أكد الباحث والمفكر الدكتور علي طارق أن التفكير المنظومي لدى الإنسان بحيث يكون قادراً على الرؤية المستقبلية دون أن يفقد جزئياته الشاملة لموضوع مثلما أكد في المحاضرة التي أسلقها في الملتقى الفلسفي وحملت عنوان (التفكير المنظومي والتعليم ) ان التعل
أكد الباحث والمفكر الدكتور علي طارق أن التفكير المنظومي لدى الإنسان بحيث يكون قادراً على الرؤية المستقبلية دون أن يفقد جزئياته الشاملة لموضوع مثلما أكد في المحاضرة التي أسلقها في الملتقى الفلسفي وحملت عنوان (التفكير المنظومي والتعليم ) ان التعليم تقدم مفاهيم أو موضوعات أي مقرر منفصلة عن بعضها البعض بحيث تؤدي في النهاية إلي ركام معرفي هائل غير مترابط.
في بداية الأمسية قال مقدمها الدكتور سليم جوهر إن التفكير ينطوي على صلة متعالية بين الأشياء من خلال عملية إعادة لإنتاج المفاهيم بلغتنا بفهمنا برؤيتنا. هذه الإعادة إنتاج المفاهيم تعني وضع المفهوم في صياغته التاريخية التي تقوم بالزمان والمكان اي التفكير بهذا المنظور يحررنا من الأُطر الحاكمة للفكر من استبداد التأويل الرعوي الأبوي، ويضيف ان التفكير هو التحرير على صعيد المفاهيمي الذي نقف عليه. من هنا ننطلق للبحث في التفكير المنظومي للخروج من استبداد التفكير الخطي السند على أحادية السبب والنتيجة والتفكير اﻻختزالي. ويوضح ان التفكير المنظومي هو التفكير الدائري او التفكير التأملي لأنه قد يظهر المفهوم الحاكم بشكل جديد. يظهر لنا الوحوه غير المنظورة والجانب المهمش .
وبدأ الباحث والمفكر الدكتور علي طارق محاضرته بالقول ان التفكير المنظومي هو آية من الآيات الإفاقية والأنفسية ، فهو لا يحتاج الى اثباتات وادلة فهو ظاهر بنفسه بشرط ان نرغب برؤيته، وتابع ان التفكير المنظومي هو منطق الكل والاجزاء فلسفيا اكتشف على يد ادموند هوسرل مؤسس الفنومنولوجية (الظاهراتية ) التي تعتبر الآن أساس ومنهج البحث النوعي دينيا من خلال القرآن، الذي سمي بالاسلام علميا من خلال فيزياء الكم، نحن الان نعيش في عصر التفكير المنظومي ويشير الباحث الى ان من أهم أهداف الأخذ بالمدخل المنظومي انماء القدرة على التفكير المنظومي لدى الإنسان بحيث يكون قادراً على الرؤية المستقبلية الشاملة لموضوع دون أن يفقد جزئياته وكذلك انماء القدرة على التحليل والتركيب وصولا للإبداع الذي يعد من أهم مخرجات أي نظام تعليمي ناجح . كما يستهدف الأخذ بالمدخل المنظومي تنمية التفكير المفتوح بحيث يكون تفكيرا من واقع إدراك ووعي شامل بأبعاد المشكلة أو الموقف الذي يواجهه الشخص فينطلق من منظور" كلي " ومن علاقة الكل بالجزء وعلاقة الأجزاء ببعضها البعض وعلاقة كل منها بالموقف الكلي ،ولا يتوقف عند مجرد تحليل الجزئيات وتجميعها.. لافتاً الى ان التفكير المنظومي يتضمن ادارة عمليات التفكير والتفكير في التفكير، كما أنه يتطلب مهارات عليا في التفكير من تحليل الموقف ثم إعادة تركيب مكوناته بمرونة مع تعدد طرق إعادة التركيب التنظيمي في ضوء المطلوب الوصول إليه..ويمضي بقوله ان التفكير المنظومي يستخدم في الرياضيات في قراءة الأعداد الكبيرة وفي اجراء العمليات الحسابية والجبرية والتحليلية وفي العمليات الهندسية وفي البراهين علي المسائل والنظريات الرياضية بصفة عامة بعيدا عن القولبة الآلية والنمطية والخطية غير المثمرة..مبينا إن الواقع التعليمي يظهر أن التفكير الخطي هو السائد في مدارسناـ حتى الآن ـ في عمليات التعليم والتعلم مما ولد وعيا خطيا يختزل كل الأوجه في وجه واحد. وعن النتائج يقول الباحث: انه من وجهة نظر الرياضيين نظام مستقل ومتكامل من المعرفة وتستخدم الأنظمة التجريدية التي تدرسها كنماذج تفسر بعض الظواهر الحسية، فالهندسة الإقليدية مثلاً تعتبر نموذجاً رياضياً للفضاء المادي الذى نعيش فيه. وتشير الأدبيات ووقائع المؤتمرات المرتبطة بتطوير مناهج الرياضيات وتربوياتها إلى أنه قد حدث تغيّر فى " ماهية" الرياضيات وطبيعتها وتطبيقاتها، فلم تعد الرياضيات قاصرة على العــدد والشكل.