ضيّف نادي الكتّاب في كربلاء الروائي والناقد السينمائي الدكتور علاء مشذوب، للاحتفاء بصدور مجموعته القصصية الجديدة التي حملت عنوان (لوحات متصوفة) وقد تحدّث في الأمسية عن نظرية استجابة القارئ.الأمسية التي قدمها القاص فراس عبد الحسين متحدثاً عن سعة تجربة
ضيّف نادي الكتّاب في كربلاء الروائي والناقد السينمائي الدكتور علاء مشذوب، للاحتفاء بصدور مجموعته القصصية الجديدة التي حملت عنوان (لوحات متصوفة) وقد تحدّث في الأمسية عن نظرية استجابة القارئ.
الأمسية التي قدمها القاص فراس عبد الحسين متحدثاً عن سعة تجربة مشذوب وتنوعها في عالم الأدب والنقد السينمائي معدّداً كتبه التي زادت عن العشرين كتاباً في مختلف المجالات التي تخصّص فيها.
مشذوب فاجأ الجميع ليتحدث عن نظرية استجابة القارئ قائلاً إنها من أهم من الحديث عن تجربتي في القصة وأن لها علاقة ايضا لأن استجابتنا غير مفهومة.. وأضاف لقد أطلق الأمريكان على التلقي أنه نظرية استجابة القارئ، وعند الألمان نظرية التلقي أو جماليات التلقي وهو حقل تداخلت فيها الآراء والأفكار المختلفة. وأشار الى انه يذهب البعض من النقاد الى أن جذور نظرية التلقي ترتبط بدراسات فرجينيا وولف، بينما يذهب البعض الآخر الى أن تبلور هذه النظرية كان في جامعة كونستانس في ألمانيا على يد هانز روبرت ياوس، والتي أطلق عليها اسم جمالية التلقي ويقول منطوقها أن المقاربات النقدية السائدة برغماتية كانت أم ماركسية أم شكلانية قد حصرت الاهتمام بثلاثة عناصر تشكل بمجموعها عموم الظاهرة الأدبية متفاعلة مع بعضها أو مستقلة وهي: المؤلف والنص والسياق، أشار الى أن الآراء انقسمت الى قسمين، فبعضهم يعتقد بوجود المعنى الظاهر دون الحاجة الى الناقد باعتبار النص إناءً زجاجياً شفافاً يكشف من النظرة الأولى عما بداخله ولا يحتاج الى أيّ جهد حقيقي من جانب القارئ للكشف عنه، وفي ظل شفافية النص كان الناقد مجرد وسيط سلبي بين النص والقارئ. أما الرأي الثاني يقول مشذوب فهو يقوم على أن للنص معنى يحجبه ومهمة القارئ أو الناقد هي كشف المستور عن معنى النص وإزاحة الأستار والحجب عنه. تساءل: هل توجد نصوصٌ بالمستوى الأول فاضحة لأسرارها بحيث تحتاج الى قارئ بسيط يستغني عن الناقد أم أن النصوص التي نكتبها تحتاج الى قارئ نابه وفصيح بسبب الأسرار العظيمة التي ننّوه عنها، والى ناقد أكثر صرامة وجرأة لتفكيك النص؟ ويستدرك الروائي أن العالم الحديث كان يشبه في علاقاته مثل عملية السيفون عندما تريد أن تأخذ منه شيئا فإنه ينزل لك بخرطوم ولكن بعد ظهور البروسترايكا وانهيار جدار برلين، أدى الى تحفز العالم للتغير السياسي المقبل وصحبه شيء من التغير الثقافي لأروبا الشرقية وحلف وارسو من دون أن يكون لذلك أيّ أثر على الوضع السياسي والثقافي العربي، حتّى إذا ما وصلنا الى عام 2001 وأحداث أيلول، تغيرت سياسة العالم كليّاً واتجهت من محاربة الشيوعية الى محاربة الإرهاب وصحبه تغير ثقافي وانفتاح كبير.. ويبيّن أن الجذر الحقيقي لتغير الأوضاع السياسية للعراق هو في عام 2003، وصاحبه تغير كبير في الأوضاع المعيشية والسياسية والثقافيةـ وبالنسبة للوطن العربي هو بعد شيوع الربيع العربي.. ليتساءل مرة أخرى هل أحدث ذلك تغييراً في الوضع الثقافي العربي بالعموم والعراقي بالخصوص؟ ويقول في إجابته انه سؤال يحتاج الى وقفة وتفكير كبيرين، إذ ما زالت الثقافة العراقية ستينية أو سبعينية مسيطرة ويرث القارئ ثقافة النصّ الأجنبي، ليتغنّى به هارباً من واقعه الاجتماعي المرير الى سحر وجمال النص الغربي.