ضيّف نادي الكتاب في كربلاء، الشاعر العراقي الحلي جبار الكوّاز والذي تحدث عن تجربته الشعرية ومسيرته الطويلة في مضمار الأدب, كانت أمسية من أنجح الآماسي التي أقامها النادي، واستمرت لأكثر من ساعتين وقدمها الشاعر الدكتور عمار المسعودي.الكواز قال في حديثه:
ضيّف نادي الكتاب في كربلاء، الشاعر العراقي الحلي جبار الكوّاز والذي تحدث عن تجربته الشعرية ومسيرته الطويلة في مضمار الأدب, كانت أمسية من أنجح الآماسي التي أقامها النادي، واستمرت لأكثر من ساعتين وقدمها الشاعر الدكتور عمار المسعودي.
الكواز قال في حديثه: كيف لي أن ادخل عالم الشعر بعد سنوات طويلة خضتها مقلداّ لنماذج قديمة وحديثة في الصبا والشباب ومقتحماً عنفوان جوهر الشعر الذي لا يقف امامه حدٌّ أو تعريف.. وأضاف لقد كتبت القصيدة التقليدية وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، ووقفت حائراً وأنا أخوض غمار عالم انتميت له بقوة وضحيّت من اجل ذلك الانتماء تضحيات جسيمة أصابت في بعض الأحيان، جدوى حياتي وقيمتها، وانا اسدر بجنون الشعر غير عابئ بما يقوله البعض من آراء لا تسندها إلا رؤيتهم الجامدة أحياناً والاجتماعية في اكثر الأحيان، حتى بتّ مؤمناً أن مشهدنا الابداعي العراقي يتسيّده الحكم الاجتماعي ويتغلب دائماً على الحكم الفني.. ويشير الكواز ولأنني مؤمن بجدوى الشعر وبقدرته السحرية في الكشف والتأويل وصناعة الواقع الثاني على انقاض الواقع الأول المهدم فعلاً، سكنني التجريب طويلاً في غاية للوصول الى نصّ ينتمي لي ببصمة خاصة اجتهد بصياغتها رغم صعوبة الأمر في واقع مملوء بالشعر والشعراء.
ويبيّن بدأت محاولاتي الأولى في تسعينات القرن المنصرم، بتشجيع الناقد (عباس عبد جاسم) وحثّ محب حدث ذلك بصورة مفاجئة حين قرأت له نصوصاً من مجموعتي المخطوطة ( دفاعاً عن الظل) التي طبعت بعد ذلك في عام 1993 حيث بدأت ارسال نصوص لمجلة الأقلام، فنشرت لي نصاً طويلاً من ثماني صفحات بعنوان (اشراقات) وهو أمر نادر الحدوث في مجلة كالأقلام وكان ذلك بدفاع مستميت من قبل صديقي الشاعر المرحوم (رعد عبد القادر) واعقبتها بعد ثلاثة اعداد بنص( الغابات العرجاء) وتوالت النصوص في الصحف المحلية والعربية وكل تلك النصوص هي (نصوص مفتوحة) تتداخل الأجناس الادبية فيها ففيها كلّ شيء لتشكل سبيكة جديدة غير مألوفة ثم كان الانجاز الاكبر بصدور (ورقة الحلة) وهو كتاب بنص مطول واحد اعتمدت فيه على آلية الهامش والمركز واعتماد الوثيقة والشواخص والرموز التاريخية، اضافة الى شبكة من النصوص القصيرة التي تشكل نص النصوص كقلادة جمالية تضمّ الحواشي والهوامش والمراكز لصياغة تبادل بينها لتكوين مركزية للتشظيات القولية لتصرخ صرخة الاحتجاج على ما آلت اليه الحلة من ظلم وتهميش والغاء لحاضرتها بقصد معلوم.. ويمضي الكوّاز بقوله إن، نصوصي التي نشرتها في صحيفة ( الاديب) البغدادية قد افصحت نصوصاً مميزة باعتراف كل من كتب عليها نقداً، وهي مقالات كثيرة نشرت عراقياً وعربياً وتوالت الاصدارات فطبعت (ورقة للحلة) اربع طبعات مع طبعة خاصة ملحقة بترجمة كاملة الى اللغة الانكليزية، انجزها الدكتور (حسين علوان حسين) ببراعته المعروفة واصدرت ( اقول انا واعني انتِ) و(مَن آلضاحكُ في المرآة؟!) و(ما أضيق الغابة! ما أوسع الظلال! ) و(صعوداً الى ثريا الانهار) وكل هذه المجاميع جاءت نصوصاً نثرية وفق ما اطلق عليها (نصوص مفتوحة) انا الآن، اخوض تجربة متابية جديدة وصلت اليها بقناعة تامة جاءت من سؤال وجهته اليّ كشاعر امضى اربعين سنة على اصدار ديوانه الاول (سيدة الفجر) 1978 تُرى، اين انت ايها الشاعر الكهل من عالم زاخر بكل جديد؟ هل تبقى على سبيلك الجديد منذ انجزت (ورقة الحلة) أم ستنقّب بوعي وقوة للوصول الى ما تحلم به وانت تردد دائماً (ما يأتي لا أريده وما اريده لا يأتيني) وقرأت مجاميعي كلها قراءة واعية وجادةّ حاولت أن اسبر غور حياتي التي مضت في كتابة الشعر، واكتشفت انني ومعي الكثيرون، لم نكن قريبين من عالمه المدهش المترع بالجمال، لأننا كنا نقدم الواقع للقارئ مبرقعاً بستار لا تستطيع إلا أن يراه المتابع كاملاً، وأنا أرى وهذا رأي خاص بي عن قناعة بعد تجارب عديدة ومتنوعة، أن الشعر الذي يقدم الحقائق كاملة يخون جدواه في صناعة الجمال والدهشة وهو مطالب بأن يقدمها مخرومة أو ناقصة لتكتمل من خلال القارئ ناقداً أم متابعاً أم متذوقاً، ولهذا بدأت بكتابة نصوص اسميتها (محاولات) وفيها مزج وتداخل اجناسي ولغوي ولعب على التداخل التاريخي بالأسطوري العام والخاص، التبئير والسرد الخيال والجنون والاقتراب المخفي من جوهر الأشياء ووقائع الحياة، وهي ما ستكون نصوص مجموعتي المقبلة التي ستصدر قريباً.