اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا نتذكّر " 200" الشهيلي؟

لماذا نتذكّر " 200" الشهيلي؟

نشر في: 8 ديسمبر, 2017: 06:31 م

كان مُعلّم التنوير أسبينوزا يقول : " التنوّع وحده يبني البلدان، لأنك بمفردك لا يمكن أن تكون كلّ شيء " وأنا أعيد قراءة سيرة أسبينوزا، أمضي معها متسائلا عن أسباب فشلنا ونجاح سوانا، ولماذا نحن نتقدم قائمة الدول الأكثر فشلاً وفساداً وخراباً؟ والأهم لماذا يختار ساستنا "الأعزاء" السير على طريق الصومال وأفغانستان، ولا يقتربون ولو مرّة واحدة من تجارب سنغافورة والبرازيل وكوريا الجنوبية التي شاهدنا فيها كيف أنّ مواطناً صفع رئيس وزراء بلاده متّهماً إياه بالتقصير في حادث غرق العبّارة الذي راح ضحيته 138 شخصاً. لكنني، أنا المواطن العراقي الذي يعيش في بحبوحة "الشهرستاني"، وينتظر كلّ صباح، آخر ما تجود به قريحة إسكندر وتوت الأمنيّة التي كشفت لنا سراً خطيراً لم تكشفه معظم وكالات الاستخبارات العالمية وهو أنّ "أبو بكر البغدادي" يتنقل بين أميركا ودول العالم بطائرة أميركية خاصة،ترى كم فاجعة مرّت علينا منذ 14 عاماً واجهناها بالكذب وباختلاق القصص الوهميّة ، ثم ذهبنا لنقف طوابير من أجل المالكي والنجيفي وعلّاوي والحكيم والمطلك والفتلاوي وأضفنا لهم " مؤسِّس المدنيّة العراقيّة " جمال الكربولي؟
منذ سنين ونحن نعيش مسرحية قانون "العفو " الذي عُدِّلَ ثم ّ عُدّلَ ثمّ عُدِّلَ، ثم وجدنا الأبرياء لايزالون في السجون، وأنّ خروجهم يتطلّب دفع " دفاتر خضراء "، في حين أدت التعديلات التي وضعها البرلمان إلى شمول الكثير من الفاسدين الذين صدرت بحقهم أحكامٌ قضائية ليتمتّعوا بمزايا العفو العام، بل إنّ مجلس النواب " الموقّر " أصرّ على أن تبقى أحكام قانون العقوبات الذي شُرِّع قبل أكثر من خمسين عاما نفسها ، ليجد المسؤول السارق نفسه مطالباً بأن يبحث مثل جواد الشهيلي عن عملة " 200 " دينار يدفعها غرامة عمّا سرقه من مليارات، أو يختار طريق ماجد النصراوي وصلاح عبد الرزاق وقبلهما فلاح السوداني وهيثم السامرائي ، وأعني به التمتُّع بما سرقوه في لندن وسيدني وأمستردام!
المسؤول السارق تمّ تدريبه وتوظيفه على أنّ الشعب مغفّل دائماً، فلا بأس أن نضحك عليه بصورة يبدو فيها النصراوي في آخر درجات التقوى، ويظهر فيها الشهيلي رافعاً إصبعه وهو يصرخ بأعلى صوته، فيما يخرج علينا صلاح عبد الرزاق ليخبرنا أنّ سبب خراب العراق هو تبرّج النساء! جميع " الحراميّة " يُدركون جيّداً أنّ البرلمان سيتعامل معهم بمنهج : لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلّم!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ علي حسين الوضع في العراق صار هوسة وهايسة شليلة وضايع راسهة وماذا عن مشعان الجبوري قبل بضعة ايّام اخر لقاء له أكد مرة اخرى ان جميع السياسيين وهو منهم حرامية واستلموا رواتب ضخمة لا يتصورها العقل وطلب من الشعب العراقي ان يحاسبوهم وهو اول واحد حسب كلام

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram