لم تكُن هذه مجموعته الشعرية الأولى، فقد سبقها عدد من المجاميع الشعرية التي صدرت في سنوات مختلفة، مثل " أزهار بلون فجيعتي" و " القيامة" وغيرها، لتجيء هذه المجموعة متربعة على عرش اصدارات كثيرة سابقة، لأختلافها تماماً عن سابقاتها، حيث
لم تكُن هذه مجموعته الشعرية الأولى، فقد سبقها عدد من المجاميع الشعرية التي صدرت في سنوات مختلفة، مثل " أزهار بلون فجيعتي" و " القيامة" وغيرها، لتجيء هذه المجموعة متربعة على عرش اصدارات كثيرة سابقة، لأختلافها تماماً عن سابقاتها، حيث إحتفى نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق بالشاعر جابر السوداني الذي وقع مجموعته الشعرية الجديدة " وافدة الفجر" صباح يوم السبت الفائت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.
قدّم الجلسة الناقد زهير الجبوري قائلا "هكذا هو دائما جابر السوداني مترع بالحب ، بل هو (كوكب عشق يدور حول دموع الشعراء يفيض قلبه بالحنين بالوجع لأيام خيبات عاش تفاصيلها في محطات دوّنها تاريخه ."
ويضيف الجبوري " طوف بنا السوداني في عوالمه ضمن انماط الغربة وهو يتشرب بالأدب عزاءً عن وطن يوقظه وجعاً، ليخط كلمات متمردة ثائرة، بأسلوب عذب، مغاير تماما عمّا قدمه من مجاميع شعرية، ولكنه يُفاجئنا دائما بجديده، فيثبت السوداني بأنه أهل للاحتفاء مع كل ولادة جديدة لمجموعاته."
الشاعر جابر السوداني لم يتحدث كثيراً عن مجموعته الجديدة، حيث أمتع مسامع الحاضرين ببعض من القصائد التي القاها خلال الاحتفالية، وذكر السوداني " اني سعيد جدا بأن اعتلي منصة الجواهري، التي طالما احتضنت شخصيات معروفة وبارزة أدبيا وفكريا وثقافيا."
وأضاف السوداني " دائما ما احاول ان اثبت للقارئ ان القصيدة أشبه بواسطة نقل تأخذ القارئ الى مديات اوسع وابعد عن النقطة التي يقف فيها قبل ركوبة تلك الواسطة ويتوقف عند المدى الذي يصل اليه من خلال ركوبه هذه الواسطة، على اختلاف نوعها وقدرتها الدافعة للشعور والوعي على الانطلاق نحو تخوم الشعر ومَن قام في رحلة اخرى تختلف قدرتها على التحفيز، وذلك لما تكمنه القصيدة من مخلوقات اللاوعي في أعماق النفس."
ويؤكد السوداني ان " الانطباعات التي تركها في القصيدة تعد وسيلة لبقدم بعد ذلك ما يشاء لبلوغ مداه وبعد ان تطأ قدما القارئ الارض والعودة من رحلته التي أخذته بها القصيدة."
كما يشير الكاتب والشاعر قيس مجيد قائلا " أن النقاط التي يؤشر لها الشاعر السوداني وينسبها لنفسه في قصيدته هي واحدة عبّرت عن حزنه وفجيعته، فنحن القراء لا نفاصل كثيرا بالقصائد، بل لنا ظاهرها، ونتعامل مع ما يعنيه الشاعر، لهذا يجب ان يكون ظاهر القصيدة سطحاً صقيلاً."
ويضيف مجيد " نتلمس من ذلك التماهي مع عتبة قصائد السوداني، ذات التعبير الحالم المشوب بالحزن، والعذب المشوب بالتمرد، فهو ثائر تارة وساكن تارة اخرى ، بهذا وكما عودنا جابر السوداني ان له قدرة خيالية على جرِّ مشاعر القارئ خلف قصيدته، جاعلاً إياه متمسكاً بها، لأنها تتناغم وروحية القارئ بهدوءها وثورتها بسكونها وضجيجها."
واختتم مجيد آراءه قائلاً " لم تكن مجموعة السوداني الشعرية تلك الوحيدة التي تميزت بذلك ، بل ان مجاميعه السابقة حملت ذات النسق، حتى صار القارئ يتعرّف على كلمات السوداني منذ قراءة أولية لها."