في جلسة احتفائية حوارية أقام دار انانوكي للثقافة والفنون لرواية القاص والروائي جهاد مجيد المعنونة "أزمنة الدم" والصادرة مؤخراً عن دار الرافدين / بيروت أدارها القاص حسين رشيد، تحدثت فيها الناقدة د. نادية هناوي والكاتب والناقد حسن عبدالحميد عن أه
في جلسة احتفائية حوارية أقام دار انانوكي للثقافة والفنون لرواية القاص والروائي جهاد مجيد المعنونة "أزمنة الدم" والصادرة مؤخراً عن دار الرافدين / بيروت أدارها القاص حسين رشيد، تحدثت فيها الناقدة د. نادية هناوي والكاتب والناقد حسن عبدالحميد عن أهمية الرواية وتقنياتها الفنية وثيمة الحدث السردي، بمشاركة ومداخلات من الحضور ...
في بداية تقديمه الجلسة ذكر رشيد أن رواية أزمنة الدم تُعد عملاً مكملاً لما بدأه مجيد في مشغله الروائي الذي تمثّل بثلاث روايات سابقة: حكايات دومة الجندل (الصادرة عام 2004) ـ الهشيم (الصادرة عام 1974) ـ تحت سماء داكنة (مكتوبة عام 1979 دون صدور سابق. مبينا: انه قد ابتدأ قاصاً حيث اشترك في المجموعة القصصية (الشمس في الجهة اليسرى) عام 1972 وأصدر لاحقاً مجموعتين قصصيتين هما (الشركاء/ 1988) و(الرغبة السامية/ 1989). بعدها أشار المقدم الى ولع مجيد بالتجريب السردي في مجمل أعماله الروائية اضافة الى تناوله التاريخ وتضمينه بمهارة في تلك الاعمال التي تمثل موقف الروائي السياسي. ليفسح المجال للناقدة هناوي التي سبق وأن نشرت كتاباً بعنوان ( منازع التجريب السردي في روايات جهاد مجيد) للحديث عن الرواية المحتفى بها أزمنة الدم إذ بيّنت : تأخذ المفارقة الزمنية صيغة الاسترجاع على شكل حلم فيتداعى التاريخ القديم في ذهن السارد/ المرشد الآثاري مع تداعي حركة الزوار في المكان، ثم تنقلب الأحداث مشوشة خط السرد الاسترجاعي بسرد استباقي تظهر فيه شخصية ايسول كاهن المعبد الميزوبوتامي وهو يخاتل السارد بين الفينة والأخرى ليبدو بلحم ودم في هيأة شبيهة بهيأة عداي الخليف الشخصية التي تشارك السارد المكان نفسه» سيبطئ سيره ويقف عندها يطرق الباب ثم يصحبني الى المعبد ثم الى المنبر ودكة المذبح فمدافن الصبايا الأضاحي إلى مطامير ناشيبال. لافتة: الى رواية أزمنة الدم وعبر سحبها التاريخ الى الحاضر تبيّن مدى براعة كاتبها في تبنى خط التجريب الذي برع وأجاد فيه وبشكل خاص في هذه الرواية التي اعتمدت التاريخ ثيمة أساسية. مشيرة: الى ان الرواية تمتاز ايضا بتعدد تقنيات السرد ضمن الحدث الرئيس والأحداث الثانوية والى التعاضد السردي في كل انتقالتها.
وحول سؤال مقدم الجلسة عن جملة مجيد السردية بيّنت هناوي: انها جملة رصينة قوية تدل على ثراء الكاتب اللغوي وخزينه المعرفي في ما يكتب. مشددة على ضرورة دراسة اعمال جهاد مجيد الروائية من قبل النقاد.
في سياق تقديمه الكاتب حسن عبدالحميد ذكر مقدم الجلسة ان الكثير من النقاد يخشون الدخول الى عوالم جهاد مجيد السردية ان كان لصعوبة لذلك الولوج او للكسل او لموقف بعضهم من مجيد الذي عُرف بمواقفه النقدية من بعضهم وهذا ما اكد عليه عبد الحميد في مستهل مداخلته التي بيّن فيها المضمور من الرواية وبُعدها السياسي والفسحة الكبيرة التي أوجده مجيد لعمله السردي هذا. مشيرا وضمن اختصاصه الى غلاف الرواية الذي عدّه بمثابة قراءة تفصيلية مختصرة لعوالمها الغزيرة. لافتاً: الى خصوصية جهاد مجيد في السردية العراقية وبشكل خاص رواية (دومة الجندل) التي عدّها واحدة من اهم الرويات العراقية.
واسترسل عبدالحميد بحديثه: ان الكاتب استثمر التاريخ والمثيولوجيا بشكل بارع في هذا العمل من خلالها وجود ترابط بينهما عبر الزمن وسيل الدماء الذي انتج عنوان الرواية (أزمنة الدم). مؤكداً: ان الرواية تدخل بقوة حسب مسار توصيفات روبرت شولتز (الرواية والتاريخ) . مشيرا الى أهمية تضمين الاثار وحارسه في العمل الذي يُعد بمثابة حارس لتاريخ عبر آثاره الممتدة لآف السنين. ختام الجلسة كان مداخلات لكل من د. عقيل الناصري والقاصة د. إرداة الجبوري.