كتب غائب طعمة فرمان في مقالة عن الكاتب الروسي الكبير ليف تولستوي بعنوان "هذا السحر المسمّى بالبساطة" نشرت على صفحات جريدة "أنباء موسكو" في عام 1978 (ملحق العدد 35) عن تأثر الكاتب بالطبيعة ال
كتب غائب طعمة فرمان في مقالة عن الكاتب الروسي الكبير ليف تولستوي بعنوان "هذا السحر المسمّى بالبساطة" نشرت على صفحات جريدة "أنباء موسكو" في عام 1978 (ملحق العدد 35) عن تأثر الكاتب بالطبيعة الروسية والفطرة الروسية مما يجعل روح القارئ لأعماله تفيض "بمشاعر الحيوية والرغبة في الحياة والتمتع بجمال الطبيعة والاتيان بأشياء خارقة ومفيدة ومعبّرة عن ذات الانسان بالاندماج مع الكل الحي الساحر المحرك للمشاعر، والمضاد لكل ما هو خامل أو جامد ، هو في اعتقادي، أحد المفاتيح الرئيسة للدخول الى عالم تولستوي الرحيب.
إنه الشعور بالقلق ازاء الاشياء الجميلة الحية، الشعور بالمسؤولية إزاءها لأنك تحرص على بقائها، الشعور بأنك جزء منها وانك تسير معها في موكب حافل بكل ما يحرك في نفسك مشاعر الشوق الى الحياة، الى المسرة، الى الذوبان في هذه الحركة الدائبة أبداً، الداعية الى العمل والتذوق والتأمل والأسى في نفس الوقت على أن عمر الانسان محدود بالقياس الى هذه الطبيعة التي لا حدود لها". وقد كتب فرمان هذه المقالة بعد أن أنجز أيامذاك، ترجمة "قصص مختارة" لتولستوي نشرتها دار"التقدم" والتي تركت فيه اثراً شديداً ووجدت صدى لها في افكاره وحتى رواياته لاحقاً.
إن عقيدة تولستوي تكمن جذورها في تأثره بالطبيعة الروسية وبتقاليد الحياة الروسية التي تعرف عليها منذ أيام طفولته لدى احتكاكه بحياة الاقنان الروس بالرغم من انتمائه الى طبقة النبلاء الروس. وقد تبلورت فلسفته في الحياة انطلاقاً من خصوصية الطبيعة الروسية وتأثيرها في تكوين إسلوب تفكير الانسان الروسي وصياغة طبعه وانكشافه على الحياة وصراعه مع الطبيعة الروسية القاسية، وبحثه عن "الحقيقة الأخيرة" مما جعله في السنوات الاخيرة من حياته يتنكر الى طبقته ويتخلى عن ممتلكاته، لكي ينضم الى طبقة الموجيك الكادحين ويتقاسم معهم لقمة الخبز إحقاقاً للعدالة التاريخية. وقد أثار هذا طبعاً احتجاج زوجته صوفيا اندرييفنا التي أرادت إبقاء شيء ما للعائلة التي لم تتقبل فلسفة الأب هذه.
ويحتار الباحثون في نسب تولستوي الى الجماعات العقائدية والسياسية التي سادت في روسيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. اذ لم يكن بالمستطاع نسبه الى أنصار نمط الحياة الغربي ولا الى انصار" النزعة السلافية". فقد كان يؤمن بأن الفطرة الروسية المرتبطة بالتقاليد الدينية الارثوذكسيبة تختلف عن الاوروبية. ولهذا لم ينجذب تولستوي الى اوروبا طوال حياته، حيث زارها مرتين فقط. ولم تترك هاتان الزيارتان أثراً كبيراً لديه باستثناء مشهد الاعدام في احد ميادين باريس الذي جعله يستنكر هذه العقوبة الوحشية لاحقاً حين طلب من القيصر الكسندر الثالث عدم تنفيذ عقوبة الاعدام بقتلة والده الكسندر الثاني. كما لم يرغب تولستوي في العيش في اوروبا، لأنه آمن بأن الكاتب يجب أن يكون منتمياً الى مجتمعه وأرض وطنه لكي يستطيع الابداع بشكل صادق. زد على ذلك كانت لديه الدعوة الى العقيدة "التولستوية" التي لا يمكن أن تجد صدى لها سوى في الأرض الروسية في الدعوة الى المساواة بين البشر واحتقار المال والدعوة الى المحبة.
وقد ترك تولستوي أثراً عميقاً في مجتمعه سواء في حياته أو بعد وفاته، وليس عبثاً أن كتب انطون تشيخوف " أنا أخشى موت تولستوي. فإذا مات سينشأ فراغ كبير في حياتي. أولاً، لأنني لم أحب أحداً كما أحببته، وأنا إنسان غير مؤمن، لكنني أعتبر عقيدته الأقرب والمناسبة أكثر من عقيدة أخرى بالنسبة لي . وثانياً حين يكون في الأدب شخص تولستوي، يغدو من اليسير والسار أن يكون المرء أديباً، حتى اذا ما ادرك بأنه لم يفعل ولا يفعل أي شيء، فلا ضير في ذلك، لأن تولستوي يفعل ذلك بدلاً من الجميع .إن نشاطه الادبي يجسد الأماني والآمال التي تعقد على الأدب. وثالثاً أن تولستوي يقف صامداً، فمكانته رفيعة، وما دام حياً تصبح بعيدة وفي اعماق الظل كل مظاهر الابتذال والوقاحة والنفاق، وكل اشكال الغرور الغليظ والحاقد. أن مكانته الأخلاقية وحدها قادرة على الحفاظ على ما يسمّى اتجاهات التفكير والتيارات الأدبية بالمستوى الرفيع المعروف"." وأنا أخشاه فحسب، فهو الذي كتب رواية " آنا كارينينا".
وما يراه تشيخوف ردّده الكثيرون من معاصري ليف تولستوي ضابط المدفعية ذي الشخصية المتناقضة منذ أن بدأ نشاطه الادبي في فترة الخدمة العسكرية في القرم. وكان في طليعتهم تورغينيف أشهر كتّاب روسيا آنذاك، قبل أن يحدث الخصام بينهما بسبب الخلاف حول تقييم عمل أحد الكتاب. وقد أحبه تورغينيف واستضافه في بيته في بطرسبورغ، ومن ثم في باريس حيث كان يرافقه في كل ليلة الى المسرح لمشاهدة اداء صديقة تورغينيف الممثلة بولينا فياردو . وانضم تولستوي الى مجموعة الكتاب الملتفة حول مجلة "سوفريمينيك" التي كان يصدرها الأديب والشاعر نيكراسوف. وحدث ما حدث مع نيكراسوف الذي انفصل عنه لأسباب مالية. بينما لم يتحدث الى دوستويفسكي أبداً بالرغم من وجودهما احياناً في مكان واحد في المناسبات الادبية. ولكنه احب تشيخوف لأنه لم يعارضه ولم يجادله أبداً بالرغم من انه نصح تشيخوف بعدم الكتابة الى المسرح لأنه لا يجيد ذلك .
إن اعمال تولستوي اعتبرت في زمانه ولا تزال حتى الآن، من أعظم الأعمال الادبية العالمية،حيث يعاد نشرها باللغة الروسية باستمرار، وترجمت الى أكثر من مئة لغة وقُدّمت وتُقدّم اليوم على خشبة المسرح وعلى شاشة السينما. ولا يماري أحد اليوم في انه إحدى القمم الرفيعة في الادب العالمي. لكن تولستوي قرر فجأة أنها -أي مؤلفاته الادبية- "أعمال تافهة" . وحدث ذلك بعد القطيعة مع الكنيسة التي أعلنت حرمانه من رعايتها في 22 شباط عام 1901 ، ولهذا دفن بعد موته في الغابة القريبة من بيته وليس في مقبرة عامة وبدون إقامة القدّاس الجنائزي. وكان الحرمان يعتبر في الدولة القيصرية جريمة يعاقب عليها القانون، لكنه لم يدخل السجن ولم يتعرض للملاحقات لأن السلطات كانت تخشاه بسبب مكانته الاجتماعية ولأن القيصر الكسندر الثالث كان معجباً بقصصه حول سيفاستوبول. بل منعت فقط كتبه الدينية وترجمته للاناجيل الأربعة، ولكن عانى من السجن والنفي في سيبيريا، مريدوه من اتباع "الفرقة التولستوية". ونفي صديقه الحميم تشيرتكوف الى انكلترا. وهذا ما كان يؤلمه كثيراً حقاً أن الكنيسة لم تصب اللعنة عليه ولم تعتبره من الهراطقة، لأنه لم ينشر اعماله حول الدين في روسيا ولم ينكر تعاليم الانجيل. بل كان يكيل الاتهامات الى الكنيسة عموماً لارتكابها خلال تاريخها كله جرائم بحق البشرية مثل محاكم التفتيش وتبرير الحروب وعقوبة الاعدام والتعذيب وهلم جرا.
توقف تولستوي عن ممارسة الابداع الأدبي بعد منع نشر رواية "آنا كارينينا" أول مرة في عام 1877 حين بدأت أزمته الروحية المتعلقة بإدراك مغزى الوجود الانساني وعدالة الانظمة السياسية في اوروبا. ولم يكتب تولستوي أيّ عمل ادبي حتى عام 1888 حين نشر "الاعتراف" الذي لا يعتبر من الاعمال الادبية. وفي الفترة اللاحقة صارت مواقف تولستوي تتسم بالتناقض وصار لا يعترف حتى بأعمال بوشكين وشكسبير، ووصف ملحمته نفسه "الحرب والسلام" بأنها غير ذات قيمة . فما هو سبب هذا الانعطاف الخطير في فكر تولستوي؟
كان تولستوي منذ أيام الشباب، حين ترك الدراسة في جامعة قازان لاعتقاده بأن الجامعة لن تمنحه شيئاً، يميل الى تحدي مجتمعه. وفي سن 18 عاماً اصيب بمرض الزهري، ولم يشعر عندئذ بأيّ تأنيب ضمير لإصابته بمرض معيب. وعاد الى بيت العائلة في ياسنايا بوليانا في عام 1847، حيث اصبحت هذه الضيعة حصته لدى تقاسم إرث ابيه، وذلك بطلب منه بالرغم من أن الضيعة لم تكن غنية. لكنه قنع بمساحة 1470 هكتاراً تقريباً من الأرض و300 من الفلاحين الاقنان، لأن الثروة لا قيمة لها لديه. وظهر موقفه من المال لاحقاً أيضاً حين قاتل في القرم والقوقاز، اذ كان لا يهتم كثيراً بالنفقات وعرف بين زملائه بسخائه. وفي الضيعة آثر العزلة وطرح على نفسه السؤال: "من أنت؟". وآنذاك دوّن في يومياته: "دع العقل يعمل، فهو يريك دربك في الحياة، ويمنحك قواعد السلوك في المجتمع. وكل ما يتوائم مع قدرات الانسان يتجسد- في العقل، ويتمثل العقل بكل الوجود، وعقل الانسان المنفرد هو جزء من العقل العام الموجود، والجزء لا يمكن أن يهدم نظام الكلّ الشامل. لكن الكلّ الشامل يمكن أن يقضي على الجزء".
إن نظرة تولستوي الفلسفية هذه التي ولّدت منذ شبابه في ياسنايا بوليانا قد تحولت الى "عقيدة" أراد بها في كهولته وشيخوخته أن يعارض القيم السائدة في مجتمعه. وكان لابد له أن يرفع صوته ضد السلطة القيصرية والكنيسة الارثوذكسية وهما عماد المجتمع الروسي والدولة الروسية في تلك الفترة. وكانت بداية مسيرته في هذا الدرب محاولته مشاركة الفلاحين حياتهم البائسة، ومن ثم انتقل الى نشر دعوته الجديدة التي عمادها "محبة الانسان". لكن المجتمع الطبقي في ظروف السلطة القيصرية ما كان ليتقبل هذا بأيّ حال من الأحوال، فهاجمته الطبقة الغنية والكنيسة وأيّده الفقراء.
لقد بدأت شكوك الكاتب في ما تروج له الكنيسة من تعاليم وطقوس حين شاهد التناقض بين ما يدعو اليه رجال الكنيسة من المنابر وبين واقع المجتمع الذي تشكل الكنيسة أحد اركانه. وأكد وجوب تغيير الفكر الديني من الأساس، وأعتبر أن الأدب لا يمكن أن يشكل وسيلة مناسبة لذلك. وذكر في كتابه" الاعتراف" انه يحسد الدهماء لأنها جاهلة ولا تتمتع بالمعرفة وتصدق كل ما يقوله رجال الكنيسة الذين يقدمون لها الحقيقة متشابكة بخيوط رفيعة جداً مع الكذب والزيف. علما بأنه كان يلتزم قبل هذا بحضور القداس الالهي في يوم الاحد وبالصوم ويرغم ابناءه على الصوم ايضاً. وتذكر ذلك زوجته صوفيا في يومياتها. كما ذكر الفلاحون في ضيعة ياسنايا بوليانا، كيف كان تولستوي يأتي الى الكنيسة قبل موعد القدّاس ويجلس مع الفلاحين في الشرفة ويتبادل معهم الأحاديث. اذن لم يكن تولستوي البادئ في وقوع الأزمة مع الكنيسة. فقد أراد أن يكشف "الحقيقة الابدية" عبر الكنيسة كما فعل غوغول ودوستويفسكي من قبل. لكنه اصيب بخيبة أمل شديدة، بعكس الكاتبين السابقين اللذين اعتبرا أن العقيدة الارثوذكسية فقط يمكن أن تحمي روسيا من جوائح الدهر. وقد أراد تولستوي تبيان افكاره في حديثه عن أداء طقس الاعتراف لدى كاهن الكنيسة الريفية. فلم يتقبل عقله القول بأن التعامل مع الرب الذي يؤمن به يتم عبر الطقوس الزائفة كالاعتراف.
ذكر تولستوي في كتابه "الاعتراف" قائلاً :" إنني عندما كنت أنفذ طقوس الكنيسة أطوع عقلي وأخضع نفسي الى التقاليد الموروثة الموجودة لدى البشرية كلها. انني كنت اتحد بكل كياني مع أسلافي – مع احبائي – ابي وامي واجدادي وجداتي. فهم جميعاً كانوا من المؤمنين وعاشوا كمؤمنين وانجبوني. كما انني توحدت في العقيدة مع الملايين من ابناء شعبي الذين احبهم ". لكن الاحتكام الى العقل لاحقاً لم يسمح له بمواصلة هذا الايمان.
إن تولستوي لم يرغب في مواصلة ما يفعله الآخرون. إنه آمن بأن الخالق منح الانسان العقل الذي يساعده في ايجاد الطريق القويم في الحياة. ورفض النقل واستعان بالعقل. فهذه طبيعته. فما كان بوسعه لدى اداء طقس الاعتراف قبول فكرة أن الخبز هو جسد المسيح والنبيذ هو دمه وغير ذلك من الغيبيات. كما لم يستطع قبول طلب رجال الكنيسة منه أن يصلي من أجل أصحاب الأمر والنهي وقادة الجيش فهو لم يجد في الانجيل فرضاً كهذا. وبعد هذا الاعتراف توقف عن الذهاب الى الكنيسة وعن الصيام.
إن "الازمة الروحية " التى عانى منها تولستوي قد ولّدت الأزمة في مجال الابداع أيضاً. فقد انجز في عام 1877 كتابة آخر رواياته "آنا كارينينا". وبعدها كتب "الاعتراف" ، ونبذ جميع بدايات الاعمال الروائية التي أراد تأليفها. واعتبر أعماله الادبية "سخافة" وبدأ بكتابة قصص حول المحبة بين البشر والتي اصبحت في الواقع عقيدته الدينية الجديدة القائمة على نبذ جميع الحروب واصناف العنف والاعدام وهلم جرا. وانعكست هذه الأفكار الجديدة في كتابه الصادر في عام 1881 بعنوان "بم يحيا الناس". واعقبه في عام 1885 – بعد فترة التوقف عن التأليف – بنشر مجموعة كتب ذات طابع ديني مثل "دراسة الفقه الدوغماتي" و"توحيد وترجمة ودراسة "الأناجيل الأربعة" و"ماهي عقيدتي؟" و" ماذا يجب أن نفعل؟". علماً أن جميع هذه الكتب لم تنشر آنذاك في روسيا. فقد فرضت الرقابة على أعمال تولستوي منذ ان نشر "الاعتراف" في الخارج. وكانت جميع مقالاته في تلك الفترة تتضمن نقداً للواقع الاجتماعي غير العادل الذي تبرره الكنيسة حسب رأيه. كما وجه النقد الى المدنية بأسرها حيث يعيش الاغنياء على حساب استغلال الفقراء. أن افكاره في "عقيدتي" أثارت مخاوف قرينته صوفيا التي لم ترغب في ان تصبح زوجة رجل يعارض الارثوذكسية التي هي الدين الرسمي للدولة. وانصب اعتراض تولستوي عموماً على الابهة والفخامة والثراء المميّز لكبار رجال الكنيسة والتي اعتبرها تولستوي منافية للروح المسيحية الحقيقية. وفي الواقع أن تولستوي اعلن الحرب على الكنيسة والسلطة القيصرية واصبح من المنشقين دينياً وسياسياً. واعتبر تولستوي نفسه الداعية الحقيقي الى رسالة المسيح "عليه السلام" الربانية. وطالب المجتمع عموماً بأن يعطي التبريرات لكافة اصناف القسر كالإعدام والمعتقلات والفظائع التى ترتكب بإسم الدين والوطن.
في الواقع أن تولستوي لم يكن ملحداً أو زنديقاً كما وصفته قيادة الكنيسة. ولكنه عندما ترجم الأناجيل من اللغة اليونانية تدخل في النص وحاول حذف الغيبيات والصفة الشاعرية للنص وكل ما يمكن أن يشكل مصدر خلاف بين المذاهب المسيحية المختلفة – الكاثوليكية والبروتستانتية والانجليكانية والكالفينية وغيرها. طبعاً أن هذه الترجمة لم تسمح الرقابة بنشرها في روسيا وصدرت في الخارج.
لكن السنودس المقدس للكنيسة الارثوذكسية لم يطق صبراً وقرر معاقبة تولستوي الذي تطاول على اقدس المقدسات أي الانجيل. فمنع فلاديمير بوبيدونوسوف النائب العام لدى السنودس المقدّس حتى عرض مسرحية تولستوي "سلطان الظلام" التي كانت في عام 1886 تعرض في مسارح برلين وباريس وايطاليا وسويسرا وحازت على اعجاب القيصر الكسندر الثالث نفسه. علماً أن القيصر كان منذ أن قرأ قصص سيفاستوبول في شبابه يعتبر تولستوي من اعظم كتاب روسيا. وقال الكاتب الاعلامي فلاديمير غيلياروفسكي بهذ الصدد: في روسيا مصيبتان – تحت – سلطة الظلام – وفوق – ظلام السلطة. واستمر "حوار الطرشان" وتبادل الاتهامات بين الكنيسة وتولستوي حتى وفاة الكاتب في عام 1910.
بعد وفاته نشرت عدّة اعمال لم تنشر في حياته هي "الشيطان" و"الأب سيرغي" و"الجثة الحية" و" بعد حفلة البالو" و" الكوبون المزيف" و "حاجي مراد".
يمكن القول أن المغزى الرئيس لحياة تولستوي هو "مسرة الحياة" ، فهذا ما كان يردده دوماً. وكان منذ أن فقد ابويه يبحث عن مسرة الحياة هذه في عالم آخر غير العالم الذي وصفه في أعماله الأدبية.