ضمن الانشطة الثقافية التي تقام على هامش معرض أربيل الدولي للكتاب في دورته الثانية عشرة، اقيمت جلسة مسائية حملت عنوان (دور الإعلام في مواجهة خطاب الكراهية) أدارها الاستاذ (عبدالحسين رمضان) الذي تحدث عن مفهوم الكراهية في الإعلام العراقي والذي سوّقت له
ضمن الانشطة الثقافية التي تقام على هامش معرض أربيل الدولي للكتاب في دورته الثانية عشرة، اقيمت جلسة مسائية حملت عنوان (دور الإعلام في مواجهة خطاب الكراهية) أدارها الاستاذ (عبدالحسين رمضان) الذي تحدث عن مفهوم الكراهية في الإعلام العراقي والذي سوّقت له المؤسسات الإعلامية التي تروّج لأجندات معينة، تعمل على تمزيق اللحمة الوطنية مطالباً، وسائل الاعلام، بضرورة ممارسة دورها المهني في نقل الحقيقة دون لثام.
الإعلامية والكاتبة سعاد الجزائري، أشارت الى انحدار مستوى خطاب الكراهية، والذي يبدأ من انحدار الوعي المجتمعي في البلاد، الذي جعل المجتمع يلهث خلف الطائفية التي اجتاحته وضاقت حلقاتها حتى جعلت الصراعات والازمات تجتاح المكوّن الواحد من محاور عدّة. مضيفة: أن الذنب الاكبر في هذا الشأن تتحمل وزره المؤسسات الاعلامية غير المستقلة، والتي أجّجت روح التخندق بين مكونات البلد المتنوعة. كما أن هناك أيادٍ خارجية سخّرت بعض المؤسسات الإعلامية في البلاد، لتحقيق اغراض دنيئة تضرّ بمصلحة الدولة والمجتمع العراقيين على حد سواء كما ترى.
فيما ذكرت استاذة الاعلام في جامعة بغداد كلية الإعلام د.سهام الشجيري، في معرض حديثها عن دور الاعلام في محاربة الكراهية الى قيامها بإعداد بحث بهذا الصدد، شمل مراقبة انشطة وبرامج مجموعة من المؤسسات الاعلامية العراقية التي تحاول بطريقة أو بأخرى اذكاء الفتنة بين مكونات المجتمع العراقي، عبر قيامها بصناعة نجوم وصفتهم بالسلبيين، وهم قادة لمجاميع مسلحة وإرهابية، كما أن تلك المؤسسات، أسهمت في زيادة الإحساس الجمعي بالخطر لكافة مكونات البلاد، عبر رفعها لمستوى الخطاب الطائفي كذلك تسييسها للجانب الديني. متابعة وذلك من خلال استحضار وقائع دينية ومذهبية تسببت في خلق ازمات طائفية في مناطق واحياء مشتركة المذاهب. ناهيك عن استخدامها للغة صدامية عالية تتحدث بلغة الأنا (نحن * هم ) كل ذلك أدى الى ظهور وسائل اعلامية جديدة لا تمتلك أيّاً من مقومات المهنية .
المداخلات
أولاً: رجب كاكي من الطائفة الكاكائية: الإعلام اصبح إحدى أدوات العنف في البلاد
ج – سعاد الجزائري : هنالك اسباب عدة جعلت من وسائل الإعلام احدى الادوات التي نمت العنف في العراق بطرق مختلفة، لكن علينا تحييد بعض المؤسسات التي كان دورها مشرقاً في هذه المسألة. اما عن مساهمة الإعلام في زيادة العنف، بل اصبح يسوق لثقافة العنف دون أن يعي، فالأمر مرهون بإمكانية القائمين على المؤسسات الاعلامية التي يدير القسم الأكبر منها أناس بعيدون عن هذه المسألة.
ثانياً: كيف يمكنننا مواجهة فكر الكراهية
سعاد الجزائري: للأسف وصلنا اليوم الى مستويات متدنية في اطلاق المصطلحات التي تدعو لإلغاء الآخر بعد أن اصبحت مفرداتها تطرق مسامعنا في الأماكن العامة، بعد أن كنا نخشى من أن نتحدث بها مع انفسنا واصبحت مألوفة للجميع. نحن بحاجة الى وقت طويل وجهد مضاعف للحد من هذه الظواهر ومن ثم معالجتها...
ثالثاً: ماهو دور المؤسسات الاكاديمية التي تعنى بالجانب الإعلامي في إعداد كوادر مهنية تسهم في إصلاح الوضع القائم
سهام الشجيري: إن الخراب الذي يشهده العراق اليوم، يشمل جميع المؤسسات الحكومية، حيث يبدأ من خراب المنظومة السياسية التي حشرت السياسة في جميع أروقة ومؤسسات الدولة، حتى الاكاديمية منها لتقتحم المحاصصة الحزبية والطائفية الجامعات والكليات وتهدم ما بناه السابقون، الأمر الذي جعلنا نقاتل منفردين، بمواجهة من يملكون كل شيء
.
مداخلة :
الكاتب والإعلامي برهان الشاوي، رئيس هيئة الإعلام والاتصالات السابق، خلص في مداخلته الى أن الموضوع الذي تتحدثون عنه هو من المواضيع الشائكة والمعقدة الذي لا يمكن إيجاد الحل المناسب له في جلسة مثل هذه، لكنني اريد ان اقدم رؤيتي عن الموضوع، فأنا غير متفائل اطلاقاً بدور وسائل الإعلام في البلاد، فدورها سلبي بامتياز بل تعدّى ذلك كونها مسيّسة ومؤدلجة تابعة لجهات سياسية غارقة بالفساد. مضيفاً: علينا خلق نوايا طيبة صادقة أولاً، ومن ثم العمل على ايجاد مقومات النجاح لوسائل الاعلام وجعلها تركز على الجانب المهني من عملها .