TOP

جريدة المدى > عام > الروائي عباس جعفرالحسيني للمدى:"البعض يتهمني أنني أهدم منهج الروايةالقديمة وهذا بحق اتهامٌ يرضيني"

الروائي عباس جعفرالحسيني للمدى:"البعض يتهمني أنني أهدم منهج الروايةالقديمة وهذا بحق اتهامٌ يرضيني"

نشر في: 20 أغسطس, 2017: 09:01 م

يخوض الروائي "عباس جعفر الحسيني" في الاشكاليات الحياتية بين الواقع الاجتماعي والسياسي،  وقصص الحب التي تتخذ من الطابع الانساني رمزيات كثيرة يتسلل من خلالها الى المنطق الانساني في الحياة والحريات الشخصية التي تتوارى خلف الأبطال بأسلوب درامي ينتفض

يخوض الروائي "عباس جعفر الحسيني" في الاشكاليات الحياتية بين الواقع الاجتماعي والسياسي،  وقصص الحب التي تتخذ من الطابع الانساني رمزيات كثيرة يتسلل من خلالها الى المنطق الانساني في الحياة والحريات الشخصية التي تتوارى خلف الأبطال بأسلوب درامي ينتفض احياناً على الحداثة، واحياناً أخرى يعلن ثورته على المنهج القديم للرواية،  فيضع القارئ امام الحكاية بأسلوب روائي يشد أزره بتراثيات المجتمعات عاداتها وتقاليدها وحتى لهجتها والمعاناة الكثيرة التي يتعرض لها الأكراد.

كما يفتح روايته "افيندار"  على حياة الأكراد المجهولة بالنسبة للكثيرين بمشاركتهم تقاليدهم وتمسكهم حتى بأبسط الأشياء.  ولنعيش مع أبطاله الواقع الكردي بكل تفاصيله في رواية "افيندار " ومع الروائي " عباس جعفر الحسيني " أجرينا هذا الحوار:
* لماذا افيندار وماذا تعني؟
- افيندار هي كلمة كردية باللهجة الكرمنجية ومعناها عاشق، وهي تعكس في زوايا كثيرة عشقي الشخصي والفكري والثوري والإنساني... هي ملحمة من ملاحم النضال الكردي في العصر الحديث،  بعيداً عن الكليشيهات والأدبيات والاسقاطات ... هي ببساطة تجسيد لواقعنا وصراعاتنا،  حبنا وانانيتنا والأقفاص التي سجنا عقلنا واجسادنا بداخلها... حيث لا يحررنا إلا العشق الإنساني الخلاق وهنا نتحدث عن عشق واقعي، وليس افلاطونياً أو وهمياً تنظيرياً.. بل العشق الذي يسير على الأرض ما بين البشر والأرض والطبيعة والثورة.
* لماذا تطرح هذا الموضوع الشائك في رواية افيندار؟
- في البدء وقبل الأجابة فعلياً، فإني عادة أطرح مواضيع شائكة في كل رواياتي ففي "آخر أيام السكوكع" نقلت التراث العاملي وأرخته، وتحدثت عن المرأة المظلومة في مجتمعنا الشرقي من خلال النساء العامليات، وطرحت إشكالية الغزو الثقافي للمجتمع الجنوبي سواء بلباس عراقي أو إيراني،  وهو ما قاومت تلك النسوة ضدها من دون أي خلفية دينية أو إيديولوجية لا بعفوية فطرية تمثل أولاً برفضهن خلع المنديل الأبيض الطويل الذي تمتاز به بلاد الشام وفلسطين... في "رقص تحت أشجار الكستناء" كان سقوط الاتحاد السوفياتي والعلاقة مع اليهود ... في "فتوى في بيت ابراهيم" كانت الفتوى الدينية وثورة رجال الدين والصراع الداخلي في الفكر الشيعي حول اعتماد منهج جديد ولو بالعودة إلى حادثة تاريخية منذ أكثر من 100 عام ...هنا استذكر قول أحد النقاد أنه "عندما تقرأ للكاتب عباس الحسيني عليك قبل أن تتذكر أن تقرأ للباحث"... البعض يتهمني أنني اهدم منهج الرواية القديمة، وهذا بحق اتهام يرضيني... فمن يقرأ من جيل اليوم ولماذا ننفر من الرواية أليس بسبب هذا الوصف الممل المتعب الذي يحاول كل كاتب أن يطلق مواهبه اللغوية أو الفلسفية في رواية يحتاج من يقرأ اليوم الى أن تكون سريعة ومشوقة ومفعمة بالأحداث كحال السينما...
لذا في روايتي الحالية "افيندار" طرحت إشكالية العلاقة مع الكرد .. هواجس الكرد ..احلامهم .. قمعهم .. نضالهم  الحالي ودورهم في حربي سوريا والعراق من خلال شخصيات واقعية حقيقية ... اذاً الرواية هي أيضاً وأيضاً وكعادتي رواية مستمدة من الواقع ... علني بذلك افتح ثغرة حب وتعايش بين مكونات بلادنا بأجمعها.
* فـي رواياتك غالباً ما تلتقط التقاليد والمواضيع الاجتماعية المرتبطة بسلبيات كثيرة ما الذي تريده من الرواية؟
- الرواية في نظري هي انعكاس الواقع حتى في اللغة ... البعض يعتبر أن استخدام اللغة المحكية معاداة للغة العربية لغة القرآن... وهنا اسأل لماذا، ونادراً ما وصلت الرواية العربية إلى العالمية.. وحده نجيب محفوظ الذي سجل بيئة الحارات المصرية بثلاثيته الرائعة قصر الشوق وبين القصرين والسكرية... فيما عدا ذلك باتت الرواية العربية بعيدة عن واقع الناس كحال المسلسلات اللبنانية،  فأنت تصغين للهجة غير موجودة في الشارع ... اللهجة البيضاء أو ما يتفق عليه الجميع كلهجة موحدة للشارع اللبناني .. الرواية العربية غاصت في إشكالية السرد الرتيب باتت وكأنها عرض ذاتي للكاتب وهنا تقع في الانفصال .. الانفصال عن أرض الواقع الذي أدى إلى هذه الهجرة من الجيل الجديد للرواية والأدب العربي .. افيندار رواية تشبهنا هي عنا عن بلادنا عن لبنان وسوريا والعراق عن الكرد والعرب المسيحيين والمسلمين الشيعة، والسنة الدينيين واللادينيين .. هي تلامس اشكاليتنا الفكرية والنفسية والإنسانية... تطرح اسئلة وتحاول الإجابة عليها تترك للقراء حرية البحث والاختيار والانتماء تضعه أمام مسألة عويصة يضطر من خلالها هو إلى التدقيق علّه بذلك يخرج من النمط الذي تربى عليه أو سجن بداخله.
* هل تتوقع أن تواجه الرواية انتقادات كثيرة؟
- سألتني قبل عن الاشكالية في رواياتي وهذه الإشكالية هي المسؤولة دوماً، والموجودة في كل رواياتي وأكثرها في افيندار، حيث اطرح نضال الكرد في سوريا والعراق،  وتركيا سبي الايزيديات الهجرة إلى أوروبا سجون النصرة وداعش... كل هذا وأكثر ضمن عدة شخصيات حقيقية في الرواية مستندة إلى أحداث واقعية، أريد أن أخبرك هذه الرواية وضعت بعد الاطلاع على عشرات الكتب ومئات المقالات والتسجيلات والوثائق والاغاني والموسيقى والأرشيف.. هي نتاج جهد وبحث مضني ومقابلات وشهادات حية تم جمعها وتوليفها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البنك الدولي: 53 مليار دولار تكلفة إعمار غزة خلال 10 سنوات

ارتفاع أسعار صرف الدولار في الأسواق المحلية

منتخب الشباب يتأهل إلى ربع نهائي كأس آسيا

إيران: أي استهداف للمنشآت النووية يعني اشتعال المنطقة بأكملها

3 مباريات جديدة في دوري نجوم العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد:أريش فولفغانغ كورنغولد

صورة سيفو في مرآة الوهايبي

"مُخْتَارَات": <اَلْعِمَارَةُ عِنْدَ "اَلْآخَرِ": تَصْمِيمًا وَتَعْبِيرًا > "لِوِيسْ بَاراغَانْ"

"حماس بوينس آيرس" أول مجموعة شعرية لبورخس

علي عيسى.. قناص اللحظات الإبداعية الهاربة

مقالات ذات صلة

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت
عام

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت

أدار الحوار: مارسيلو غلايسر* ترجمة: لطفية الدليمي ما حدودُ قدرتنا المتاحة على فهم العالم؟ هل أنّ أحلامنا ببلوغ معرفة كاملة للواقع تُعدُّ واقعية أمّ أنّ هناك حدوداً قصوى نهائية لما يمكننا بلوغه؟ يتخيّلُ مؤلّف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram