ضيّف نادي الكتّاب في كربلاء، الشاعر والاعلامي والباحث ماجد الخيط، ليقدم محاضرة حملت عنوان (أصول لهجة كربلاء) وهي دراسة عن اللهجات المحكية في الوقت الراهن، وما تتمتع به من تغاير وتميّز عن بقية اللهجات الأخرى في العراق، مثلما تحمل تشابهاً.في بداية الأم
ضيّف نادي الكتّاب في كربلاء، الشاعر والاعلامي والباحث ماجد الخيط، ليقدم محاضرة حملت عنوان (أصول لهجة كربلاء) وهي دراسة عن اللهجات المحكية في الوقت الراهن، وما تتمتع به من تغاير وتميّز عن بقية اللهجات الأخرى في العراق، مثلما تحمل تشابهاً.
في بداية الأمسية.. قال مقدمها الباحث حسن عبيد عيسى، إن دراسة اللهجات تشكّل مجالاً بحثياً متميزاً، فالعرب قبل الجاهلية، عرفوا واحدةً وعشرين لهجةً، وأضاف أن هناك اختلافاً بين الباحثين، فيما إذا كانت اللهجة لغة أو هي تحريف للغة، وإن اللهجة هي استعمال خاص للغة، في بيئة معينة، وأشار الى أن الرحّالة والتجّار، ساهموا في تعميق اللهجات وابتعادها عن لغاتها الامّهات، وبيّن أنه اذا ما أخذنا كربلاء، فإن عشرات الملايين من مختلف اللغات واللهجات، يزورونها سنوياً، وفيهم التركي والمغولي والفارسي والافغاني وناطقون بعشرات بل مئات اللغات واللهجات الآسيوية والإفريقية.. وذكر أنه حتّى نعرف اهمية دراسة اللهجات، فإن بريطانيا كانت أسّست معهد شملان في لبنان لتدريب جواسيها، وأن كل اللهجات العربية، كانت من بين الدروس التي يتقنها اولئك الجواسيس.. وأن المستشرق الوا موسيل كان يقول (تكلم أمامي لأخبرك من أيّة مدينة عراقية أنت).
وتحدث بعدها الباحث الخياط، عن محاضرته وقال إن، لكل دولة لغة خاصة بها أو مشتركة مع غيرها، فإن لكل مجتمع، وإن كان صغيراً، لهجة خاصة به أو مشتركة مع غيره في اللغة الواحدة نفسها.. وأضاف، تعد كربلاء إحدى المدن العراقية التي امتازت مثل غيرها من المدن العراقية، بامتلاكها لهجة خاصة بها، وإن كانت قريبة بعض الشيء من لهجة العاصمة بغداد، ومحافظات الفرات الأوسط، إلا أن لها ميزاتها الخاصة التي تجعلها تختلف عنها. وأشار خلال بحثي وجدت، إن في كربلاء نفسها، هناك اكثر من لهجة، فلا نستطيع على وجه الإطلاق، أن نطلق على كل من يتحدث في كربلاء على أنه يتحدث اللهجة الكربلائية، فلهجة قضاء عين التمر تختلف عن لهجة كربلاء المدينة، وكذلك الحال بالنسبة الى لهجة قضاء الهندية، بل أن هناك لهجات خاصة بقبائل، معقلها بكربلاء سميّت باسمهم مثل (لهجة المسعود) والخاصة بقبيلة المسعود التي تسكن شرق المدينة، وهناك لهجات خاصة بالمناطق التي تسكن بها شريحة معينة من المجتمع، مثل لهجة ناحية الجدول الغربي، وهكذا تتعدد اللهجات من مكان الى آخر.. وأشار الى أن ما قام به، هو جزء من كتاب الذي خصصت جزءاً كبيراً منه الى معجم اللهجة الكربلائية، الذي يبيّن مفردات مستعملة في اللهجة الكربلائية، وأصول هذه الكلمات في المعجمات العربية القديمة، وكيف كانت تنطق وما هو معناها وكيف تطور المعنى ودلالاته في يومنا هذا، فضلاً عن الاستشهاد على هذه الكلمات بأبيات شعرية من موروث وحاضر الشعر الشعبي، الذي نظم على لسان شعراء من كربلاء.
وأفاد خلال بحثي عن الظواهر اللهجية في لهجة كربلاء مقارنة مع الظواهر اللهجية في اللهجات العربية القديمة، وجدت أن لهجة كربلاء المدينة تقترب كثيراً من لهجة قبيلتي تميم وأسد قديماً، وكلما ابتعدنا عن مركز المدينة، ذهبت اللهجة وتقترب من لهجة الحجاز. وتابع كما لمست، أن هناك ظواهر جديدة، تشبه ظواهر لهجية قديمة إلا أنها تختلف في المضمون، فظاهرة (الطمطمانية) والخاصة ببني حمير في اليمن وهي إبدال لام (ال) التعريف بالميم تشبه لفظ قبيلة المسعود في كربلاء للام أل التعريف من حيث مكان الاستعمال مع الحروف القمرية والشمسية، ولكن المسعود يبدلونها ألفاً بدل الميم، فمن الممكن أن نطلق عليها مصطلح (طمطمانية المسعود).ويمضي بقوله، كما وجدت أن ظاهرة الكشكشة القديمة المعروفة، بإضافة الشين بعد كاف الخطاب للمؤنث، تشبه من حيث الإضافة الى طريقة إضافة الشين في لهجة سكان قضاء عين التمر، الذي يقع غرب المدينة، إلا انهم يضيفونها الى الأفعال بشكل مطلق، ومن الممكن أن نطلق عليها مصطلح (كشكشة شثاثة) وهو اسم منطقة عين التمر القديم. ولفت أن هناك ايضاً كلمات وافدة على اللغة العربية من اللغات الأخرى والمستعملة في اللهجة الكربلائية، وهناك أيضاً كلمات من اللغات العراقية القديمة مثل الآرامية والأكدية.