أفترض أن الفنانين الكبيرين يسرا وعادل إمام لم يبتئسا أو ينزعجا مما اتهمهما به أحد شيوخ السلفية في بلادهما، مصر. بل أكاد أجزم ان كلاً منهما قد ابتسم ابتسامة عريضة للغاية وهو يقرأ أو يسمع عن هذا الاتهام، وربما ضحك وأطلق تعليقاً ساخراً على الطريقة المصرية المألوفة.
الشيخ السلفي هو الداعية أحمد محمد محمود عبد الله الشهير بـ"الشيخ أبو إسلام" الذي يترأس قناة "الأمة" التلفزيونية (مديرها التنفيذي ابنه إسلام). وقد اتهم الفنانين بأنهما مارسا الجنس مع بعضهما البعض اكثر من مئة مرة.
"أبو إسلام" وجه هذا الاتهام في معرض تقريعه لزميله الشيخ عبدالله بدر الذي سبق أن اتهم الفنانة الهام شاهين بالزنا والعري باسم الفن. وهذا الاتهام قائم على واقع ان الفنانة شاهين تمثل للسينما والتلفزيون وفي المسرح، فالشيخ بدر الذي ربما لا يباريه أحد في اعلان التمسك بأهداب الدين والالتزام بتعاليمه والانصياع لأحكامه ليس لديه اي دليل على صحة اتهامه للفنانة الكبيرة المبدعة (حكم الاسلام في قضية الزنا ان يكون هناك اربعة شهود يعلنون انهم شهدوا المواقعة ورأوا بأم العين عملية الايلاج كما المرود في المكحلة).
الشيخ السلفي "أبو إسلام" اختار ان يبرئ الفنانة شاهين من تهمة زميله ويلومه لأنه لم يلتفت الى "قضية" يسرا وعادل إمام. فكما نقلت الصحف عنه قال مخاطباً الشيخ عبدالله بدر "الهام شاهين يا شيخ عبدالله أطهرهم وكان عليك أن لا تسكت عن يسرا لأن عادل إمام عاشرها جنسياً أكثر من مائة مرة"!
افتراضي عدم مبالاة يسرا وعادل إمام بهذا الاتهام السلفي ان الفنانين الكبيرين لابد أن علّقا بالقول:" وما أدراك يا شيخ؟". نعم ما أدرى شيخ سلفي بممارسة يسرا وعادل امام الجنس أكثر من مئة مرة؟ لابد انه هو من كان يسهّل لهما اللقاءات السرية ويوفر مستلزمات ممارسة الجنس بينهما، كأن يؤجرهما شقة مفروشة يمتلكها أو يراقبهما ويتلصص عليهما من مكان قريب الى درجة انه أحصى عدد المرات بما يزيد عن المئة بالتمام والكمال.
لمن لا يعرف فان من "مناقب" الشيخ "أبو إسلام" انه اظهر علنا ازدراءه الدين المسيحي والإنجيل الذي مزقه وبال عليه في مظاهرة أمام السفارة الأميركية في القاهرة رداً على الفيلم الأميركي التافه المسيء للنبي محمد، ولهذا السبب أحال النائب العام المصري هذا الشيخ السلفي وابنه اسلام وصحفيا يعمل في قناتهما إلى الجنايات الجنائية العاجلة بتهمة ازدراء الدين المسيحي.
نعم الشيخ أحمد محمد محمود عبد الله "أبو إسلام"، كما زميله عبدالله بدر، من الأمثلة الصارخة لشيوخ السلفية المتطرفة، لكنهما في نهاية المطاف أنموذج للسياسي الاسلامي الذي يستخدم الدين لأغراضه السياسية. والواقع ان كل اسلاميي السياسة هم على هذه الشاكلة .. والفرق في العيار، فأبو إسلام وبدر 24 قيراط وغيرهما 21 وآخرون 18 أو 16.
الفرق في القيراط
[post-views]
نشر في: 2 نوفمبر, 2012: 07:24 م
جميع التعليقات 2
Hani
ان من يبتسم ليس عادل امام ويسرى انما الكثير من المثقفين والمعنيين بالادب والثقافة اما هؤلاء الشعبيون المهرجون خطرهم في جهل الناس
علاء البياتي
الخطأ الوحيد في المقال هو تشبيههم بعيار الذهب كان الاحرى بك سيدي الكاتب ان تشبههم بمقياس الاحذيه فتقول هذا حجم 44 والاخر 42 وهكذا ورحم الله كارل ماركس عندما قال ان رجال الدين افيون الشعوب