أقامت لجنة المرأة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار و بالتعاون مع دار الثقافة والنشر الكردية، ندوة حوارية مستلهمة من تحديات واقعنا المجتمعي الراهن، تبحث بين القواسم المشتركة بين كل الأديان وإمكانية تكريسها للإنسان والإنسانية.حاضرت في الندوة (د.هدى كا
أقامت لجنة المرأة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار و بالتعاون مع دار الثقافة والنشر الكردية، ندوة حوارية مستلهمة من تحديات واقعنا المجتمعي الراهن، تبحث بين القواسم المشتركة بين كل الأديان وإمكانية تكريسها للإنسان والإنسانية.
حاضرت في الندوة (د.هدى كاكه يى) مركزةً على أصول وجذور الديانات الإبراهيمية الثلاث اليهودية، والمسيحية، والإسلام التي ينضوي تحت لوائها أكثر من نصف البشرية، واستعرض الفيلم الوثائقي المرافق للندوة محطات ومراحل نشوء هذه الأديان.
انضمت الباحثة (كاكه يى) في شرحها إلى إجماع فلاسفة وفقهاء التنوير عبر التأريخ، هذا الإجماع الذي يقدم العقل على النقل، والجوهر على المظهر، ويهتم بالإنسان كغاية وقيمة بذاتها وليس وفق تمظهراتها الاجتماعية المتحولة والمتبدلة عبر العصور، لأن اللون، والنوع الاجتماعي، والانحدار الطبقي، والانتماءات القبلية والعرقية والطائفية والحزبية، كلها صفات مكتسبة من المحيط ولا علاقة لها بالجوهر الثابت.
وحضر الندوة نخبة من المثقفين، ومن الطيف الديني العراقي الذين اغنوا المحاضرة بالأسئلة والمداخلات والاستفسارات بينها مداخلة لوكيل الوزارة (فوزي الاتروشي) الذي أعلن أن ما قالته الباحثة أمر جامع مانع لا حاجة له بالمزيد فقد أوفت وأغنت وأجابت على السؤال الأساس المحوري والمركزي في مجتمعنا العراقي الذي يفترسه العنف والإرهاب والتشظي الطائفي، وهو إمكانية تحويل الأديان بكل تنويعاتها إلى ركيزة للوئام والسلام الاجتماعي وليس مدعاةً للتناحر.كما شارك في المداخلات المدير العام للدار وكالةً السيد (آوات حسن) مهنئاً الباحثة على روعة وجرأة أفكارها، إضافة إلى مجموعة مداخلات كلها أجمعت على التعامل بلغة التسامح والتعايش السلمي بين الأديان، أما الباحثة (هند فائز) فقد ذكرت: (إن جوهر الأديان ليس في ظاهرته الطقوسية بل في مكنوناته الفكرية والروحية)، ومن بين ابرز ما سجلته السيدة كاكه يى: (إن مشكلتنا إننا كسبنا من الدين أشياءنا وخسرنا منه أشياءه، هذه هي مشكلتنا في العالم، كسبنا المدن وخسرنا الشوارع، كسبنا المصلين وخسرنا الصلاة، ارتفعت المعابد وهبط الإنسان.
يذكر أن (د.هدى كاكه يى) لديها مؤلفات جادة في الفكر المسيحي ومشاركات محلية وعالمية فكرية إضافة إلى أكثر من ثلاثين بحثاً.