الإهتمام بالآثار لدى المترجم  "أمير دوشي "ينعكس بمؤلفاته العديدة حول الحضارة الرافدينية ،وكتاباته عن حضارتنا السومرية، وريادتها البشرية ، من خلال منجزها الذي أفاض على الإنسانية بكل أبعاد المعرفة، والكتابة ،والأدب ،والفن ،والقضاء،  وكل المُخ

الإهتمام بالآثار لدى المترجم  "أمير دوشي "ينعكس بمؤلفاته العديدة حول الحضارة الرافدينية ،وكتاباته عن حضارتنا السومرية، وريادتها البشرية ، من خلال منجزها الذي أفاض على الإنسانية بكل أبعاد المعرفة، والكتابة ،والأدب ،والفن ،والقضاء،  وكل المُخترعات التي أنتجتها سومر للبشرية ، فقد أنجز "أمير دوشي " مؤلفات مهمة بذات الموضوع صدرت تباعاً ..( بوش في أور - الطريق الوعر إلى أور -ميكافيلي مؤمنا - أبو غريب والإرهاب والميديا- بابل أحلام المارينز- أنت كتابك ) وقد كتبت عن بعض هذه الإنجازات بموسوعة فنارات في الثقافة العراقية - دراسات نقدية ج2.

إن معرفتي بالمترجم أمير دوشي تعود إلى حقبة السبعينيات من خلال الزمالة الدراسية بثانوية الجمهورية ثم بجامعة بغداد، فكلية الآداب تقابل كليتنا وكنا نذهب معاً لأماسي إتحاد الأدباء في بغداد ،وحضور الأنشطة الثقافية ،لقد كان وما زال مولعاً بالحضارة العراقية وآثارنا ،وقد عمل مترجماً لمعظم البعثات الأجنبية التي تُنقب في أور ،وقد أدار عشرات الندوات عن الآثار من 2003 إلى اليوم في الأماسي المخصصة عن الآثار ،وآخرها الأمسية في 3/11/2016 التي قدمها البرفسور الإيطالي فرانكو مع الآثاري د.عبدالأمير الحمداني تحدثاً عن المنجز السومري الريادي والمكتشفات الآثارية تل (أبو طبيرة) ،وخصائص حضارتنا وآثارنا ..في كتاب ( إغتصاب رقيم الطين كيف نوظف الإعلام في الدفاع عن الإرث الحضاري والثقافي )الذي أعدّه وحرّره وصدر عن دار أمل الجديدة بـ  296 صفحة.تناول فيه الآثار والإعلام وكيفية المحافظة على آثارنا ،وتسويقها إعلامياً والإهتمام بها عالمياً ، فقد أحاط بالموضوع من كل جوانبه ذاكراً آراء عشرات الآثاريين ومنظري الإعلام ،مُستخدماً طريقة تعليمية بالشروحات والخرائط والبيانات والمصورات
وجاء بمقدمة الكتاب ص9 - ليس التاريخ والتراث مادة قديمة غير صالحة الا للتراكم على رفوف المكتبات وخزانات العرض بالمتاحف، بل هما ينبوع هوية متجدده ونصوص حياة حية تغتني دائما بجبهة التوعية والتعبئة والرد بالكلمة والترجمة والدراسة والقصيدة والسير والخرائط والوثائق والافلام والمسرحيات والأغاني وبالوعي. وما حصل للمتحف العراقي، وعموم المواقع الحضارية والآثارية في العراق منذ نيسان 2003، كان محاولة لسرقة التاريخ ومحو الذاكرة الوطنية تتطلب العمل على تداركها ، فما فُقد لا يُشكل تراث أمة بعينها ،وإنما تراث الإنسانية جمعاء .
في هذا الكتاب القيّم المتخصص بالإعلام والآثار نحا " دوشي " في إعداده  وتحريره الطريقة التعريفية بوظيفة الإعلام وكل تفاصيل وجزئيات العمل الإعلامي من التحرير وكتابة الخبر والتحقيق والإستقصاء وفق منظور رؤية تعليمية تنفع الدارس والمتخصص والمتلقي معاً ،مكرساً أسئلة بعد كل فصل وشروحات عن وظيفة الإعلام ،ومستعيناً بتأريخ التنقيب والمكتشفات في أرض الرافدين والبعثات الآثارية ،والمكتشفات بأور ، وريادة سومر الحضارية ، مُديناً كل الجرائم التي أدت إلى نهب كنوزنا الآثارية ،مخصصاً  صفحات  لكشف الحقائق  عما حصل من تدمير داعش لآثار العراق وحضارته بالموصل الحدباء والمدن التي إجتاحها الخراب ،وقد خصص في ص215 اتفاقية لحماية التراث العالمي  الثقافي والطبيعي أقرّها المؤتمر العام في دورته السابعة عشرة باريس 16 تشرين الثاني /نوفمبر 1972 موضحاً المواد القانونية واللوائح التي سنّها القانون الدولي لحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي وكل ما ورد من أنظمة يجب تطبيقها للمحافظة على التراث والآثار ،ثم أفرد أكثر من 60 صفحة للتعريفات لكل جزئيات الإعلام . إن هذا الجهد الكبير له منفعة للمتلقي والمتخصص والمسؤول وكل من يحب حضارة وتراث العراق . الشعوب الحية تهتم بحضارتها وآثارها وتعدها أهم الموارد المالية فضلاً عن تطوير مرافقها الدائمة ،وتشجيع التنقيب والبعثات التنقيبية ،وإدامة المتحاف ،والأماكن الآثارية بمستلزمات السياحة ،والإعلام أحد الأركان التي تُسهم بتسويق الآثار الوطنية.