واقع المرأة في مجتمعاتنا أثر وبوضوح على واقعها الثقافي، في الوقت الذي كان يتوجب على الثقافة والتعليم بوجه الخصوص، أن ينصف المرأة إلا أن من المؤسف أن الثقافة والتعليم كانا سلاحين غير مباشرين قد وجها بقوة نحوها، نوقشت هذه الموضوعة ضمن جلسة أقيمت في الا
واقع المرأة في مجتمعاتنا أثر وبوضوح على واقعها الثقافي، في الوقت الذي كان يتوجب على الثقافة والتعليم بوجه الخصوص، أن ينصف المرأة إلا أن من المؤسف أن الثقافة والتعليم كانا سلاحين غير مباشرين قد وجها بقوة نحوها، نوقشت هذه الموضوعة ضمن جلسة أقيمت في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق مساء يوم الاربعاء الفائت، على قاعة الجواهري، بعنوان " ثقافة إخضاع الانثى..".
قدم الجلسة الناقد د. احمد الزبيدي والذي لم يطل في كلمته، حيث شبّه جلسة اليوم بآلة العود، ومحاضرها بالوتر الجديد الذي سيضاف إلى هذه الآلة، وهذا الوتر سيقدم لنا زاوية جديدة ومختلفة تماماً عمّا اعتدناه ..
المحاضر الناقد عبد العظيم السلطاني رفض أن يناقش ما يتعلق بثقافتنا الراهنة عن المرأة، كما انه لم يشر إلى التمييز الجنسوي الثقافي الحاصل ضد المرأة بقدر ما هو تعبير عن ثقافة غاية الإخضاع للأنثى.. قال السلطاني " انا اتجاوز خلال هذه المحاضرة التنظيرات لتقديم الموضوع بصورته المبسطة، وسأركز عمّا يخص المجتمع العراقي وواقعه، مستنداً الى موضوعات علمية، كمصادر ثقافية، وسأركز على مناهج وزارة التربية والتعليم في العراق لأنها الجانب الاول الذي يُركز على دور المرأة في المجتمع، وتعريف هذا الدور وزراعته في روح وفكر الطفل ..".
الحديث هنا ليس عاماً بل مشخص، وحين يكون عاماً سيكون اقل نفعاً للواقع، لهذ السبب اختار المحاضر الحديث بشكل واضح عن بث ثقافة اخضاع المرأة ضمن المناهج الدراسية لوزارة التربية العراقية وقال "سأتحدث بشكل واضح ومحدد عن مؤسسة وزارة التربية وما تقدمه من خطاب ثقافي متعلق بمسألة المرأة، المجتمعات المتحضرة لها خصوصيات هذا المجتمع اصبحت لديه ثقافة متعلقة أن الانثى انسان شأنها شأن الرجل، وإن لديها حقوقاً وواجبات، هي انسان تحتاج لفرص مكافئة لفرص الرجل، القيم الثقافية هي خلاصة وعي المجتمعات، وحين نتحدث عن الثقافة سنتحدث عن مجموعة قيم، لنتساءل ماهي الآليات التي اتخذت في اخضاع المرأة؟ هنالك آليات مقصودة واخرى غير مقصودة، وهنا يذكر المحاضر أن "المراة لم تُشرك كمؤلفة لأيّ كتاب من كتب الابتدائية، والتي تتعلق في كتاب لتنشئة الاطفال، ويفترض انها اكثر خبرة بالطفل من الرجل فلماذا لم تشرك بتأليف اي كتاب؟".
وأضاف "سنجد في المرحلة الابتدائية أن 29% من الصور والأسماء متداولة في المناهج للأناث، وحتى الوصول للمرحلة الثانوية تقل نسبة تداول اسماء وصور الاناث إلى 10%، وذلك بسبب التوجه الديني، ذلك أن هذه المرحلة هي دخول الطالبة إلى مرحلة تحول لإمرأة وهذا هنا فيه دعوة لحجبها".
وأكد السلطاني قائلاً "لا يوجد تعريف بالاسم النسوي سواء كان الاسم للشاعرة أم الروائية، وهنا اساس وجود الانثى قليل وما يتعلق بصورة المرأة العاملة خارج المنزل عادةّ الصور على قلتها في المناهج اغلبها وهي تجلس في البيت وتغسل الصحون وتربي الأولاد وهذه بحدّ ذاتها رسائل للطفل تدعو الى اخضاع المرأة." مبيناً أن "اعظم اشكال الاخضاع هو ايجاد هذا الجسد ضمن حيز محدود، إذاً هنالك مجموعة آليات مبطنة تعبر عن هيمنة الثقافة".
بعد أن قدم محاضر الجلسة الناقد عبد العظيم السلطاني، قراءات نصوص منهجية في المدارس تتضمن دعوة لاخضاء المرأة، بدأت المداخلات من قبل الحضور وكانت أولاها للناقد فاضل ثامر الذي قال "ركز الناقد على جانب لغوي وثقافي لاخضاع المرأة، لكني انتقل الى نقطة اجرائية، وهي هل نستطيع نحن كاتحاد الأدباء، أن نزحزح هذه الصورة ونقدم مادة ثقافية نوجهها للوزارات ليتم تعديل منظومة المنهاج بما يخص المرأة، ونخاطب اتحادات كتاب العرب والمجامع العلمية حول امكانية تطبيق التعديلات الوظيفية كصفة "وزير ونائب ومدير وتحويلها الى وزيرة نائبة ومديرة"، يجب أن نبادر الى مخاطبة المجامع ولنبدأ بأنفسنا". أما كلمة الناقد والباحث ناجح المعموري فجاء فيها "اعتقد أن موضوعة الثقافة هذه هو خطاب صدر عن وعي كامل لم تكن المسألة اعتباطية، وهذا الضبط والانسجام في كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة لم تكن باللا وعي، وهنالك خطاب وسياسة ثقافية ملزمة للجان".وأضاف المعموري قائلاً " ملاحظة أخرى، كنت اتمنى الاشارة لنظام الامومة الذي كان سائداً في بداية الحضارات الشرقية في لحظة انتاج وتعمق الحضارة كان الخطاب بالكامل خطاباً أمومياً، اذا المسألة ليست مسألة لجان ووعي، ولكن المهيمن الأساس الذي يمتلك القدرة ليس على الاخضاع فقط بل موضوعة الإزاحة والتعديل".