أشهر ثلاثة موسيقيين مجريين لامعين في القرن العشرين، هم: بيلا بارتوك (1881 – 1945) وزولتان كوداي (1882 – 1967) ثالثهم أرنو دوهناني الذي يُعرف عالمياً باسم "أرنست فون دوهناني" (1877 – 1960). ولِدَ دوهناني في مدينة براتسلافا عاصمة سلوف

أشهر ثلاثة موسيقيين مجريين لامعين في القرن العشرين، هم: بيلا بارتوك (1881 – 1945) وزولتان كوداي (1882 – 1967) ثالثهم أرنو دوهناني الذي يُعرف عالمياً باسم "أرنست فون دوهناني" (1877 – 1960).
ولِدَ دوهناني في مدينة براتسلافا عاصمة سلوفاكيا الحالية، لكنها كانت وقتها ضمن المملكة المجرية وهي مدينة متعددة القوميات (الألمانية والمجرية والسلوفاكية) كانت تابعة للمجر منذ قرون قبل أن تمنح لتشيكوسلوفاكيا بعد معاهدات فرساي سنة 1919،عندما خسرت المجر ثلثي أراضيها تقريباً. درس دوهناني في الأكاديمية الملكية للموسيقى في بودابست (تعرف اليوم باسم جامعة فرانس ليست للموسيقى)، وهي من الأكاديميات الموسيقية الشهيرة في أوروبا حتى اليوم. بدأ بالتأليف خلال سنوات دراسته، أول عمل له هو خماسية للبيانو في دو الصغير التي أعجبت برامز فقال عنها "حتى أنا ما كان في إمكاني كتابتها بصورة أفضل" كما يشاع.
حصل دوهناني على سمعة عالمية في لندن كعازف بيانو بارع بعد زيارته لها سنة 1898، ولم يبدأ القرن العشرون إلا وكان دوهناني يُعد في طليعة عازفي البيانو المهرة في العالم. بعد سنوات قضاها في فيينا وبرلين حيث كان بروفيسورا في أكاديمية الموسيقى، عاد إلى بودابست. أصبح رئيس الجمعية الفلهارمونية المجرية (1919 – 1944)، والمدير العام للأكاديمية المجرية منذ 1934 حتى استقالته في 1943. شغل خلال جمهورية المجالس المجرية عضوية مديرية الموسيقى سوية مع بارتوك وكوداي لفترة قصيرة سنة 1919 قبل أن يقضي ميكلوش هورتي على هذه الثورة الاشتراكية. ترك المجر في 1944 ووصل إلى الولايات المتحدة بصعوبة سنة 1949 ليصبح بروفيسور البيانو والتأليف الموسيقي في جامعة ولاية فلوريدا (تالاهاسي). لكن بريقه كعازف ماهر قد خبا منذ فترة، خاصة بعد التهم التي وجهت ضده بدعوى اقترافه جرائم حرب، التي لم تثبُت عليه مطلقاً، ألا أن هذا كان كافياً لكسر مسيرته كعازف شهير. ودفع عنه هذه التهم زملاؤه وطلبته من الموسيقيين اليهود قبل غيرهم.
حافظت أعمال دوهناني على الجذور الرومانتيكية في المحيط المائج للقرن العشرين باتجاهاته المتنوعة، موسيقاه تتميز باستعارة شيء من عناصر الموسيقى الشعبية المجرية الغنية، لكن بدرجة أقل بكثير من زميليه بارتوك وكوداي. تأثر بموسيقى برامز عبر أساتذته في أكاديمية بودابست.