TOP

جريدة المدى > عام > ورود تمسك شمعة للظل

ورود تمسك شمعة للظل

نشر في: 28 أغسطس, 2017: 12:01 ص

أقل من الثلجِ نظرتي. آقل من الاصابعِ في كلام تأملّي. أفهم هذه الورود الضجرة  من الشمس في لوحةِ المتحف. لطهارة جسدي في الليلِ، أحرقُ شمعةً .وأملأُ دهشتي بقبعةِ الليل .تحليقي الاحمق وفي فمي تفاحةٌ أستطيعُ أنْ أَكونَ في الماضي. أمرقُ وبشكلٍ غير مرئ

أقل من الثلجِ نظرتي. آقل من الاصابعِ في كلام تأملّي. أفهم هذه الورود الضجرة  من الشمس في لوحةِ المتحف. لطهارة جسدي في الليلِ، أحرقُ شمعةً .وأملأُ دهشتي بقبعةِ الليل .تحليقي الاحمق وفي فمي تفاحةٌ أستطيعُ أنْ أَكونَ في الماضي. أمرقُ وبشكلٍ غير مرئي الى الماءِ. وأصعدُ برجَ الهواءِ محاطاً برمادٍ. يتساقطُ منّي أحسبُها الغيوم. ضجرت هذه الليلة من كلام السماء.
............
لم أدعْ هذا الليل معتماً يعبثُ بي ,يسقطُ في هروبهِ الحذر من الضوءِ. أهتمَّ به كثيراً .يصرفَ النظرُ في التفكيرِ بي بشكل أسود. ألمسُه بعيني وأسكبُ فوقه طاسةً مليئةً بالغيمِ، أندهشْ منذُ وقتٍ طويل. لم أرهُ هكذا طريّا يضحكُ ملءَ يديه. ويجمعُ نفسَه بكلِّ هدوءٍ ويرحل بُاتجاهِ ضوء .يعودُ ثانيةً وفي أسماله عتمة سوداء.
............
مرّات أقفُ أمامَ الماءَ ,أخشى جسدي أنْ يفكّر كحصى مدورّة. أتركُه ينفذ من الهواءِ. وينزل الى اليابسةِ لطيفاً هذا النهار .عوّدني ان يلّوحَ للنساءِ ليس كعادتِه يصفن. أقرأ بختَه منذُ أُكثر من حياةٍ. ألفْهُ هكذا دائماً. أنظرْ اليهِ يقذفُ الماءَ نحوي. ويركضُ خلفَ دوائري.
............
أطفأ الضوءُ الليلَ. في حياةٍ بيضاء,أصواتٌ خضراءَ صغيرة الحجم .تقرأُ لكَ بختاً كافياً في نعيهِ. يجعلكَ تبتسمُ مع نفسِكَ وتصفنُ. كنتَ تتفادى لاشيء وتنادي أيضاً لا شيءَ .وتنظرُ من نافذةٍ جسدك العاري الى حبلِ غسيلٍ. يقع على الارضِ. تحت ريشِ طيورٍ سوداء. ضاقت ذعراً بوجودهِ المتوتر. تنادي وبشكل متقطّع كلُّ شيءٍ جاهز هذه الليلة. فقط السماء أخذتها امراة. أماكنٌ نحفرُفيها سريرَنا ننام.
............
أبعثرَك في الكلمات . وأنتِ في الجانبِ الآخر من جسدي .تتحدثين مثل المطر. وتهمسين بصوت نحيف يشبه أرغن عتيقٍ في معبدٍ مهجور, يلفظُ أنفاسَه الاخيرة فوقه غرابٌ في فمِهِ نحلاتٌ سوداء. بعضي يجيءُ .وألقيهِ في تلعثمِك .تضعين وشماً صغيرا منذ ولدتِ تنظرين اليه بعجب. لا يحبّك كثيرا لأنّك أقلّ إنخفاضا في الذوقِ من نبيذٍ, ينام منذ أن تعمدّتِ في طاسةِ نحاسٍ مزخرفةٍ بصدفاتٍ بحريّة.
............
تقفينَ طويلاً أمام الساحل . تفكرين بالنوم تضعين بصرَك بين الارضِ والسماء.  تصيدين كلماتٍ بلا ضوء . لا تتعجّبي المرايا حولك. تخطّط بالطباشير دوائرَ حول الماءِ. يفتشُّ فيك عن موسيقى, يعزفَ في جسدك كثيرا. الطلاسمُ تنزلُ من متحفٍ متجوّلٍ في يدِ مجانين فرحين. كأطفالٍ تعلّموا رسمَ قوس قزح. وكتبوا دار. تقفين أمام قائمةٍ طويلة من الكتاباتِ. خذي الجمالَ ستعثرين على نفسِك وأنت تكتبين الوردَ في السرير.
............
أنا قوسٌ أحتاجُ الى جفونٍ. أُصوّبَ باتقانٍ اللعينُ الهواءُ، ياتي بشكلٍ متعرّج. أنا محبوسٌ في خاتمٍ. لا بّد لي من ماءٍ لياتِ أبسو يطردُ الظلام، يتحرّشُ بالماءِ ويضعُ الطينَ بالمرصادِ أمامَ موجاتٍ  ويضعُ قطعة طلّسم في أناءٍ مزخرفٍ ويضعُ الغرقى في قاربٍ أنّهم بخجلِ يأخذون القصب. ويعزفون الماءَ بلا ضجيج.
............
حين أتيتُ الى نفسي ذاتَ ذهاب,جلبُتُ معي النواقيسَ, وطيوراً تتأرجحُ على كرِسيّ اعتراف هزّاز. كلّ شيءٍ يصفرُ والتفاحةُ في يدِ أنثى, تذوقُ الغرينَ وتدقّ المساميرَ في الماء.
............
أفتحُ كوّةً في ظلام إِمراةٍ تجلسُ قربَ طاولةٍ. وتقذفُ الكلامَ كورقةِ نشّاف ,البارحة طردُتُ الهواءَ وأطردُه أمس. وقد تسبّبتُ في خساراتِ.تحصُل لك كلَّ ليلة .أجلْ لم أعثرْ عليك صدفةَ, أنظرُ الى شبيه .وأتخّلص منّي ومن أيّ كائنٍ يمرُّ من أمامي ,أرقبُ ذلك طولَ الوقتِ. لم أكنْ قلقاً حينَ مرَّ نصف الليلِ. ولم يمرُّ أحدٌ .لم يبقَ سوى بعض مشاهد .مارستُها على عجلِ ,ولم تبقَ سوى دقائق. وقد قذفتُها منذُ أمس في قدحٍ منسي.
............
فوق ثلجٍ يذوب أزهارتضحك , تتركُ زجاجَ نافذةٍ مضاءةٍ بمصباح مكسور . ، تمسحُ بفرحٍ آثار الظل, أتربّصُ بالسماءِ وآخذ بصماتِ أصابعها الزرقاء. وأسبحُ كالبجعِ ، وأتحاشى النظرَ دون كلامٍ .وأنا أطلُّ على ورودٍ حمراءَ لم يمسْها أحد.
............
فوضى أمارسُها وأقعُ من الضحكِ, أحياناً أتبلّل وبلا ماءٍ ,القي جسدي فوقَ الترابَ بعد مطر باردُ ونَدي, أموتُ من البردِ وتسري رعشةٌ, وأحلمُ أنْ أرى الشمسَ. وأرمي خيطاً الى السماءِ لأصطادَ الغيم. أدقُّ البابَ على الظلام. أوقدَ له شمعةً. وأبحث عن خيمتِه الكبيرة. وأحرقها حتى الصباح.
............
أخلي المكان من غفلتي, وأطحنُ المرايا التي إندهشتْ من شحوبي. خيوطِ كائن ذابل.تنقش تعاويذ اًللحياة. متهّمً بتكديسِ العتمةِ في صولجانِ الغيم ودفع الليلَ الى الموسيقى, أمارسُ الوردَ في محرابِ أثارٍ قديمة. لم يفتْ الآوانُ بعد. أعمايَ سيمارسُ السيرَ خلفَ الحياة.
............
أمنحُ ذكرياتي قطرةَ ماءٍ, تستحمّ وتجلسُ حول طاولةِ عاريةً كأعمى .أوقدُ لها الخرائبَ وأصابعي الوسيمة وتفّاحة هيكل. أسترخي كلَّ الليل, وأسكبُ كلاماً أحمر. يسقطُ الحديثُ في سريرِ رخام. أكرّرُ القرابينُ في الكأسِ .والطيورتحملُ الحطبَ تحت طيّةٍ مخفيةٍ جنب النافذةِ ,والرياحٌ تطمئنُّ على شهوةٍ أفعى, تتأخرّ في المرايا والفراشات ما زالت تغرزُ الورد.
............

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد:أريش فولفغانغ كورنغولد

صورة سيفو في مرآة الوهايبي

"مُخْتَارَات": <اَلْعِمَارَةُ عِنْدَ "اَلْآخَرِ": تَصْمِيمًا وَتَعْبِيرًا > "لِوِيسْ بَاراغَانْ"

"حماس بوينس آيرس" أول مجموعة شعرية لبورخس

علي عيسى.. قناص اللحظات الإبداعية الهاربة

مقالات ذات صلة

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت
عام

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت

أدار الحوار: مارسيلو غلايسر* ترجمة: لطفية الدليمي ما حدودُ قدرتنا المتاحة على فهم العالم؟ هل أنّ أحلامنا ببلوغ معرفة كاملة للواقع تُعدُّ واقعية أمّ أنّ هناك حدوداً قصوى نهائية لما يمكننا بلوغه؟ يتخيّلُ مؤلّف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram