TOP

جريدة المدى > عام > وجوه الحب الثلاثون..دون جوان من كل مكان وزمان

وجوه الحب الثلاثون..دون جوان من كل مكان وزمان

نشر في: 19 أغسطس, 2017: 06:01 م

|    19    |
يخبرنا أوفيد في كتابه "فن الهوى" أن كلمة الحب كانت من أولى الكلمات التي عرفها الإنسان، وهي كذلك من أكثـر الكلمات التي تتردد على ألسن الناس، والحب كما شرحه لنا مؤرخوه ثلاثة أنواع، أولها الحب العذري كما يقول

|    19    |

يخبرنا أوفيد في كتابه "فن الهوى" أن كلمة الحب كانت من أولى الكلمات التي عرفها الإنسان، وهي كذلك من أكثـر الكلمات التي تتردد على ألسن الناس، والحب كما شرحه لنا مؤرخوه ثلاثة أنواع، أولها الحب العذري كما يقول العرب، والافلاطوني كما وصلنا من الاغريق، وتعبير العذري نسبة الى قبيلة من العرب اسمها " بني عذرة "  كان شبابها وفتيانها يحبون في اخلاص دون أن يفكروا في الزواج من المحبوبة أو معاشرتها وبلغ بهم الحال أنهم إذا احبّوا ماتوا حباً، " وقد قيل يوماً لرجل من بني عذرة: اتعدون موتكم في الحب مزية وهو ضعف البنية، وضيق الرئة ؟ فقال: والله لو رأيتم المحاجر البلج ترشق بالأعين الدعج من فوقها الحواجب الزج والشفاه السمر تفتر عن الثنايا الغر كأنها نظم الدرر، لجعلتموها اللات والعزى ولنبذتم الاسلام وراء ظهوركم "(الحب المثالي عند العرب.. الدكتور يوسف خليف). وقيل لإعرابي ممن الرجل ؟ فقال  من قوم إذا أحبّوا ماتوا. فقالت امرأة سمعته: عذري ورب الكعبة، فقيل له مم ذاك ؟ فقال في نسائنا صباحة وفي رجالنا عفة.

بين أفلاطون ومجنون ليلى
أما افلاطون الذي علق الأوربيون نوع من انواع الحب  على مشجبه، فهو الذي يخبرنا في محاورته الجمهورية، اننا نحن البشر مجرد صورة أو خيال لعالم آخر، هو العالم المثالي، وما دمنا نحن صورة لهذا العالم الغريب البعيد الخالد، فإن حبنا كذلك حب وهمي وخيالي، لايتحقق إلا في عالم الأرواح ، والنوع الثالث من الحب يمثله العاشق المغامر، فإذا كان المحب الأول يرفض فكرة الاتصال الجسدي، والثاني يمزج بين الروح والجسد، أما الثالث فهو يرفض المثالية في الحب، أنه لايؤمن إلا بالاتصال بمحبوبته، وأي حديث عن الروح والعذرية في نظره حديث فارغ ،  لايفكر به إلا العاجزون. وهذا المحب الثالث أطلق عليه في العصر الحديث اسم " دون جوان " ، وهو اسم لرجل حقيقي، عرف أول مرة من خلال رواية اسبانية صدرت في اوائل القرن الخامس عشر، كان مؤلفها شاعراً ، ويحدثنا الدكتور لطفي عبد البديع في كتابه "دون جوان في الأدب الاوربي" عن هذا الفارس الطويل القامة، الأسمر الوجه مع وسامة وجرأة، وقد تدلى سيفه من وسطه، والذي صاغ صورته الاولى كاتب اسمه  في غابرييل تيليز  لم يدر بخلده  حين كتب مسرحية  "ماجن اشبيلية"، ونشرها باسم تيرسو دي مونيلا سنة 1630، أنه وضع نواة أسطورة خالدة. فقد أراد أن يقدم حكاية ذات مغزى أخلاقي يدين ظاهرة التغرير بالعذارى المتفشية في عصر إسبانيا الذهبي. فابتكر شخصية دون جوان الماجنة كأمثولة للاتعاظ والاعتبار،  وإذا بهذا الماجن الفنان بإغواء النساء ينتشر بسرعة في الوسط الشعبي ثم  يبرز في فضاء الأدب ويسطع ليجذب ويفتن عدداً هائلاً من الشعراء والرواة والفلاسفة والمسرحيين والموسيقيين وعلماء النفس والاجتماع.
ودون جوان الذي كان يلاحق  جميلات إسبانيا، أخذ يتنقل من بلد الى بلد. فأثار جدلاً صاخباً في باريس حين قدمه موليير، وصار حديث اغلانكليز في النسخة التي كتبها  لورد بايرون.
ونعود الى مسرحية " ماجن أشبيلية " التي تنقلنا الى القرن الرابع عشر، لنتعرف على الشاب النبيل والجميل دون جوان الذي يستهتر بالقيم والأخلاق ولا يبالي بشيء غير إغواء النساء. ولتحقيق غايته ، يسافر الى معظم بلدان العالم باحثاً عن  عشق جديد  .
وبعدما يوقعه الفتاة في غرامه ، يدير لها ظهره غير مكترث بها. وبطيشه هذا يخلق عدداً كبيراً من الحاقدين الذين يريدون قتله. وإذا صادف أحدهم، بارزه وقتله أو أمعن في الهروب.
تغطي المسرحية مغامراته الأخيرة، وتبدأ بإغواء الدوقة ايزابيلا والفلاحة بيسبا في نابولي وبهروبه الى اشبيلية حيث يضع عينيه على الحسناء دونا آنا. ينتحل شخصية صديق ابن عمها الماركيز دي لادونا ويستعير منه رداءه ثم يدخل مقنعاً تحت جنح الليل الى حديقة منزلها. تطلب منه دونا آنا أن ينزع القناع، فيرفض فتصرخ طالبة النجدة. يسرع إليها والدها النبيل والقائد العسكري غونزالو ويبارز دون جوان الذي يقتله ويهرب.
بعد مدّة، يرجع الى اشبــيلية ويمر بساحة الكنيسة، فيستوقفه تمثالان فوق ضريحين، الأول لـ غونزالو والثاني لابنته. يسخر من تمــثال غونزالو ويدعوه هازئاً الى العشاء. ولذهوله يلبي التـــمثال الدعوة ويخبره بأن ساعته قد حانت. ينهار دون جوان ويتوسل المغــــفرة. يجيبه التمثال أن لا غفران للممعن في الضحك على النساء.
تبنى موليير مسرحية تيرسو، لكنه نقلها من اشبيلية الى صقلية وكيّف شخصياتها لتلائم المجتمع الفرنسي. ونتج عن هذا اختلاف بين الدون جوانين. إذ جعله موليير صاحب فلسفة ينتقد الرياء والتظاهر الكاذب بالفضيلة والدين، ويسخر من أولئك المنافقين ويصرح علناً بأنه لا يؤمن بما يؤمنون ولا يتبع الكنيسة التي يتبعون.
والمضحك في تصريحه أنه ينتقد نفسه لأنه منافق كبير! ويكرر موليير هذه المواقف الكوميدية وخاصة في الحوار بين دون جوان وخادمه الخاص سفاتاريل، الذي يقدم لنا صورة عن دون جوان :" دون جوان ياسيدي اعظم انسان تعيس يعيش حملته على طحها الأرض، سفاك، كلب، شيطان، مارق ، لايؤمن بالحياة الأخرى، ولا بالقديسين، لابالرب ولا بالشيطان، ودائماً يتوجه الى الحياة  البويهيمية، انت تقول انه  تزوج سيدتك، فلتعلم أيضاً انه قد يذهب بعيداً ويتزوج كلبتك وصولاً الى قطتك، انه مزواج على جميع الاتجاهات.. وعندما وصل الأمر عند صديقك الى درجة لايبقى فيها لديه قطرة من ضمير ، يمكنك أن تعتبر أن كل شيء قد انتهى".
ومسرحية موليير التي قدمت عام 1665 اطلق عليها في البداية اسم  "الوليمة الحجرية " ولم تعرض في حياة مؤلفها سوى يوم واحد فقط بسبب نقمة رجال الكنيسة عليها، حيث رأوا فيها الشقيقة الكبرى لمسرحية موليير طرطوف التي سخر فيها من رجال الدين المزيفين.

الدون جوان الثائر
شخصية دون جوان تدين بالكثير من شهرتها العالمية الى لورد بايرون الذي طورها وكساها بالسمات الفردية التي تميّزها. فبدت كظاهرة إنسانية معقدة وليست مجرد نمط فاسد لرجل يبحث عن النساء فقط . وشكّلت قصيدته الملحمية "دون جوان" عام  1821، التي تتألف من 17 جزءاً، نقطة تحول في استيعاب هذه الشخصية أدبياً وفنياً وعلمياً .
فقد اختار بايرون أن يقول من خلال  "بطله " أشياء كثيرة تتجاوز هذا حكاية الدون جوان ، بل لأنه أيضاً رسم لـ  دون جوانه  ملامح جديدة تماماً ،  أهمها أن دون جوان لم يعد هنا ذلك المغامر زير النساء فاسد الأخلاق، الذي تقول لنا اسطورته انه لم يكن ليتوقف عن اغواء النساء ثم هجرهن بكل صفاقة، بل صار بين يدي بايرون، فتى جذاباً ارستقراطياً، تسعى النساء أنفسهن الى اغوائه، ومذ كان يافعاً، بحيث يصبح هو الضحية، في أكثر الأحيان. وفي هذا الاطار كان" دون جوان" بايرون، نقطة انعطافية في تاريخ فهم هذه الشخصية والتعامل الفني والشعبي معها. بل في الحقيقة وحتى خارج هذا الإطار الرابط بين المسرحية الأصلية والقصيدة البايرونية، يمكننا أن نقول اليوم بسهولة واطمئنان، إن هذه " الملحمة الساخرة"  كما دوّنها الشاعر الإنكليزي الكبير، تعتبر نقطة انعطافية في تاريخ الشعر... حتى وإن كان صاحبها لم يعش حتى يراها منشورة بكاملها، أي بأناشيدها الـ16. فهي نشرت في العام 1826، بعدما كانت أجزاء منها نشرت متفرقة خلال حياة بايرون الذي رحل عن عالمنا في العام 1824.
وفي ملحمة بايرون  دون جوان، نحن في مواجهة  فتى من عائلة نبيلة في اشبيلية، يتيم الأب، يحدث له وهو في السادسة عشرة من عمره، أن تفتن صديقة لأمه بجماله وتغويه، فتغضب الأم حين يتناهى ذلك الى علمها، وترسله ليعيش في الخارج بعيداً من تلك الإغراءات التي أحسّت أنها ستتكاثر من حول الفتى ولا سيما من جانب صديقاتها،غير أن السفينة التي يسافر دون جوان على متنها تغرق، ليجد الفتى نفسه في جزيرة يونانية، تعثر عليه فيها الصبية هايدي الجميلة، وهي ابنة لقرصان يفرض سلطته على تلك الجزيرة ، وتغرم به هايدي ، بل توقعه في غرامها، وحين يعلم الاب بذلك  يقرر طرد الفتى  فيربطه  بالأغلال ويرميه فوق سفينة من سفن القراصنة. وإذ تجن هايدي ثم تموت متأثرة بحزنها، يباع جوان كعبد الى سلطانة من الاتراك  هي غولبيار، التي تغرم به بدورها... لكنها لم تكن الوحيدة في قصرها المنيف، إذ انها سرعان ما تفاجئه في خلوة غير متوقعة مع بعض الجواري فتعتقله وتهدد بقتله في ثورة غضبها... لكنه يتمكن من الهرب حيث يلتجئ الى القوات الروسية التي كانت تحاصر القسطنطينية. وهو إذ يشارك في القتال يبلى بلاءً حسناً، ما يجعل القائد يبعث به، مع رسالة، الى سانت بطرسبرغ، حيث ينال حظوة لدى كاترينا الثانية التي لفرط ما تثق به، ترسله في بعثة ديبلوماسية الى البلاط الانكليزي في لندن... وهنا يكمن، بالنسبة الى لورد بايرون على الأقل، بيت القصيد، إذ انه من خلال الحياة التي يعيشها دون جوان في العاصمة الانكليزية، يتمكن الشاعر من رسم صورة شديدة السخرية والمرارة، للحياة الاجتماعية والسياسية في انكلترا، وبخاصة من خلال الصور الشعرية التي يرسمها الراوي، الذي هو، حيناً، الشاعر نفسه، وفي بعض الأحيان نبيل اسباني، وفي أحيان أخرى شخصية رجل انكليزي عاش في اسبانيا ويتقن الاسبانية لنكتشف بعدها ان  الشاعر بايرون لم يكتب ملحمته الشعرية دون جوان  بو إلا لكي يقدم صورة لما يعانيه المجتمع الارستقراطي الانكليزي من مظاهر كاذبة ، وليخبرنا ان الحب اصبح مجرد نزوة عابرة في مجتمع تضيع فيه القيم.

دون جوان عربي
كان مجنون ليلى عاشقاً، والكثير من مؤرخي الأدب يعتبرونه شاعراً عذرياً، لكن وفي ديوان قيس بن الملوح  الذي حققه عبد الستار فراج، نجد أن قيس بن الملوح كان نسخة من دون جوان الاسباني، فحبه تختلط فيه العفة  بالرغبة والشهوة ، فنجده يقول وقد ضمَّ ليلى الى صدره :
ضممتك  حتى قلت ناري قد اطفئت
فلم تطف نيراني وزاد وقودها
ويقول في بيت آخر
فان كان فيكم بعل ليلى .. فإنني
وذي العرش قد قبلت ليلى ثمانية
والى جانب قيس ابن الملوح ، كان هناك عمرو بن ربيعة، وجميل الذي عشق بثينة وغيرهم، لكن ابرزهم كان كاتباً عربياً ألف كتاباً عن الحب، كان هذا الكاتب وزيراً وفقيهاً في الدين، ومولعاً بدراسة النحو والتفسير والفلسفة.. وأضاف لها أهواء المحبين.
هذا الكاتب الذي عاش قبل اكثر من الف عام اسمه محمد بن حزم الاندلسي، واسم كتابه "طوق الحمامة  في الآلفة ولآلاف" اي في الحب والمحبين، ولعله الكتاب الغرامي الوحيد في أدبنا العربي  وفيه يصور اشكال الحب  واخلاق المحبين وما يكون بينهم من هجر ولقاء ووصال ، وإشارات بالعيون والأيدي وحديث  بالحكم  والأمثال والأشعار، ونجد ابن حزم يتطرق لموضوعة  دون جوان ويصب اللوم على هذا العاشق الكاذب : "أن العاشق المحترف الكذاب ، يحب من أول نظرة، وليس هذا من شأن العاشق الحقيقي، فإن الحب من أول نظرة ليس حباً، لكنه شهوة مغلفة بغلاف الحب ، واني لأطيل العجب في كل من يدعي انه يحب من نظرة واحدة، ولا أكاد أصدقه، ولا اجعل حبه إلا ضرباً من الشهوة ، وما لصق بأحشائي حب قط  إلا مع الزمن الطويل، وبعد ملازمة المحبوب لي دهراً، واشتراكي معه في كل جد وهزل .
والعاشق المحترف في نظر ابن حزم هو ذلك الذي يتمكن منه الحب كلما أزداد من محبوبته اقتراباً : "ومن الناس من يقول إن دوام الوصال يقتل الحب ، وهذا قول خاطئ، انما ذلك يكون لأهل الملل ـ بل كلما زاد الانسان وصلاً زاد اتصالاً" . دعني اخبرك  أني ما رويت قط من ماء الوصل  إلا وازددت ظمأ . ولقد بلغت من التمكن بمن أحب ابعد الغايات"  .  وكان لابن حزم صديق  اسمه عامر بن ابي عامر، وكان دون جوان زمانه، ونجد ابن حزم يصفه في الكتاب :" كان من أهل الأدب والذكاء  والنبل والخلق  والمنصب  وكان حسن الوجه  جميل الصورة ، وهو ممن لبس لباس الحب وهو ملول ، كان يرى الفتاة فلا يصبر عليها ، ويحيق بها الغم والهم  ما يكاد يقتله حتى يملكها، ولو كان دون ذلك شوك القتاد ، فإذا اصبحت ملكه صارت المحبة كراهية، وصار الأنس بها شروداً والقلق اليها قلقاً منها".
ويضع ابن حزم تعريفاً للحب في كتابه فيقول :
" هناك أنواع من الحب ، فهناك الأم التي تحب ولدها مثلاً أو الرجل الذي يحب أخاه وتلك محبة القرابة ، وهناك محبة الجنس الآخر، ولكن حتى يبلغ لذته، ثم يموت هذا الحب بعد ذلك، وهذه هي الشهوة ، وهناك محبة العشق الذي يتمكن في النفس ويتغلغل فيها، ولايشفى الإنسان منه إلا بالموت"  ويضيف في صفحات أخرى : الحب – أعزك الله – أوله هزل وآخره جد، دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وليس بمنكور في الديانة، ولا محظور في الشريعة".
ثم نجد ابن حزم يتحدث عن المرأة وسحرها : " كم جادلت من العلماء .. إلا أن مجادلة النساء كانت أكثر نفعاً، فلقد شاهدت النساء وعلمت من أسرارهن مالا يكاد يعلمه غيري لأني تربيت في حجورهن، ونشأت بين أيديهن، ولم أعرف غيرهن".
حياة مثقلة بالحزن
ورث لقب لورد عندما كان في العاشرة من عمره ، لكنه عاش طفولة بائسة حزينة ، لم يذق فيها طعم الحب الحقيقي ، ولم يعرف حنان الاهل ، فقد كان والده " جون بايرون " باردا جافا ، هجر عائلته بسبب المشاكل بينه وبين زوجته والتي كانت ام قاسية وعصبية ، عانى الطفل بايرون من عرج واضح في احدى ساقيه ، سبب له حرجا شديداً ، ولكي يعوض هذا العيب تفرغ للقراءة والدراسة ، فاصبح وهو في سن الخامسة عشر مشهورا بين زملائه الطلبة ، فنشر اولى دواوينه وهو طالب وكان بعنوان " ساعات الكسل " الذي حقق نجاحا كبيرا، ويقال ان عشرة الاف نسخه منه نفذت خلال الشهر الاول ، احب وهو في التاسعة من عمره فتاة صغيرة  اسمها " ماري داف " ، ورغم انه احب من بعدها الكثير من النساء، إلا انه ظل يقول :" ومع ذلك مازلت أذكر احاديثها الرقيقة  وتقاطيعها الجميلة" ، ومنذ ان بلغ الثالثة عشر من عمره اخذ يكتب قصائد الغزل  ويتعرف على عالم النساء  ، والمتتبع لسيرة بايرون  يندهش من كثرة عدد النساء  اللواتي اقام علاقات معهن ، او بادلهن الحب ، لكن الحب الوحيد كان مع " آنا ميلينا " التي كتب لها:
"هذا هو حالي
ولن آرى سحرك مرة آخرى ، ففي البقاء عذابي ، وفي قربك حسرة دائمة ، ساكون حكيماً ان رحلت  وهربت بعيدا عن الاغراء فلا استطيع  ان آرى جنتي ، ولا ارغب العيش فيها من جديد " .
ورغم صخب الحياة التي عاشها بايرون  ورغم النساء والمجد والشهرة والحب ، فقد كان حزينا دائما  ونجده يكتب في يومياته :" ها انذا اذهب الى الفراش بقلب مثقل بالحزن  لاني عشت كل هذه الاعوام من دون فائدة ، ولكني لا اشعر بالاسف على ما فعلت قدر أسفي ، انني ضيعت بعض أيامي دون حياة" .  توفي بايرون عن 36 عاماً  وكان منفيا في اليونان ، واهتزت اوربا لرحيله ، فقد رأت في حياته كفاحا مع القوى الرجعية ينم عن عزم وبطولة ، وانتشر أثره بين الناس  خلال القرن التاسع عشر انتشارا عجيبا  واتسمت حركته باسم " البايرونية " وقد تجلت في لوحات ديلاكروا وموسيقى برليوز واشعار هيجو ولامارتين ، واوحت بازياء خاصة لاوربا ، واساليب مستحدثة في التفكير .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البنك الدولي: 53 مليار دولار تكلفة إعمار غزة خلال 10 سنوات

ارتفاع أسعار صرف الدولار في الأسواق المحلية

منتخب الشباب يتأهل إلى ربع نهائي كأس آسيا

إيران: أي استهداف للمنشآت النووية يعني اشتعال المنطقة بأكملها

3 مباريات جديدة في دوري نجوم العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد:أريش فولفغانغ كورنغولد

صورة سيفو في مرآة الوهايبي

"مُخْتَارَات": <اَلْعِمَارَةُ عِنْدَ "اَلْآخَرِ": تَصْمِيمًا وَتَعْبِيرًا > "لِوِيسْ بَاراغَانْ"

"حماس بوينس آيرس" أول مجموعة شعرية لبورخس

علي عيسى.. قناص اللحظات الإبداعية الهاربة

مقالات ذات صلة

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت
عام

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت

أدار الحوار: مارسيلو غلايسر* ترجمة: لطفية الدليمي ما حدودُ قدرتنا المتاحة على فهم العالم؟ هل أنّ أحلامنا ببلوغ معرفة كاملة للواقع تُعدُّ واقعية أمّ أنّ هناك حدوداً قصوى نهائية لما يمكننا بلوغه؟ يتخيّلُ مؤلّف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram