الروائي القادر على قيادة الحدث التأريخي من خلال روايته وعلى مدى أزمنة بعيدة، حيث يجرّ القارئ خلف حروفه دون ضياع، او توهان، ودون أن تفقد الرواية قدرتها على جذب القارئ، وتحفيز لهفته، وإثارة فضوله لإكمالها، ورغم أن الرواية عميقة تحتاج من القارئ الغور في
الروائي القادر على قيادة الحدث التأريخي من خلال روايته وعلى مدى أزمنة بعيدة، حيث يجرّ القارئ خلف حروفه دون ضياع، او توهان، ودون أن تفقد الرواية قدرتها على جذب القارئ، وتحفيز لهفته، وإثارة فضوله لإكمالها، ورغم أن الرواية عميقة تحتاج من القارئ الغور في بحور لغزها، وفك شفراتها من خلال قراءة متروية، إلا انها تضفي الكثير من المتعة لقارئها...
عن رواية " سيدات زحل " تتحدث، هذه الرواية التي تناولت الهم العراقي بطريقة استثنائية، كما وصفها الناقد العراقي المغترب " خضير اللامي " خلال محاضرة ألقاها عن موضوعة الرواية ظهيرة يوم السبت الفائت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، وبحضور نخبة من الكُتاب والادباء والمثقفين لتلك الجلسة الاستثنائية.
خضير اللامي بعد مدة طويلة بعيداً عن وطنه يعود مصطحباً معه " سيدات زحل " ليُمطر على الحاضرين جمال ما تخفيه تلك الرواية، ولكن الجلسة التي اختصت بالحديت عن أثر الروائية لطفية الدليمي، منحت اللامي اهتماماً ايضاً فتحدث مقدم الجلسة الكاتب عبد الستار البيضاني عن الضيف المحاضر قائلاً " لأول مرة في حياتي الادبية اقدم جلسة ثقافية، ولكني قدمت هذه الجلسة نزولا عند رغبة الكبير خضير اللامي، الذي تربطني به علاقة استثنائية ومتينة على الصعيد الثقافي خاصة انه عندما كان مدير التأليف والنشر، كان الوحيد الذي يذهب للكاتب ويسأله عن كتاباته وما يمتلك من الجديد عسى ان يُعينه على نشره."وأشار البيضاني " ان قصصي التي نشرت في التسعينيات من القرن الماضي كانت بتحريض من خضير اللامي، فهو من طلب مني نشر مجموعتي القصصية والتي كانت غير صالحة للنشر في الظروف السياسية آن ذاك، وقد اعطيته المجموعة وقيِّمت من قبل الاستاذ شجاع العاني كخبير، لتنشر."المحاضر، الكاتب والناقد خضير اللامي عدّ "سيدات زحل" عملا ابداعيا تحيلنا من خلاله الروائية الى ثيمة التاريخ وكيفية التعامل مع الحدث الزماني والمكاني.ويذكر اللامي " اخذت الروائية نصها هذا من مواطن التاريخ وحُقبه، وقدمت لنا حكايات تاركة لنا طريقة التعامل مع هذه الحكايات وقد تكون ارادت منا ان نسير مع نظريات النص المفتوح في ما قدمته."ويجد اللامي أن " على المرء ان يغور في بحار الرواية التي فيها من العمق الكثير، وذلك لأن من الصعوبة العور فيها إلا لمن له القدرة على المغامرة وقد تكون طُعماً للقارئ وهذا ما حدث معي انا بالذات."أن من يتابع اعمال الدليمي يجدها في حالة تجاوز لكل عمل ابداعي وان مسرودها الابداعي ليس بالهيّن، فيذكر اللامي " ان روايتها تلك سطرت ملحمة تراجيدية في تاريخ شعب قادره الحكام نحو الانحدار."
وأكد اللامي " في هذه الرواية المدونة لن استرجع العمل السردي لانه يمس النص مسّاً خفيفاً دون الابحار في معانيه، ولن احلل الشخصيات رغم اهمية الشخصيات، ولكني سأسير الى الجانب الملحمي والتراجيدي والثيمة التي لها مدلولات تاريخية ."
هذه الرواية يحتد ويتسع سردها الى اعمال أزمنة وعهود غابرة لشعب واجه العزل والتنكيل لحكام طغاة، استطاعت الدليمي الامساك بخيوط اللعبة وتحريكها في المكان والزمان وربما ارادت ان تجعل من الزمكان بطولة لشخصيات الرواية ومثل هذا يحتاج الى مقدرة سردية استثنائية يجد اللامي ان " هذه المقدرة السردية الاستثنائية متواجدة في الروائية، التي نجحت في استرجاع ما قبل 1850 عاما ميلاديا، في وقت يستحيل فيه الامساك بتلابيب هذا التاريخ البعيد ما لم يكن السارد ملماً بكل ذلك كلطفية الدليمي ."
اختتم اللامي حديثه قائلا" هاجس يراودني قبل القراءة، ان اطالة المساحة الورقية يؤثر بشكل سلبي او يبعث على الملل ولكني وجدتها ممتعة جدا، وارتقت لمستوى الشعر الصوفي وكأن مستوى العمل السردي لم يفقد متعته رغم الإطالة."مداخلات الحاضرين كانت بعيدة تماما عن موضوعة نقد الرواية، وانحسرت في موضوع علاقة الحاضرين الثقافية والشخصية بضيف الجلسة خضير اللامي.