TOP

جريدة المدى > عام > وجوه الحب الثلاثون..الذين يحبون حقاً لايتزوجون

وجوه الحب الثلاثون..الذين يحبون حقاً لايتزوجون

نشر في: 1 يوليو, 2017: 09:01 م

حدث الأمر معي في بداية السبعينيات، كان عبد الرحمن السامرائي " ابو عوف " يتخذ من دكان صغير في بداية سوق السراي  مقرا له، أذهب اليه  كلما زرت شارع المتنبي ، وكانت العربة التي يستخدمها في عرض الكتب وفي التنقل  مصفوف عليها كتب من كل شكل ول

حدث الأمر معي في بداية السبعينيات، كان عبد الرحمن السامرائي " ابو عوف " يتخذ من دكان صغير في بداية سوق السراي  مقرا له، أذهب اليه  كلما زرت شارع المتنبي ، وكانت العربة التي يستخدمها في عرض الكتب وفي التنقل  مصفوف عليها كتب من كل شكل ولون، وانا انبش فيها بحثا عن رواية او كتاب في المسرح، لمحت صورتها على الغلاف   ، امراة جميلة  تبدو على ملامحها الحيرة، قرأت العنوان " بين القصرين " وقبل ان اعرف اسم المؤلف  قلت لابو عوف

• هل هذا كتاب جديد  
- قال لي: ألم تقرأ من قبل لنجيب محفوظ
• قلت: أتذكر انني شاهدت له أفلاما
- أجابني  هذا الكتاب هو الجزء الاول من ثلاثيته وهي موجودة لدي كاملة.
ناولني  الاجزاء الباقية من الكتاب، ومضيت الى أقرب مقهى جلست وفتحت بين القصرين.
كنت أتعرف على نجيب محفوظ  اول مرة، لم أعرفه من قبل، عرفت طه حسين والعقاد وشغفت برواية توفيق الحكيم عودة الروح.
أخذت أقلب صفحات بين قصرين ، فوجدت نفسي وانا أسافر في رحلة  ممتعة الى شوارع مصر القديمة ، لتنفتح امام عيني مدينة القاهرة بكل سحرها، وشعرت وانا الشاب المراهق بفتنة اكتشاف شيء جديد، أتذكر ان الوقت مضى سريعا، كانت شخصيات الرواية تنطوي ملامحها على ذلك الجمال الأخاذ الذي يراود أحلام فتى مراهق مثلي ، وكانت سطور نجيب محفوظ تؤكد لي  ان الحلم يحرر الانسان، وان الحب مرادف للمعرفة.
****
حب من طرف واحد
بدأت علاقته بالمرأة في سن مبكرة، ففي سنوات طفولته التي أمضاها في حي الجمالية، وهو احد احياء القاهرة القديمة، في ذلك الجو عاش اول قصة حب حقيقية في حياته ، ويروي لرجاء النقاش في صفحات من مذكراته  انه : " كان على اعتاب مرحلة المراهقة عندما شدته تلك الفتاة، وجه ساحر يطل من شرفة أحد البيوت "، لم يكن يتجاوز الخامسة عشرة من عمره فيما كانت هي تقترب من العشرين، فتاة جميلة من أسرة معروفة، لها وجه اشبه بلوحة " الموناليزا "، ظل حبه لها من بعيد ومن طرف واحد، لم يجرؤ يوماً على محادثتها او الاقتراب منها، او حتى لفت اهتمامها، كان حباً صامتاً، يكتفي صاحبه بمجرد النظر الى هذه اللوحة الجميلة التي تطل عليه بين الحين والآخر  :"  وعرفت كيف يغيب الانسان وهو حاضر، ويصحو وهو نائم، كيف يفنى في الوحدة وسط الزحام ويصادق الألم  ".قصة الحب الاولى هذه  سنجد ملامحها واضحة من خلال شخصية كمال عبد الجواد في الثلاثية .
يذهب كمال عبد الجواد الى قصر آل شداد  لمقابلة اصدقاء المدرسة ومنهم ابن صاحب القصر حسين، هناك يشاهد عايدة: " كنت وحسين وإسماعيل منهمكين في شتى الاحاديث حين ورد مسامعنا صوت رخيم محّييا، التفت وانا من الذهول في غاية..من تكون القادمة؟ كيف لفتاة ان تقتحم على غرباء مجلسهم؟ ثم سرعان ما انقطعت عن التساؤل، وتناسيت التقاليد جميعا، وجدتني حيال مخلوق لايمكن ان يكون من هذه الارض جاء، بدت وكأنها صديقة الجميع إلّاي، وقف حسين يعارف بيننا: صديقي كمال..أختي عايدة  ".
ويرسم لنا نجيب محفوظ  لنا ابعاد هذا الحب الذي جاء مباغتاً:" من اول نظرة ياقلبي، ما ارتدت عنها عيناي حتى آمنت بانها زيارة مقيم لازيارة عابر، لحظة خاطفة حاسمة، ولكن في مثلها تخلق الارواح في الأرحام وتزلزل الارض.. رباه لم أعد أنا. قلبي تلاطمه جدران الاضلع، أسرار السحر تنفث معانيها، العقل يتمادى حتى يمس الجنون، اللذة تسطع حتى تعانق الألم، أوتار الوجود والنفس تجود بالنغم المكنون، دمي يصرخ مستغيثا لايدري مم يستغيث، الاعمى يبصر والكسيح يسير والميت يحيا، حلفتك بكل عزيز ان لاتذهبي ابداً، انت يا ألهي في السماء، وهي في الارض، آمنت بأن ما مضى من حياتي كان تمهيدا لبشارة الحب ".
كان نجيب محفوظ قد اهتم بفلسفة الحب منذ كتاباته المبكرة، ونراه في مقال  نشر عام  1934 بعنوان " فلسفة  الحب "  بتشجيع من استاذه سلامة موسى، يتبنى افكار الفيلسوف الفرنسي  هنري  برجسون  عن   مقهوم الشعوربالحب، كان عمره انذاك  ثلاثة وعشرين عامًا، وفي المقال يحدثنا محفوظ عن الحب الذي هو في نظره مشاعر لايمكن تحديدها، فالحب هو اول الاشياء وآخرها  وهو  الذي يُسير الأشياء جميعًا:" الحب هو تلك النسمة الحية التي تشيع في جميع الكائنات الحية، نبصرها في تآلف الخلايا وتجاذب الأطيار وتزاوج الإنسان، وقد يكون من الحكمة – إذا رغبنا في أن نزكي إحساسنا به أو نسمو بعواطفنا فيه – أن نقصد جماعة الشعراء نصغي لأناشيدهم، وقد وهبهم الله من طاقة الإحساس بهذه العاطفة وغيرها ما يبلغهم مناهم من تصوير العواطف العميقة؛ حيث يقف العقل حائرًا مترددًا.. فما علاقة الفلسفة بالحب الحق؟ إن أي فلسفة هي وجهة نظر يفسر بها الفيلسوف مختلف الحقائق، ولما كان الحب أحد هذه الحقائق فللفلسفة رأيها عنه، أو قل فللفلسفات المختلفة آراؤها المختلفة عنه، فواجب علينا نحو أنفسنا أن نعرف هذه الآراء. نعم إن الحب عاطفة ولكن المعرفة التامة للعاطفة لا تتطلب فقط إحساسنا بها وإنما يجب أن يضاف إلى ذلك امتحان وتكييف العقل لها حتى تملأ حقيقتها القلب والعقل؛ فيظهر العارف بمتعة الظافر بالنور بعد التخبط في الظلام ويحس إحساس المطمئن بعد التردي في مهاوي القلق والشك  ".
ومثلما يؤمن برجسون بأن الحب يوجد قبل وجود موضوعه وبعده، فالفيلسوف الفرنسي  يؤكد اننا كثيرا ما نحلم بالحب من غير أن نحس وبموضوع الحب نفسه، فنجد نجيب محفوظ  يحاول شرح هذه النظرية في مقالته:"  الحب عاطفة مركبة؛ بل هي أعقد العواطف جميعًا ولا عجب فهو محور الوجود الحي والحقيقة أنه لا يوجد إنسان لا يحدوه في عمله حب سواء في طفولته أو شبابه أو كهولته أو شيخوخته، كأن الحب أداة في يد الحياة تسخرنا به لأغراضها. "
ويضيف محفوظ :" لعل نوع الحب الذى يمنحه قلب الشخص يدل أقوى الدلالة على نفسيته وأسلوبها في الحياة ويكشف عن شخصيته وما فيها من قوة أو ضعف، سمو أو انحطاط، فالحب على هذا مفتاح سري نستطيع أن نلج به مغالق النفوس ".

****
الحب سر مغلق
كان نجيب انذاك يمر بمرحلة عشق جديدة هذه المرة كان الموقف معقدا، فقد قابلها بالصدفة ونجده يصف ملامحها في روايته " المرايا ":" كانت بيضاء زرقاء العينين ناعمة الصوت، عندما شاهدتها للمرة الاولى تسلل إلى روحي قلق نشيط غامض تتجاذبه قوى خفية من البهجة والكآبة ".
وفي مكان آخر من الرواية يصف لنا محفوظ مشهد اللقاء الاول:" نظراتنا تتسلل في استحياء فيستحوذ علي أمل خلاب. أمد يدي فأقبض على راحتها فتسحبها بلطف. وبرقة تقول لي:
- لا أحب العبث
وأضيق بحديثها وأقول:
-  إنك لاتعرفين الحب.
فتقول بآسى:
-  انت الذي لاتعرفه
وتقول معاتبة:
- اثبت لي انك تعرف الحب مثلما أعرفه
 يجد نجيب محفوظ نفسه بمواجهة فتاة  هادئة الطباع، راجحة العقل، ترى الحب أعمق غورا من مجرد عبث صبياني، لذلك ترفض محاولته برقة المحب الذي يحرص على معشوقه ونجده يصف مشاعره في المرايا:" ويصرفني اليأس فأتعزى بالزهد، أمضي مصمما على النسيان، ولكن ترجعني الاشواق او رسالة عتاب  او لقاء غير متوقع، فأجد نفسي مرة اخرى حيال قلب محب  وعاطفة طاهرة وارادة لاتلين.
ويكتب نجيب محفوظ في مذكراته التي حررها إبراهيم عبد العزيز بعنوان " انا نجيب محفوظ ":" الحب ان لم ينته بالزواج يخفت ويتوارى ولكنه يطل من الذاكرة بين الحين والآخر، ولقد صوّرت قصتي مع الحب في العديد من رواياتي،، واستطيع ان اقول ان ماكتبته في " قصر الشوق " يمثل جوهر تلك القصة، فحين يصل الانسان الى سن الحب يخيل اليه  انه وقع في حب كل جميل يصادفه، حتى يأتي شيء يفهمه ان الحب غير كل ما قلت، أما لماذا اتجه الحب لهذا الشخص بالذات دون شخص آخر فهذا سر مغلق ولايزال سراً مغلقا حتى الآن "
يكتب هنري برجسون في كتابه الطاقة الروحية:"  الحب يقوم على اساسين هامين هما: الجاذبية الجنسية، والتوافق الروحي  وبدونهما لايقوم حب "
في رواية الطريق لنجيب محفوظ يجد صابر نفسه بين صورتين للحب الاولى مع إلهام  التي تمثل صورة للحب النقي الخالي من الشهوات،  والثانية مع كريمة التي تُوقظ شهواته  وتحاول ان تدله على  حقيقة الحب كما تفهمها.
وعلى لسان كمال عبد الجواد الذي يمثل قرين نجيب محفوظ   جاءت تلك العبارة:" ووجد في مراقبتها لذة لا تعادلها لذة، وأحس تخديرا ودّ ألا يصحو منه أبدا، ويتدفق الحنان من حناياه ، فتمنى لو يحتويها فى تلك اللحظة بين يديه.

****
سيرة كمال عبد الجواد
شعر نجيب محفوظ  أنه أمضى حياته وهو يتجه نحو نقطة يتمكن معها من كتابة رواية عن حياته الشخصية ، فهو الآن في الاربعين من عمره (عام 1951) – ولد نجيب محفوظ في  11 ايلول عام  1911 - ، ومرت سنوات على وفاة والده  عبد العزيز إبراهيم،، ويخبر  جمال الغيطاني  في كتاب "المجالس المحفوظية: "انه فوجئ برد فعله أزاء رحيل الأب الذي كان كتلة لا يمكن اختراقها. لم يبكِ أو يُشلّ، بل خاف وشعر برغبة في الكتابة عن رجل ترك أثراً كبيرا في حياته ". حين بدأ كتابة  قصر الشوق   كان في الاربعين، وتذكر ان والده كان يعيش أجمل سني حياته في هذه السن. أخذت الرواية عاما كاملا من حياته وانتهت بكتاب يبلغ حجمه ثلاثة أضعاف روايته العادية. رفض الناشر طبعها بسبب كبر حجمها، أكثر من ألف صفحة، احتفظ بها يوسف السباعي في درج مكتبه كان ينوي نشرها في مجلة الاثنين، لكن الثورة قامت عام 1952، فيتم نشرها متسلسلة في مجلة الرسالة الجديدة، وكان نجاحها مشجعا لدار النشر ان تطبعها بعد ان اقترح الناشر تقسيمها الى ثلاثة اجزاء حسب الفترات التاريخية  "بين القصرين، قصر الشوق، السكرية"، وإذا تأملنا رؤيته  للاسرة والحب   فى أصداء السيرة الذاتية التي كتبها في أواخر حياته  نستطيع أن نلمس تعلقه وشغفه بالحب حتى لو كان أطياف خيال، فقد كان لهذه العاطفة مفعول السحر في نفسه، وفي نفوس شخصياته، وقد تعلق قلب نجيب محفوظ بالحب ورآه دوماً  فرصة العمر  حتى لو كان محض خيال،  وهذا ما يتردد على لسان كمال عبد الجواد في الثلاثية:" ان في نفسي أشواقاً تحتاج الى عناية وتأمل حتى تنضج ". أشواق يهزّها شغفه بمطالعة كتب المنفلوطي:" هل من العيب ان اكون مثل المنفلوطي يوما، وأصور بدقة مشاعر الحب والعاطفة الجياشة التي تتملك المحبين.
انه يواجه نفسه على صفحات الرواية: ماذا يروم من الحب؟ ثم نراه يجيب من خلال مقال يكتبه:" أن أحبها، ايجوز ان تنبثق في التفس هذه الحياة كلها " ثم نراه يتساءل عن الغاية وراء ربط الحب بالزواج، فهو يعتقد ان أي اتصال بينه وبين محبوبته لابد ان  يكون عن طريق العطف الروحي من ناحيتها، والتطلع والهيمان من ناحيته، طريق بالعبادة اشبه، بل هو العبادة نفسها، فاي شأن للزواج في هذا الحب
- الذين يحبون حقاً لايتزوجون
- الذين يحبون ما فوق الحياة لايتزوجون
ورغم ان عايدة في قصر الشوق لم تفصح عن حبها لكمال إلا انه جعل من فكرة الارتباط بها فوق أمانيه  وحين اتيحت الفرصة للانفراد بها تسأله:
- الآن دعني أسالك ماوراء ذلك
يجيب في حيرة
- هل وراء الحب شيء
وعادت لتقول
- ان الاعتراف بداية وليست نهاية.اني اتساءل عما تريد
- فأجاب بحيرة ايضا
- أريد.. أريد ان تأذني لي بان أحبك
- أهذا حقا ما تريد، ولكنك ماذا انت فاعل إذا لم آذن لك؟
- فقال وهو يتنهد
- في هذه الحال أُحبك ايضا
- فيم اذن كان الاستأذان.. انت تحيرني ، ويبدو انك تحير نفسك ايضا
- فقال بجزع
- اني حائر؟ ربما، ولكني احبك، ماذا وراء ذلك، يخيل إلي احيانا  اني اتطلع إلى أمور تعجز الارض عن حملها، ولكني إذا تأملت قليلا عجزت عن تحديد هدف لي، خبريني انت عن معنى هذا كله، أريد ان تتحدثي وانا استمع، هل عندك ما ينتشلني من حيرتي؟
- قالت باسمة:
- ليس عندي مما تسأل شيء، كان ينبغي ان تكون انت المتحدث وانا المستمعة ألست فيلسوفا؟ ".
بعد عام من نشر الجزء الاول من الثلاثية  وبالتحديد عام 1953 يكتب نجيب محفوظ  عن مفهوم الحب عند كمال عبد الجواد بطل قصر الشوق  
" في الثلاثية  نجد كمال عبد الجواد يتساءل :إذا كنا نحب الكمال في المحبوب فكيف يتأتى لنا أن نحب ما هو بعيد كل البعد عن الكمال؟ ويرى أن الخطأ يأتي من أن الحب لم يأخذ مجراه الطبيعي وأنه يأتي مما يضلل عين المحب عن الحب الصادق وليس من الحب نفسه، فإذا صدّقت نفس الحب السامي فالذنب ذنب النفس، ويعزون الفساد إلى النفس البشرية،
إنما العاشق هو الذى يحب المرأة فوق ما تستحق أضعافًا؛ بل هو يحبها أحيانا عن غير استحقاق، أن الحب فردي ذاتي وأن كل فرد يخضع بنوع من الحب ولذلك فطريقة الروائي الذي يريد أن يحكي قصة غرام شخص ما أن يبدأ بسرد تفاصيل حياته الاجتماعية والنفسية لأنه يعلم بداهة أن الحب يلحق بذاته ويتبع طبيعته الخفية."
ويذهب نجيب محفوظ في تفسيره للحب بانه عاطفة معقدة  فيها الميل البيولوجي والوهم الذاتي والجاذب الموضوعي والإلهام القدسي والسحر الساذج،  ويؤكد في مقالته  ان  أنواع الحب المختلفة تأتي من تغلب أحد عناصره الكثيرة، فقد يغلب على النفس فيصير الحب جنونًا ".

****
حب من نوع آخر
لم تتوقف محاولات نجيب محفوظ للحب، فيتعرف على اكثر من فتاة، ولكن هذه المرة استطاع ان يقيم حوارا مباشرا مع فتاته وكانت  مثله تبحث عن حب من نوع آخر، حب متجرد من الغايات.
ويصف لنا نجيب محفوظ ملامح هذه الفتاة في  واحدة من حكايات حارتنا: كانت دقيقة القسمات  خفيفة الروح، مليئة بالحيوية والمرح، لكنها جميلة وجسورة بقدر ما هي حريصة ".
ان نظرية الحب عند نجيب محفوظ، وثيقة الصلة بعمله الروائي  وبخاصة في الثلاثية والمرايا وعصر الحب، حيث قدم محفوظ وصفا  معمقا لعملية الحب، بدءاً بولادته، وانتهاء باعلى قمة تطوره، فالحب بالنسبة لابطال روايات نجيب محفوظ  هو مبدأ حياتي رفيع، وهو في المقالات التي كتبها عن مفهومه لفلسفة الحب نراه  يميز بين اربعة نماذج من الحب " الحب – الشهوة " " الحب- الشوق " " الحب – الجسدي " " الحب – الزهو " وهذا التقسيم قريب من التصنيف الذي وضعه الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون الذي كان نجيب محفوظ معجبا به اشد الاعجاب
غير ان شكل الحب الاسمى عند نجيب محفوظ ليس الحب الجسدي، بل الحب – الشوق، فهذا الحب هو الاسمى، لانه لايتعلق بانفعال الشهوة، ولا بانفعال الغيرة، ولا بالانفعالات الاخرى، فهو حب يحرر الجسد من جميع الغرائز  ونرى نجيب محفوظ يدين بالكثير  لمقولة برجسون الشهيرة " الحب مجرد الخطوة الاولى نحو الاخلاق، ومن ثم نحو التواصل البشري ".. فنراه يكتب في سيرته الذاتية "انا نجيب محفوظ" ان: " الحب هو تلك النسخة الحية التى تُشيع فى جميع الكائنات الحية تبصرها فى تآلف الخلايا، وتجاذب الأطيار، وتزاوج الإنسان، وقد يكون من الحكمة - إذا رغبنا أن نذكى إحساسنا به أو نسمو بعواطفنا فيه - أن نقصد جماعة الشعراء نصغى لأناشيدهم، وقد وهبهم الله من طاقة الإحساس بهذه العاطفة وغيرها ما يبلغهم مناهم فى تصوير العواطف العميقة، حيث يقف العقل حائرا مترددا ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بينهم عراقيون.. فرار 5 دواعش من مخيم الهول

هزة أرضية ثانية تضرب واسط

الصدر: العداء مع أمريكا أبدي ما دام ترامب موجوداً

البيت الأبيض: المساعدات الأمريكية أنقذت زيلينسكي من الموت

إدارة ترامب تطلب من العراق استئناف نفط الإقليم أو مواجهة العقوبات

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد:أريش فولفغانغ كورنغولد

صورة سيفو في مرآة الوهايبي

"مُخْتَارَات": <اَلْعِمَارَةُ عِنْدَ "اَلْآخَرِ": تَصْمِيمًا وَتَعْبِيرًا > "لِوِيسْ بَاراغَانْ"

"حماس بوينس آيرس" أول مجموعة شعرية لبورخس

علي عيسى.. قناص اللحظات الإبداعية الهاربة

مقالات ذات صلة

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت
عام

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت

أدار الحوار: مارسيلو غلايسر* ترجمة: لطفية الدليمي ما حدودُ قدرتنا المتاحة على فهم العالم؟ هل أنّ أحلامنا ببلوغ معرفة كاملة للواقع تُعدُّ واقعية أمّ أنّ هناك حدوداً قصوى نهائية لما يمكننا بلوغه؟ يتخيّلُ مؤلّف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram