها أغاني المطرب الشعبي الكبير سعدي الحلي، وتناول في شعره شخصيات مشهورة في المجتمع، أو أماكن أثيرة على الناس، لا ليصور هذا الشخص أو المكان فقط، بل ليصور حياة كاملة للشعب. وهو يغني في شعره أيضاً، كما يغني لوركا...)ثم قرأ الشاعر بعد ذلك قصيدته الشهيرة (بالتربان ولا بالعربان) و(الليلة الأخيرة لموفق محمد) و (ما بعد الليلة الأخيرة) ليعود الناقد صادق الطريحي لينهي ورقته، متحدثاً عن محلية موفق محمد، من خلال تصويره الأزقة الشعبية، وشط الحلة والجسر القديم ومحلة الطاق و ... فضلاً عن استخدام الشاعر للغة الحديث اليومي صاعداً بها إلى الشعرية، عن طريق الكوميديا السوداء، والمفارقة المرة، والسخرية، والإيقاع، قائلاً (إنه يذكرنا بالأدباء الكبار، الذين انتجوا أدباً عالمياً من خلال المكان والتراث والزمان المحلي.)