الشاكون هو شكل موسيقي اشتهر في عصر الباروك (بدأ في مطلع القرن السابع عشر) قد يعود أصله إلى رقصة اسبانية جاءت من أمريكا اللاتينية في القرن السادس عشر، ويعتمد على تنويعات لحنية تبنى فوق أساس من لحن قصير في موضع القرار (الباص). هذا اللحن في القرار هو ما
الشاكون هو شكل موسيقي اشتهر في عصر الباروك (بدأ في مطلع القرن السابع عشر) قد يعود أصله إلى رقصة اسبانية جاءت من أمريكا اللاتينية في القرن السادس عشر، ويعتمد على تنويعات لحنية تبنى فوق أساس من لحن قصير في موضع القرار (الباص). هذا اللحن في القرار هو ما يعطي أساس التتابع الهارموني للعمل، يتكرر طوال العمل الموسيقي مع تغييرات بسيطة. يتشابه في هذا مع شكل آخر ارتجالي الطابع هو شكل الباساكاليا الذي يتميز بصرامة أكثر في التقيد بخط القرار. في الحقيقة يصعب التمييز بين الشكلين، فكلاهما ثلاثي الايقاع ويعتمد التنويع على اللحن ويستند الشكلان الى جملة موسيقية قصيرة متكررة في موضع القرار. ويعتقد الباحثون الموسيقييون، أن جذور هذه الأشكال تعود الى فترات سابقة في عصر النهضة، حيث استعمل تكرار اللحن في موضع القرار لبناء قطع موسيقية طويلة لمصاحبة الرقصات لفترات طويلة، في عملية أشبه بالارتجال في موسيقى الجاز اليوم، فهناك سلسلة من التآلفات اللحنية التي تتكرر وتعطي النسيج الأساسي الذي يصاحب العازف المنفرد في ارتجال الألحان. فقدت هذه الأشكال الموسيقية خصوصيتها الأساسية كونها موسيقى راقصة مع مرور الزمن، فنرى إيقاعها قد أصبح بطيئاً لا يصلح للرقص.
كانت فرانشسكا كاتشيني من أوائل موسيقيي الباروك في تأليفها لشاكون تقليدي يعتمد على نفس الخط اللحني القرار في شاكونات ذلك الوقت مثل شاكون تاركينيو مرولا. واشتهر كذلك شاكون للنمساوي بيبر، وآخر للفرنسي جان باتيست لولي والانكليزي العظيم هنري برسل حتى نصل شاكونات هندل وباخ اللذان كانا من بين عدد كبير من المؤلفين الذين استعملوه في المتتابعات، وهنا نعود من جديد الى الصلة مع الأشكال الراقصة، فالمتتابعات هي موسيقى راقصة في الأصل استعملت لمصاحبة تسلسل معين من الرقصات في العصور السابقة للباروك. ولا تزال بعض الشعوب تحافظ على تسلسل رقصاتها، على سبيل المثال رقصات بعض القرى المجرية في ترانسلفانيا (برومانيا اليوم) حيث يوجد تسلسل صارم للقطع الموسيقية التي تصاحب توالي وتتابع الرقصات المختلفة.
ومثل الكثير من الأشكال الموسيقية القديمة، خبا بريق هذا الشكل مع بدء عصر الموسيقى الكلاسيكية ثم الرومانتيكية وظهور أشكال السوناتا والسيمفونية، لكنه لم يختف تماماً. فهناك الكثيرون ممن استعملوا شكل الشاكون في أعمالهم أهمهم برامز في القرن التاسع عشر، واستمر هذا حتى في القرن العشرين فقد عاد العديد من الموسيقيين المعاصرين إلى هذا الشكل مثل بيلا بارتوك وغوستاف هولست وآرتور اونيغر وجورج ليغتي وكشيشتوف بندرتسكي فيليب غلاس وغيرهم ممن كانوا يستكشفون الحدود الموسيقية من جديد لكن بمحتوى تجريبي معاصر.