اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أسئلة بريئة عن الحصة التموينية!!

أسئلة بريئة عن الحصة التموينية!!

نشر في: 5 نوفمبر, 2012: 08:00 م

لن نكون اكثر فهما ودراية من وزارة التجارة العراقية وعقولها المدبرة، ولن نزايد عليها في حرصها المتزايد على توفير مفردات البطاقة التموينية، ولن ندعي اننا اصحاب كار في البيع والشراء والتوزيع وما الى ذلك من مفردات العمل التجاري.. لكننا نستطيع ان نسأل السيد الوزير وجيش الموظفين في وزارته واسطول النقل الذي يستخدمه والستة مليارات التي تحصل عليها وزارته من ميزانية الدولة، حتى ولو كانت بالتقسيط، عن الاسباب الحقيقية لمعاناة المواطن في الحصول على مفردات بطاقته التموينية؟ ونستطيع ان نخبر السيد الوزير ونقول له ان كان لايعلم،ونشك في ذلك،ان بامكانه ان يتأكد من ان المواطن العراقي لم يحصل شهرا ما على كامل مفردات بطاقته اليتيمة فضلا عن النوعيات الرديئة التي يستلمها من المتوفر، وهي عادة شحيحة وبشق الانفس!

المواطن لايفهم التبريرات التي تطلقها الوزارة بين الحين والآخر وهي غير مقنعة،والمواطن عندما يستجدي مفردات البطاقة من الوزارة لايستطيع ان يصدق الاخبار التي تزود بها الوزارة وسائل الاعلام عن وصول آلاف الاطنان من الرز والسكر والزيوت وهي "عمدة"البطاقة التي لاتغني عن جوع اساسا لكنها في كل الاحوال تسد حاجة وان كانت متواضعة الى حد الشعور المرير باهدار الكرامة الانسانية للمواطن العراقي في بلده النفطي الذي يقال ان آخر برميل نفط يصدر للعالم سيكون عراقيا!

ربما تبقى أو ستبقى حسرة في قلوب المواطنين أن يتكرم السيد الوزير من على شاشات الفضائيات ويقول لهم دون تبريرات مكررة شبعوا منها ومعهم نحن حد التخمة، عن السبب الحقيقي لهذا الاخفاق الذي يتعلق بلقمتهم وان يقول لهم بشفافية ووضوح ان ما يمنع وصول مفردات البطاقة اليكم هي الاسباب التالية وان الوزارة غير قادرة على معالجتها للاسباب التالية وان الوزارة بحاجة الى مساعدة المواطن في الكثير من الامور ومنها مراقبة اداء وكلاء التموين الذين يتلاعبون بالنوعية والكمية والاجور، وربما يعرف السيد الوزير ان وجبات كاملة من الحصة يجري استبدالها في منتصف الطريق الى المواطن بوجبات سيئة لاتصلح في الكثير من الاحيان للاستخدام البشري..المكاشفة وحدها والعمل الجدي الكفوء ومحاربة الفساد المالي الحقيقية من شأنها ان تساعد على تحسين الوضع بدرجات متقدمة، ولا يستهين احد في دور المواطن ليس كفرد فقط وانما كمنظمات مجتمع مدني بما في ذلك الكثير من التجار الوطنيين الذين يرغبون باداء دورهم الوطني  بعيدا عن اجواء الصفقات المشبوهة التي يجمع منها بعض التجار المال السحت بالتعاون الوثيق مع سماسرة من داخل الوزارة.. واستطيع ان احيل السيد الوزير الى التجربة الاندونيسية التي ساهمت فيها منظمات المجتمع المدني في التخفيف من اعقد ازمة في البلاد وهي أزمة السكن من خلال الحملات الوطنية الواسعة لتنظيم الانجاب الاسري التي ساهمت في تخفيض الطلب على السكن وبالمقابل كانت الدولة مستمرة في مشاريع البناء الجماعي والاستثمارات والقروض الحكومية... وفي غير ذلك سنبقى ندور في الحلقة المفرغة والثرثرة "المشخوطة" عن الفساد وتأخير التوريد وغيرها من الاسباب الواهية التي لم تعد تجد آذانا صاغية من المواطنين الذين شكلت وتشكل البطاقة التموينية احدى "امراضهم" المزمنة في حياتهم السعيدة!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Ankido

    بسطال الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ابو الفقراء رمز النزاهة والعدالة والوطنية أشرف من عمائمهم.

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram