قدم الدكتوران عمار الياسري وعلاء مشذوب، محاضرة في الملتقى الفلسفي بكربلاء حملت عنوان (فلسفة الصورة في الخطاب السينماتوغرافي للفيلم القصير) الفيلم القصير: ضجيج الذاكرة. أنموذجاً.. وقد شهدت الأمسية مناقشة فاعلة في فلسفة الصورة والحرمة الفنية التي مثلما

قدم الدكتوران عمار الياسري وعلاء مشذوب، محاضرة في الملتقى الفلسفي بكربلاء حملت عنوان (فلسفة الصورة في الخطاب السينماتوغرافي للفيلم القصير) الفيلم القصير: ضجيج الذاكرة. أنموذجاً.. وقد شهدت الأمسية مناقشة فاعلة في فلسفة الصورة والحرمة الفنية التي مثلما شهدت عرضاً لفيلم ضجيج الذاكرة إجرائية، للمخرجة السورية كوثر معراوي، لتكون واحدة من الآماسي الجميلة التي شهدها الملتقى.
قدم أولاً الدكتور عمار الياسري، ورقة نقدية قال فيها، تعد الصورة ومنذ كينونتها الأولى، بنية دلالية مكتفية بذاتها حاملة لمعاني شتى وموجزة لمقولات عديدة.. لذا هي عبارة عن تمظهر فلسفي أو تمثلات فلسفية في بنية صورية.. وأضاف أن، الفيلم القصير يعد أحد تمثلات الخطاب السينماتوغرافي، وبالتالي هو عبارة عن بنية صورية متحركة لها فلسفتها ومحمولاتها الدلالية.. ولفت الى أنه سيحاول إبراز المحمولات الفلسفية والدلالية في بنية الفيلم القصير وطرق اشتغالها عبر تفكيك الثلاثي الجدلي، الشكل والسرد واللغة السينمائية على وفق تطبيقات. وبيّن أن، الفيلم القصير هو شكل سينمائي له كينونته الخاصة وسماته المتجسدة من خلال الشكل ومن سماته.فيما قدم الدكتور علاء مشذوب ورقة، أوضح فيها أولاً معنى العنوان – فلسفة الصورة في الخطاب السينماتوغرافي للفيلم القصير– اصطلاحاً هو ما يريد قوله مخرج العمل عن طريق الصورة المتحركة الى المتلقي بشكل مباشر. أما لغوياً فلئن كانت تعاريف الفلسفة أن تتعدد بتعدد الفلاسفة فلا يمنع أن نحصرها في قسمين كبيرين، أحدهما الاستشكالية: وهي تتبنى على تحديد مضمون الفلسفة، إذ تعرّف بكونها جملة من الإشكالات والأمثلة التي يتولى الفيلسوف إثارتها ويجتهد في الجواب عنها أو جملة من الحقائق والنتائج التي يتولى طلبها ويجتهد في استنباطها، والقسم الثاني هو قسم التعاريف الاستدلالية: وهي تنبنى تحديد منهج الفلسفة إذ تعرّف الفلسفة بكونها طريقة في البحث تختص بممارسة الاستدلال المنطقي والنظر النقدي. واضاف انه، لما كانت الصورة المتحركة تنتمي الى الفلسفة الاستدلالية التي تختص بممارسة الاستدلال المنطقي والنظر النقدي، ما يصبغها بصبغة  كونية وعالمية. وذكر انه يمكن تعريفها: هي ذلك السيل المتدفق من الإلكترونات يبث من خلال الشاشة التلفزيونية، سواء أكان ذلك البث عبارة عن مادة حياتية واقعية، أم ما يشكله الخيال من أعمال درامية. أ
وتابع أن، اللغة الفلمية مبنية على (الصورة - الفكرة) هي أقل غموضاً من اللغة المنطوقة، وأنها تذكرنا بدقتها باللغة الحسابية ولهذه الأسباب المتعددة أرى أنه يمكننا أن نقول إن، السينما أكثر من أية وسيلة أخرى للتعبير الجمالي، هي لغة الوجود والكينونة، وأنها ربما كانت اللغة المثلى، وانها فوق ذلك وبوضوح شديد هي ذاتها وجود. وبقدر ما تستطيع السينما – مثل كل الفنون الأخرى– أن تخدم نقل الأفكار، فهي في الواقع وسيلة نقل وتعبير ولغة . فعند كروتشه أن، علم الجمال وعلم اللغة هما علم واحد : لكي يكون علم اللغة في الحقيقة علماً مختلفاً عن علم الجمال، فإن عليه ألا يكون موضوعه التعبير، الذي هو الفعل الجمالي ذاته، وعلى ذلك يبدو أن من نافلة القول أن نبيّن أن اللغة هي تعبير ... ومن الممكن دائماً أن نرد المسائل الخاصة بعلم اللغات الى شكلها الجمالي... أن فلسفة اللغة وفلسفة الفن هما شيء واحد.